هاهنا كان أبي ينام..
يَفْتَرِشُ الصَّمَــــاء
في صَمْتِ السَّحَــر
يَلْتَحِفُ السَّمَــــاء
تحْت ضوءِ القَمَــــر
يَــا كَمْ سَعَتْ قَدَمَاهُ النَّحِيفَتَان سَعْيَها
في صَبْرٍ يُــذِيبُ الحَجَــر
يَجُـرُّ عَـرَبَـــةَ الرِّزْق
في الغَبَــــشِ
يُصَــارِعُ شَظَفَ العَيْشِ
مِنْ مَطْلَعِ الشّمسِ حتّى الشّفَــق
يُلَمْلِمُ دُريْهِمَـــات
بِالكَــادِ تَسُدُّ الرَّمَـــق
يَفْتَكُّ اللقْمَـــــة
مِنْ جَــوْفِ العَتَمَــة
يَحْمِلُ على كَتِفيْهِ ثِقَلَ الزّمَــان
في أنَــاةٍ و جَـــلَــد
يَحْنُو عَلَيَّ رِفْقَـــا
يَنْحَتُ مِنّي قَوِيمَ الكِيَـان
يُعَلِّمُني الصِّدَقَ
يُرَدِّدُ حِكَمَـــا
حِيكَتْ مِنْ وَهيجِ البَيَــان
تَحلُّ بِفُؤَادي بَرْدًا و سَلاَمَــا
كَانَ لدَرْبي قَبَسًا
فَيضَ نُورٍ يَنَغَمِــــرُ
ما ضَنّتْ كَفُّهُ عنْ بَذْلٍ و تَضْحِيّة
كان غيْثَ عَطَـــاءٍ يَنْهَمِـــرُ
ما زالتْ رِيحُــهُ في مُهْجَتي تَتَوَهَّـجُ
وأنْفَـــاسُــهُ في صَـدْري تَسْتَعِـــرُ
أبَدًا لَنْ أنْسَــــاه
مَــا سَطَعَتْ شَمْسُ الضُّحَى
واخْتَفَى في لَيْلِي القَمَــــــرُ..
© بمـداد : محمّد الخذري