ما هو أفضل علاج لخشونة الركبة
خشونة الركبة
يُعرف هذا المرض باسم مرض المَفاصل التآكليّ، وهو من أكثرأمراض المَفاصل المُزمنة شيوعاً؛ إذ تُشير الدّراسات إلى إصابةٍ أكثر من 27 مليون شخص في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. وقد يُصيب هذا المرض أيّ مِفصل في الجسم، إلّا أنّه يُعّد أكثر انتشاراً في الرّكبة والحوض وأسفل الظّهر والرقبة، كما أنّه قد يُؤثّر على المفاصل الصّغيرة لأصابع اليد أو القدم؛ ففي المفاصل الطبيعيّة يوجد قطعة غضروفيّة مطاطيّة صلبة تُغطّي كلتا نهايتَي العظم المكوّن للمِفصل، وتضمّن هذه القطعة الغضروفيّة الحركة السّلسة للمِفصل، وتعمل أيضاً كوسادة لحمايته.
ما يحصل في مرض خشونة الرّكبة هو تحلُّل هذا الغضروف، ويحدث نتيجةً لذلك احتكاك العظمتين ببعضهما ممّا يُسبّب الشّعور بألم، وظهور انتفاخ، وتقليل مدى الحركة للرّكبة، وقد يُؤدّي في بعض الأحيان إلى تكوين نتوئات عظميّة. ويُعدّ التقدّم بالعمر أبرز عوامل الخطورة المُؤدّية للإصابة بخشونة الرّكبة، إلّا أنّها قد تُصيب الشّباب في حالات نادرةٍ خصوصاً إذا ما كان لديهم تاريخ عائليّ للإصابة بها، أو تعرَضوا لالتهاب أو ضرر في الرّكبة.[١]
أسباب الإصابة بخشونة الركبة
يُعتبر التقدّم بالعمر أكثر أسباب الإصابة بخشونة الرّكبة شيوعاً، إذ لا بد لأيّ شخص تقدّم بالعمر أن يُعاني من درجة مُعيّنة من خشونة الرّكبة. وهنالك أيضاً عدّة عوامل قد تزيد من فرصة الإصابة بخشونة الرّكبة منها:[١]
- التقدّم بالعمر: إذ تقلّ مَقدرة الغضروف على التّعافي مع التقدّم في السنّ.
- زيادة الوزن: إذ يؤدّي ذلك إلى زيادة الضّغط الواقع على مفاصل الجسم بشكل عام، إذ إنّ زيادة الوزن بقدار كيلوغرام واحد يُؤدّي إلى زيادة الضّغط على الرّكبتين بمقدار 3-4 كيلوغرام.
- وجود عوامل وراثيّة: فعند وجود طفرات جينيّة مُعيّنة قد يزيد ذلك من فرصة الإصابة بخشونة الرّكبة، كما قد يُؤدّي وجود اضطرابات مُتوارثة في شكل العظم إلى تعريضه أكثر للإصابة بخشونة الرّكبة.
- تزداد فرصة الإصابة بخشونة الرّكبة عند النّساء بالذّات عند بلوغهنّ أكثر من 55 عاماً.
- التعرّض المُتكرّر لإصابات الإجهاد: ويحدث ذلك لأصحاب المِهَن التي تتطلّب الحركة أكثر من اللّازم، كرفع الأوزان الثّقيلة، إذ يشكّل ذلك ضغطاً مُتواصلاً على الرّكبة ممّا يُعرّضها بشكل أكبر للإصابة بالخشونة.
- تزداد نسب الإصابة بخشونة الرّكبة أيضاً عند الرياضيّين:كلاعبِي كرة القدم أو كرة المَضرِب، وذلك بسبب ركضهم المُتكرّر عند مُمارستهم لهذه الرّياضات، ولذلك يجب عليهم أخذ الحذر لتجنُّب إلحاق الضّرر بالرّكبة. ويَنصح الأطبّاء عادةً بممارسة التّمارين الرياضيّة المُعتدلة وبشكل مُنتظم لتقوية العضلات المُحيطة بالرّكبة؛ إذ إنّ ضعف هذه العضلات قد يُساهم في الإصابة بخشونة الرّكبة.
- المُعاناة من حالات مرضيّة من شأنها زيادة فرصة الإصابة بخشونة الرّكبة: كالتهاب المفاصل الروماتيزميّ، أو زيادة الحديد في الجسم، أو فرط إفراز هرمون النّمو.
أعراض الإصابة بخشونة الركبة
يُصاحب المُعاناة من خشونة الرّكبة الشّعور بالعديد من الأعراض مثل:[٢]
- الشّعور بألم مُتزايد وبشكل تدريجيّ في الرّكبة: وقد يبدأ هذا الألم بشكل مُفاجِئ في بعض الحالات؛ ففي بداية الإصابة قد يشعر المريض بألمٍ في الرّكبة عند الصّباح أو بعد المكوث دون حركة لفترة طويلة، ومن ثمّ يشعر به المريض عند صعود الدّرج، أو الوقوف بعد الجلوس، أو عند المشي. وقد يكون الألم المُصاحب لخشونة الرّكبة شديداً لدرجة أنّه يُوقظ المريض من نومه.
