يكتب علي حسن السعدنى عن الحب قائلا : قرأت الكثير عن قصص الحب وحكاياته وطالما تمنيت أن أكون البطل فيها، وكم أعجبت كثيرا بالقصص الرومانسية التى تخطف مشاعرنا إلى عالم رومانسى جميل أتمنى ألا أغادره أبدًا، فسمعنا عن روميو وجوليت، قيس وليلي، وطالما تساءلت هل هى مجرد كلمات أم حقائق؟
ولم أجد أجمل من حقيقة هذا الكون آدم وحواء، فعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل لآدم ونيسا له فى الجنة اختار له حواء وسميت بذلك لأنها خلقت من كل شىء حى، فخلقت من ضلع آدم “عليه السلام” ليسكن إليها، فكانت حواء هى من شاركته حياته وامرأته الوحيدة.
ويقول سبحانه وتعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، وكلمة آية تعنى معجزة والمعجزات لا تأتى إلا من عند الله “عزوجل”، فهذه النظرة الربانية إلى من تحب على أنه جزء منك من نفسك إنه نصفك الآخر الذى معه لا تحس بغربة وتشعر بالأمان والطمأنينة، وهذا الإحساس هو الذى يجلب لنا المودة والرحمة.
فالنفس هى الروح والروح لا تأتى من قلب فقط بل هى تأتى من كل ذرة فى كيانك، فنصفك الآخر تحبه بقلبك وعقلك وروحك وبدونه تشعر بأنك مجهول فى انتظار لقاء فإذا وجدته هل ستتنازل عنه؟ وقبل أن تجيب عن هذا السؤال فليسأل كل منا نفسه كيف ستحافظ عليه؟ كيف ستكون شريكا مخلصا وسندا له فى الحياة.
فبالرغم من الصعاب التى نمر بها فى الحياة نجد قصص حب ناجحة، وتساءلت عن سبب النجاح وحاولت أن أعرف السر وراءه فوجدت أن كل طرف منهم على استعداد لأن يتنازل عن أشياء كثيرة أمام من يحب من أجل البقاء معًا ومشاركة الحياة سويا وليس من طرف واحد فقط، وأن العند يكسر ويحطم هذا الحب، فالحب المتبادل هو أسمى وأعلى درجات الحب الإنسانى وكل طرف مقتنع تماما بأن من يحبه هو نصفه الآخر الذى تعب فى العثور عليه وعلى استعداد لأن يتعب أكثر وأكثر للحفاظ على بقائه معه.
إذن على كل منا أن يؤمن منذ البداية بأن شريكه الذى اختاره هو عمره ولن يجد له بديلا آخر، وإذا كنت على صواب فى اختيارك فاعلم أنه يحبك مثلما تحبه فلا تتنازل أبدًا عن نصفك الآخر، فالحب حياة والحياة حق ومن حقك “أن تعيش مع من تحب”.