علمت ان الحب ليس بكلمات تقال فى لحظات الهيام, انما الحب حياه نجدد بها كل مامضى كل حرفاً من الحب يحمل عبء سنوات من الصمت, اسبح فى محيط المحبوب اتجول بين عيناه اسكن بقلبه اتحكم فى انفعالته احتمى بظله فى غيابه, اسبح فى خلجات قلبه ارسم بسمة عمر فى لحظات الحزن, اتحمل معه مشقة الايام, اتبحر فى عيناه لاجد مرسى لمركبى الشراعى…
اذكر لمحة الفرح التى بدت فى عيناه عندما وجدنى أختبئ فى قلبه وكأنى طفلة صغيره وجدت ملاذ لها فى احضانه اختبأت من شبح الفراق وتمنيت ان يغمض عيناه على ظل صورتى حتى ابقى اسيرة بعيناه, سجينة الفؤاد لا اخرج من قلبه لا اتحمل وداعه ولا غيابه عنى, اهيم بحبه كالمتغيبه جسداً بلا روح, قلباً بلا نبيض ولا احاسيس.
روحى تسرى خلفه راكده وراء حبى باحثة عنه فى البوادى وبين البشر, زاحفة وراء امل اللقاء بعد الغياب, تعبت من روحى الهائمه الثائره على قيود وضعها البشر سخيفة تقيد كل شئ تمحى الأمل والأمان تبقى على شبح الخوف والحزن ساكن القلب لا يبرحه لحظة متعاقد مع الأوجاع مستكن مع الم باحث الخوف فى نفسى ابحث عن مركبى الذى كان ملئ بضجة الحب لكنه استسلم لريح الغدر العاتيه …
تركنى ورحل مع غضب المياه المسترسل فى رحيله تاركنى بلا شاطئ او عنوان اجد نفسى به, تركنى بلا وداع ولا عنوان لى ولا اسماً انتمى اليه اخذت اتجول هائمه ضائعه بين البشر لا اعرف من انا ! وأتساءل هل لى من عنوان ؟ خفت ان اصبح كعجوز النيل التى تناجى المياه الهادئ وكانها حبيباً غائب عنها لقد ذهب عقلها بحثاً عن حبيب ولكنها ضاعت مع سنوات حبها الضعيف, كنت انظر اليها بتعجب لماذا تقف على ضفاف النيل مستأنسه مع مياه النيل الهادئه تناجى وتميل على ضفافه وكانها تعاتب محبوبها كنت انظر الى شجرة قابعه بقربها تتدلى اغصانها وتلامس المياه ومنحنية الاغصان ضعيفة الجزوع هشة القوام ليست متامسكه اذا اتتها رياحاً غادره اقتلعتها احسست ان هذه السيدة الفاقده لعقلها كانها الشجرة العجوز المنحنيه بفعل الزمن المتدلية الأغصان وكانها تبكى النيل شفقةً بهذه السيده المستسلمه لقدر او واقع, لا ادرى بما يدور بعقلها لكن الواقع يقول انها احبيت ولكن الحب ضعيف. لقد تركها محبوبها ورحل عنها مع غيرها تاركها تُـناجى ليلها وتستحلف كل الطيور المحلقه تاخذ برسالة حب الى محبوبها لكنها اصبحت فاقده لكل شئ, الحب العقل والاتزان لا تعلم هل احبت ام توهمت الحب ؟ اصبحت جليست ضفاف النيل مناجيه له ان يعيد حبيب غاب عنها لا تدرى احبها ام لا! عاشت سنوات الجنون مع رفيق عمرها, ذلك الغامض المسترسل فى هدوئه…
كنت انظر اليها عند الغروب لعلنى اراها راحله عن مكانه متراجعه عن املها الوهمى لكنها كانت مستسلمه لذلك الواقع لم تيأس جعلنى ذلك الموقف اتعجب ! – هل هذا واقع ام حلم لم استيقظ منه بعد !؟ لكنى اتنبه على صوت نحيب هذه المرأة الباكيه المتوسله بعودة حبيبها, ابكى على غدر الزمن, ابكى على احباب لم يتسنى لهم معرفة الخداع وماهى الجروح التى تكتسب من حب واهى لا اساس له سوى فى قلوبهم البريئه…
علمني ذلك المشهد المتكرر ان لا وجود للحب والوفاء لقد تاه الحب وانتهى زمن الأوفياء, لا زمن للمعجزات لا زمن للوفاء لا مكان للحب بين مسرح كبير يحركه احساس الغدر والخداع والانانيه.. يرتوى من دماء العشاق الأبرياء, يسكن بين رحم الكراهية الوليد من احشاء الحقد… أبكي … وأبكي صبر هذه المرأة, التى تنتظر الوهم, تنتظر سراب الحب …