- المُعاناة من تهيُّج الرّكبة النّاتج غالباً عن تكوين النّتوئات العظميّة، عندها تنتفخ الرّكبة وتتورّم بالإضافة إلى احمرار الجلد المُغطّي لها وارتفاع درجة حرارته.
- الإصابة وبشكل مُتكرّر بالتواء الرّكبة وتصلّبها: فمع مرور الوقت تضعف العضلات المُحيطة بالرّكبة ممّا يجعلها غير مُستقرّة ومُعرّضة بشكل أكبر للالتواء. كما قد يُعاني المريض من تصلُّبها وعدم القدرة على ثَنِيها.
- سماع أصوات فرقعة صادرة من الرّكبة: وذلك ناتج عن الضّرر اللّاحق بالغضروف وما ينتج عنه من احتكاك النّهايات العظميّة ببعضها البعض.
- تحديد مدى حركة الرّكبة.
- ظهور تشوّهات في الشّكل الخارجيّ للرّكبة: وتتفاوت هذه التشوّهات مع درجة خشونة الرّكبة.
علاج خشونة الركبة
يُعتبر مرض خشونة الرّكبة مَرضاً تفاقميّاً ولا يمكن عكس الأضرار التآكليّة النّاتجة عنه. ويعتبر العلاج الوظيفيّ وتسكين الألم أبرز أهداف علاج خشونة الرّكبة. هنالك طرق للعلاج المُبكّر لخشونة الرّكبة من شأنها زيادة فرص حفظ المِفصل قدر الإمكان. أمّا أهمّ طرق علاج خشونة الرّكبة فهي على النّحو الآتي:[٣]
- إجراءات غير جراحيّة لخشونة الرّكبة: ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
- العلاج الفيزيائيّ ومُمارسة التمّارين الرياضيّة: وذلك عبر إجراء تمارين رياضيّة مُعيّنة لشدّ وتقوية الرّكبة والعضلات المُحيطة به. وتُجرى عادةً بواسطة المُعالج الفيزيائيّ أو الطّبيب المُختصّ. وقد يَنصح الطّبيب بتجنّب بعض الأنشطة أو الحركات التي قد تُؤدّي إلى زيادة الألم والاحتكاك، كالرّكض مثلاً.
- استخدام الضمّادات السّاخنة أو الباردة: فتعمل الضمّادات المُصنّعة من الماء الدافئ على تسهيل حركة المِفصل المُتصلّب، كما أنّ استخدام كمّادات الثّلج لمدّة 15 دقيقة بعد القيام بأيّ نشاط يُساعد على تخفيف التورّم وتسكين الألم.
- التّقليل من الوزن: لما لزيادته من أثر في حدوث خشونة الرّكبة وزيادة الأعراض المُصاحبة لها؛ بسبب الضّغط الزّائد الذي يُشكلّه على الرّكبتين.
- الإجراءات الطبيّة والحُقن المُستخدَمة لعلاج خشونة الرّكبة:
- استعمال مُسكّنات الألم ومُضادّات الالتهاب: وأكثر مُسكّنات الألم استخداماً دواء أسيتامينوفين الذي يعمل على تسكين الألم دون التّخفيف من التورّم. ويَنصح الأطبّاء أيضاً باستعمال مُضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة، مثل الأسبرين، وأيبوبروفين، ونابروكسين التي تعمل على تخفيف تهيّج المِفصل وتورّمه، وبالتّالي تسكين الألم المُصاحب لخشونة الرّكبة. وبالإمكان استخدام تلك الأدوية إمّا على شكل أقراص فمويّة أو مراهم موضعيّة.
- تناول أدوية تتكوّن من مادتيّ غلوكوزأمين وكوندرويتون سالفايت: إذ توجد هاتان المادّاتان بشكل طبيعيّ في غضاريف جسم الإنسان، وقد أشارت بعض الدّراسات إلى تحسّن عدد من مَرضى خشونة الرّكبة بعد تناولهم هذه الأدوية.
- استخدام الحقن: وقد تضمّ إمّا مركّب السّتيرويد الذي يعمل على تخفيف الورم وبالتّالي التخلّص من تصلُّب المِفصل وتسكين الألم، أو هاياليورينيك أسيد الذي يشبه في تركيبه السّائل الزليليّ الموجود طبيعيّاً في المِفصل، وبذلك يعمل على تليينه وتسهيل حركته.
- استخدام الأجهزة الدّاعمة وأجهزة تقويم العظام: مثل الأحذية الخاصّة التي تعمل على تخفيف الضّغط على الرّكبتين، أو تقويم الرّكبة الذي يدعم المِفصل، أو استخدام عكّازة على الجهة المُقابلة للرّكبة المُصابة، وذلك يوفّر ثباتاً إضافيّاً ويُقلّل الضّغط على الرّكبة.
- إجراء عمليّة جراحيّة: ومعظم مرضى خشونة الرّكبة لا يحتاجون لإجراء جراحة، وإنّما يُلجأ إليها إذا ما كانت الأعراض شديدةً، أو في حال عدم الاستفادة من الطّرق السّابقة. ولها أنواع عدّة؛ فمنها ما يتضمّن إزالة الأجزاء المُتضرّرة من الغضروف فقط، ومنها أيضاً ما يهدف إلى مُلائمة العظام مع بعضها وتخفيف الاحتكاك، بالإضافة إلى عمليّة تبديل مِفصل الرّكبة بالكامل.