على وجدان في خلدي
أنام و أصحو
و كأن وجدان
للتو كانت معي…
و أصحو و أدري
أن وجدان نائية
و كأن وجدان
لم تبرح قط مضجعي…
و تجري
من غير أن أدري
و تجري
من كل عين أدمعي
بها يغسل الدمع مدمعي…
و تقسو وجدان علي بهجرها
تقسو و تبلو الفؤاد
بألف محنة
و في كل محنة
أحن و أهفو لوجدان
من غير أن أعي…
و تأتي وجدان عائدة
ترتاح جوارحي و تنتشي
و أنسى ما حملت من إحن
و أنسى ما عرفت من محن
و أهفو إليها بكل مطمع…
و أصبو إليها
كسيح الفؤاد بها
خفيف الجناح لها
أصبو إليها في كل موقع…
أرنو لها
أمشي لها
بكل أسقامي و مواجعي…
و يشوي الهوى قلبي
على نار من اللظى
نار بها القلب يكتوي
من غير ذنب أذنبته
في سباتي و مهجعي…
فكلما نضجت في القلب مضغة
تنمو للتو مضغة أخرى
من جديد بين أضلعي…
و أكون و لم أكن أنا الذي هجرتها
و تجفو وجدان
تخلو منها كل مواقعي…
و لو كنت أشاء
ما نأيت عن وجدان ثانية
و لا عرف الهجران قلبي
و لا اشتاقت لها مرابعي…
و بين بيني و بينها بين
و بينها يدمي في كل مطلع…
و أحنو إليها
و أمشي إليها
ثابتا على العهد
صابرا غير متزعزع…
و يأتيني من بعيد صوتها
وجدان تناديني من بعيد
يدق أبواب قلبي صوتها
قبل أبواب مسمعي…
و ما أبغي من وجدان
إلا دنوا منها
لها يهفو الفؤاد
يشدو لها
بألف لحن و مقطع…
و فؤادي و إن قسا
فما أراه إلا كمثل يرمع…
هش لوجدان
رخو الصلابة
لب الصبابة
رطب البرقع…
يشدو لوجدان مقاطعا
أربعا في أربع…
و أكتب اسم وجدان
و يحلو اسمها
في فؤادي
و بين أصابعي…
و أنام و أصحو
و كان وجدان كانت معي…