هي كلمات رائعه من انسانه مثقفه ولديها فكر واطلاع ووعي اجتماعي كامل. تحية كبيرة للكاتبة ازهار لعموم، فعلا إنه تفكير راقي و بناء ويدعو لنمو العقول و المؤاخاة و الالفة و المحبة بين الجنسين بدلا من الثرثرات اللتي تثار من أفكار اجنبية اوروبية تهدف لهدم الاستعفاف بين تلك وذاك.
فكلامك غير اقطاب البشرية بعدما ملأت الكتب والقصص الخرافية عقولنا واصبحنا ننظر للرجل كوحش يحطم الأحلام … مالعيب فينا بل عيب مجتمع كرس حاله على تفريق الرجل والمرأة على تنهيش المساواة و زرع فتنة القوام..سنعيد النظر في افكارنا فكلامك زرع الطمأنينة بقلوبنا.
ازهار لعموم
“الكروموسوم 23”..
لطالما كان الرجل العربي في أعيننا رجلًا فاشلًا عاطفيًّا لا يفقه في أبجديات الحب شيئًا، اعتدنا أن يربط المذكر في ثقافتنا بالجفاء والخيانة والبرود العاطفي؛ لكننا لم نفكر يومًا في إنصاف الجنس الآخر وإلقاء اللوم لبرهة على أنوثتنا المبالغ فيها، على متطلباتنا التي لا تعد ولا تحصى، على خيالنا الواسع الذي يصحبنا في قصص خرافية الحبكة ويطيح بنا في فخ عدم الرضا بأي شيء يقدمه لنا الطرف الآخر.
لم نفكر يومًا أننا لا نحمل نفس الكروموسوم الثالث والعشرين، وأننا مختلفو التكوين والتفكير وطريقة النظر للحياة؛ فإذا كانت المرأة تبحث عن الرجل الشاعري الرومنسي الذي يملأ عليها العالم ورودًا و قلوبًا حمراء وتريده أن يكون في نفس الوقت قويًّا وصارمًا يمتص ضعفها ويضفي على حياتها أمانا أبويًّا، فإن الرجل كائن بشري لا يمكن برمجته على مزاجنا أو تغيير خصائصه بالشكل الذي يرضي نرجسيتنا الأنثوية هو إنسان يختلف عنا في ما يخص الأولويات والقناعات وردات الفعل؛ لا يمكن أن ننتظر منه أن يكون نسخة تطابقنا في أدق تفاصيلنا وأن نحمله التناقض الذي يجعلنا نريد منه أن يكون رجلًا بكل ما تحمله الكلمة من شهامة ومسؤولية ونحن نعامله معاملة طفل نملي عليه ما يجب وما لا يجب فعله.
لما لا نعترف ولو لمرة أن المشكلة الحقيقية ليست في هدوء الرجل بل في ثرثرتنا، ليست في عطاء الرجل بل في متطلباتنا، ليست في حب الرجل بل في فكرته المتضخمة التي زرعتها الأساطير في مخيلتنا، لما لا نعترف ولو لمرة أن المشكلة تقبع فينا وأننا نسقطها على الرجل في كل مرة يتقاطع فيها منطقه وعقله بعاطفتنا وقلبنا.
نحن النساء نعشق الدراما بكل أشكالها نحب الأدوار المحملة بالدموع والرحيل والخيانة وأشلاء القلوب المكسورة نستكثر على أنفسنا السعادة وحين نطأ بابها يصيبنا اكتئاب سببه التخمة، فتبدأ رحلتنا مع العيادات النفسية.. نحن حين نحب لا نفرح ولا نحاول الاستمتاع بهذا الإحساس الذي زرعه الله في قلوبنا، بل ننسج ونخيط قصصًا درامية نختمها بفاجعة، نتناسى أن نعيش القصة عوضًا عن رسم احتمالات فشلها ونبكي خسارتنا قبل مجيء وقتها. نبدأ في تجهيز مآتم ما بعد الحب، نخيط كفنًا على مقاس قلبنا ونحفر له قبرًا ونندب مسبقًا حظنا، نبحث عن أسباب واهية لإشعال فتيل الحرب على الحب دون أن نشعر بالخسارات التي ستنتجها؛ ندمر بأيدينا أعشاشنا التي نقيناها قشة قشة ونتهم الرجال بعدها أنهم سبب كل المصائب العشقية التي وقعت على رؤوسنا.
أظن أن الوقت حان لتغيير الأفكار النمطية التي تتبناها كل أنثى في بحثها المعمق على الرجل المثالي، يجب أن نبدأ بأنفسنا وأن نصحح أخطاءنا ونؤمن أن الرجل قطعة تكملنا وليس إناءً يحتوينا حتى إذا رحلت القطعة ضمضنا مكانها وأكملنا حياتنا إلى أن تأتي قطعة تناسبنا أكثر..