ما أعجبَها طبيعةً
هذه التي جعلتِ البشرَ غيرَ متساوينَ
فمنّا الطّويلُ القامةِ
ومنّا القصيرُ
منّا القبيحُ المنظرِ
و منّا الجميلُ
والمُهيمنونَ مناّ علينا
يكونونَ إمّا من هذا الصّنفِ وإمّا من ذاكَ
متوقِّديِّ الذّكاءِ أو حمقى
أنذالاً أو قدِّيسينَ
خيِّرينَ أو مُنحرفينَ
في ريعانِ شبابهم أو بلغوا من العمر عَتِيًّا
وليس ثمّةَ إلاّ طبيعةٌ واحدةٌ
مساويةٌ حقّا لذاتها
هي أن يكونَ الإنسانُ امرأةً لا ذَكَرًا
فتتساوى حينئذ وإيّاهُ إذا تبادلا الحُبَّ
لكنْ حين يكونُ وَسِيمًا، طولَ القامةِ، فاضلاً
ما عليّ إلاّ أن أغمضَ عينيَّ قليلاً
ليقيني أنّه لن يفرِّطَ فيَّ
وحين يكونُ أحمقَ
ويفرضُهُ عليَّ الظرف أحبُّهُ
سعيدةً بأنَ أكونَ في نظرِهِ أنثى لا غيرَ
وحينَ يُصيبني منه الإهمالُ أتغيَّرُ
وأجدُ ضالّتي في البكاءِ
وحين يكونُ في ريعانِ شبابِهِ طائشًا
أرضى أن أموتَ بين أحضانِهِ