الخيانةُ
أعلى من الكذبِ …
الأنوارُ هُشِّمتْ
الحضاراتُ الممكنُ ظهورُها أُوقِفتْ …
المباني مُنِعتْ
جدُرانُ الثّوراتِ حَلُكتْ…
فإذا الحُرّيةُ انتُهِكتْ
باسم الحروبِ التي دُبِّرتْ
بالزّحفِ الخاطفِ
حتّى حدودِ المشرِقِ
ها هي سوريةُ وأخواتُها
يشكُونَ أوجاعَ الأثرِ القاتلِ
عند نفيِ الإخوةِ
يُشْجَبُ صمتُ العالَمِ العاجزِ
ستذرِفُ القلوبُ الدّموعَ
هناك في الصّحارى …
الطّيورُ العملاقةُ
ترسمُ فوقَ الرِّمالِ السّمراءِ
الظّلالَ الجديدةَ
للسّلامِ الصُّوريِّ
المتروكِ وحيدًا
بعيدا عن الأضواءِ الخائرةِ القُوى
غيرُ مستبعَدٍ أن يهيّئَ القتلةُ الآنَ
خنادقَ جديدةً
هنا حيثُ الحناجرُ التّاريخيّةُ
على أتمِّ الاستعدادِ
لإطلاقِ صرخاتِ الأهواءِ المتمرِّدةِ
وفي البعادِ يلتمعُ
سرابٌ سِرِّيٌّ خفيٌّ عن الأبصارِ
كما لو أنّ شيئًا لم يَحدُثْ
ثمّةَ زُخرفٌ
لجدرانِ العالَمِ الصّامتةِ