أفضل ما قيل عن الشهادة في سبيل الله
لشهيد هو من ضحى بحياته في سبيل الله والذي يتبوأ مكانة كبيرة في الدار الآخر حيث يتبوأ أعلى مراتب الجنة ويشفع لسبعين من أهله، فمن يحبه الله عز وجل يكرمه بالشهادة، فالشهيد لا ينقطع أجر أعماله الصالحة حتى يوم القيامة حيث يضاعفها الله أضعاف مضاعفة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “والذي نفس مُحمّد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل” صحيح مسلم، تمنّى الرسول عليه السلام نيْل الشهادة وهو خير البشر، والأنبياء أجمعين، لما لها من فضلٍ وأجٍر عند الله سبحانه وتعالى. الشهادة مراتب ولكن أعلى أنواع الشهادة هي الاستشهاد في سبيل الله تعالى، وكم من شاعر نظم شعره بكلمات عن الشهيد والشهادة في سبيل الله، وفي مقالنا اليوم سوف نورد أفضل ما قيل عن الشهادة في سبيل الله.
قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون الشهداء فيكم) قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد.قال: (إن شهداء أمتي إذا لقليل) قالوا: فمن يا رسول الله.. قال: (من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد) من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه (اي طلب منه مثلا الارتداد عن دينه، فابى فقتل) فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد).
قصيدة الشهيد
يا شهيـداً أنـت حـيٌّ ما مضى دهرٌ وكانـا ذِكْرُكَ الفـوّاحُ
يبقـى ما حيينـا فـي دِمانـا أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ
ما غابَ يوماً عن سمانا قد بذلتَ النفسَ
تشري بالـذي بِعـتَ الجنانـا هانَتِ الدُّنيا و كانـتْ دُرَّةٍ،
كانـت جُمـانـا فارتضيتَ اليومَ عدنـاً خالـداً فيهـا مُصانـا
رَدِّدِي يا قـدسُ لحنـاً عن شهيدٍ فـي رُبانـا
واكتُبي تاريـخَ شَهْـمٍ راحَ كي يحمي حمانـا
يا فلسطينُ اْذكري مَـنْ جَرَّعَ الباغـي الهوانـا
أَقْبَـلَ الفجـرُ فلـبَّـى خاشعـاً ذاق الأمـانـ
قِبلْـةََ الرحمـنِ ولًـى وَجْهَهُ، ثُـمَّ استعانـا
فاْمتطى خيلَ التحـدِّي يقتلُ الصمـتَ الجبانـا
أَثْخَنَ الأعـداءَ طَعْنـاً سَيْفُُهُ يهـوى الطِّعانـا
في سبيـلِ اللهِ يرمـي رميـةً تُعليـهِ شأنـا
في جِنانِ الخلدِ يلقـى ربَّهُ،
فالوقـتُ حانـا دثِّريـهِ يـا روابــي توِّجـيـهِ الأُقحـوانـا
واذكري دوماً شهيـداً قـد أبـى إلّا الجِنانـا
ربمـا نلـقـاهُ فيـهـا فـنـراهُ وَيَـرَانـا
وصية شهيد فلسطيني
ُأمّاهُ لا تحزني إنْ جاءَكِ الخَبَرُ أو قيلَ طالَ بِهِ يا أُمَّهُ السفَرُ
لا تُهرقي دمعَكِ الغالي إذا خَطَرَتْ يا حبَّةَ القلبِ بعد الغيبةِ الفِكَرُ
قرِّي ونامي واملأي العينِ فرحتها إنِّي هناك بدارِ الخُلدِ أنتظِرُ
لمّا سمعْتُ نداءَ الحقِّ يدعوَني تسابقَ القلبُ والإحساسُ والبَصَرُ
فما وجَدْتُ سوى نفسي أقدِّمُها للهِ، لم يُثنِها عن عزمِها الخطَرُ
كان الصباحُ جميلاً حينما انطَلَقَتْ ساقايَ نحوَ العُلا يحدوهُما الظَّفَرُ
كأنَّ أنسامَهُ من جنَّةٍ عَبَقَتْ روحي، وأعطارُهُ في الأُفْقِ تنتشِرُ
يا كم تمنَّيْتُ يا أُمّاهُ في صِغَري نيلَ الشهادةِ، لم يُنعِمْ بها الصِّغَرُ
حتّى أفاءَ الذي نفسي بقبضتِهِ بها عليَّ، وجودُ اللهِ يُذَّكَرُ
أرنو إلى الموتِ، إن الموتَ في شَمَمٍ بطعنةِ الرّمحِ أو بالسيفِ يُعتَبَرُ
والموتُ فوقَ فِراشِ الذلِّ في فَزَعٍ ذنبٌ لصاحِبِهِ، يا ليت يُغتَفَرُ
لمّا رأيتُ عدوَّ اللهِ في وطني قد ضاقَ ذرعاً بِهِ المحراثُ والشَّجَرُ
وأَنَّتِ الروضَةُ الحسناءُ إذ عَبَثَتْ كفُّ اللئيمِ بها، واستنجدَ الثمَرُ
ومسجدُ القدسِ يشكو غدرَ مُغتَصِبٍ يدعو أيا مُسلماً مَنْ ليْ سينتَصِرُ؟
يشكو، فلم يستَجِبْ يوماً لصرختِه إلا القليلُ، وجُلُّ الناسِ مُستَتِرُ
كأنَّما الأرضُ آذانٌ بها صَمَمٌ وقلبُ سُكّانِها الجلمودُ والحَجَرُ
والعالمُ المُبتَلى بالصمتِ مُنشَغِلٌ بالكأسِ، باللاعبِ المشهورِ
يفتَخِرُ يهزُّهُ حارسُ المرمى وطلعتُهُ أو نجمةٌ زيَّنَتْ أعطافَها الدُّرَرُ
وتُذرَفُ الأدمُعُ الحرّى إذا مَرِضَتْ أو أعلَنَتْ موتَها الأنباءُ والصُّوَرُ
يهتزُّ عالمنا لو قطةٌ ذُبِحَتْ ولا يُحَرِكُهُ لو يُذبحُ البَشَرُ
من أجلِ ذاك أيا محبوبتي اْنطَلَقَتْ روحي كقنبلةٍ في البغيِ تنفجِرُ
ولو مَلَكْتُ سوى الروحِ التي قُبِضَتْ ألفاً، لفجرتُها في وجهِ من غَدَر
أجودُ بالنفسِ كي تبقى كرامتُنا تاجاً على الرأس يا أُمّاهُ يزدَهِرُ
فباركي يا حياةَ القلبِ تضحيتي ولا تُبالي، فإنَّ الموتَ ليْ قَدَرُ
نامي وقرِّي واملأي العينِ فرحتُها إنِّي هناكَ بدارِ الخُلدِ أنتَظِرُ
هذي وصيَّةُ من أرْضَعْتِهِ شَمَماً فلتقرئي ما بها إنْ تُسدَلِ السُّتُرُ