داء اليد والقدم والفم ، أعراض وأسباب داء اليد والقدم والفم
ما هو داء اليد والقدم والفم؟
داءُ اليد والقدم والفم مرضٌ مُعدٍ. وهو شائع لدى الأطفال الصغار. ويحدث هذا المرضُ بسبب فيروس. يسبِّب داءُ اليد والقدم والفم ظهورَ قُروح في الفم وطَفَح جلدي على اليدين والقدمين. غالباً ما يجري الخلطُ بين داء اليد والقدم والفم من جهة وبين داء القدم والفم من جهة أخرى؛ ويُطلق على الداء الثاني أيضاً اسم “داء الحافر والفم”. وداءُ القدم والفم هو مرضٌ يصيب الأبقارَ والأغنام والخنازير. يحدث المرضان بسبب نوعين مختلفين من الفيروسات. ولا توجد صلة بينهما. ولا يُصاب البشرُ بهذا الداء الذي يصيب الحيوانات، كما لا تُصاب الحيواناتُ بالداء الذي يصيب البشر. تكون حالاتُ الانتشار الشديد لداء اليد والقدم والفم أكثرَ شُيوعاً في الفصول الدافئة وفي المناخ المداري.
الأعراض
تشتمل الأعراضُ الأولى لداء اليد والقدم والفم على ما يلي:
- نقص الشهية.
- الشعور بالانزعاج.
- الحمَّى.
- التهاب الحلق.
تظهر أعراضٌ أخرى بعد يوم أو يومين. وتشتمل هذه الأعراضُ على ظهور قروح مؤلمة في الفم. وغالباً ما تظهر هذه القُروح في مُؤخِّرة الفم. تبدأ القروحُ الفموية على شكل بُقع حمراء صغيرة تمتلئ بسائل. وغالباً ما تنفتِح لتصير قروح مفتوحة. كما يظهر طفحٌ جلدي أيضاً. ويكون الطفحُ على شكل بقع حمراء مسطحة أو ناتئة. وتظهر فيها نفطات في بعض الأحيان. ويظهر هذا الطفحُ على راحتي اليدين وأخمص القدمين عادة.
من الممكن أن يظهرَ الطفحُ الجلدي أيضاً في المناطق التالية:
- المرفقين.
- الركبتين.
- الردفين.
- المنطقة الأُربية (ناحية أعلى الفخذ).
من الممكن أن يُصابَ بعضُ المرضى، وخاصة الأطفال الصغار بحالة من التجفاف؛ فقد تؤدِّي القروح الفموية المؤلمة إلى جعل ابتلاع كمية كافية من السوائل أمراً صعباً. من الممكن أيضاً أن يظهرَ لدى الأطفال ما يلي:
- سيلان اللعاب.
- التهيُّج أو عدم النوم.
- آلام عضلية، وأعراض أخرى تشبه أعراض الأنفلونزا.
قد لا تظهر أيُّ أعراض لداء اليد والقدم والفم لدى بعض الأشخاص. ويكون هذا صحيحاً بشكلٍ خاص لدى الأطفال الأكبر سناً، ولدى البالغين الذين يصابون بالمرض. إذا لاحظ المرءُ أعراضَ داء اليد والقدم والفم، فإن عليه أن يستشير مقدم الرعاية الصحية الخاص به أو بطفله.
الأسباب
داءُ اليد والقدم والفم مرض مُعدٍ. وهذا يعني أنه يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
من الممكن أن يوجدَ الفيروسُ الذي يسبب داء اليد والقدم والفم في:
براز المريض.
السائل الموجود في النفطات التي تظهر لدى المريض.
مُفرزات أنف المريض وحلقه، كاللعاب أو المُخاط الأنفي مثلاً.
قد ينقل المريضُ الفيروسَ الذي يسبب داء اليد والقدم والفم إلى الآخرين، وذلك من خلال:
استنشاق الآخرين الهواء الذي يحمل الفيروس نتيجة سعال المريض أو عُطاسه.
التماس المباشر مع الشخص المريض.
التماس مع براز المريض.
من الممكن أيضاً أن تصبح الأجسام الصلبة والسطوح ملوثة بالفيروس. ويحدث هذا عندما يعطس المريضُ في كفَّيه، ثم يلمس سطحاً من السطوح. كما يمكن أن يحدث أيضاً إذا استخدم المريضُ المرحاضَ ولم يغسل يديه جيداً. من الممكن أن يؤدِّي لمسُ السطوح والأجسام الملوَّثة إلى إصابة المرء بعدوى داء اليد والقدم والفم. يمكن أن يُصابَ المرءُ أيضاً بعدوى الفيروس الذي يسبب داء اليد والقدم والفم إذا ابتلع المياه غير المخصصة للشرب، كمياه بركة السباحة مثلاً.
لكنَّ هذه حالة غير شائعة. يكون الشخصُ المصاب بداء اليد والقدم والفم أكثر قدرة على نقل العدوى إلى الآخرين خلال الأسبوع الأول من المرض. ومن الممكن أحياناً أن يظلَّ قادراً على نقل العدوى إلى الآخرين عدة أيام أو عدة أسابيع بعد زوال الأعراض. وقدقد ينقل هذه العدوى الأشخاصُ الذين يُصابون بالفيروس أيضاً، من غير أن تظهر لديهم أي أعراض للمرض. داءُ اليد والقدم والفم لا ينتقل من الإنسان إلى الحيوانات الأليفة، أو الحيوانات الأخرى، ولا ينتقل منها إلى الإنسان. من الشائع أن يحدثَ داءُ اليد والقدم والفم لدى الأطفال الموجودين في أماكن مشتركة لرعاية الأطفال، وهذا بسبب كثرة تغيير الحفاضات وبسبب تدريب الأطفال على استخدام “النونية”، وكذلك لأنَّ الأطفالَ الصغار كثيراً ما يضعون أيديَهم في أفواههم.
التشخيص
يطرح طبيبُ الأطفال في البداية أسئلةً عن الأعراض وعن التاريخ الطبي للطفل. كما يُجري فحصاً جسدياً للطفل أيضاً. يتمكَّن مقدم الرعاية الصحية من تشخيص داء اليد والقدم والفم بالاستناد إلى ما يلي عادة:
عمر المريض.
الأعراض الموجودة لدى المريض.
مَظهر الطفح الجلدي والقُروح الفَموية.
في بعض الحالات، يمكن أن يأخذَ مقدم الرعاية الصحية عيِّنات من حلق المريض ومن برازه. ويجري إرسالُ هذه العيِّنات إلى المختبر لفحصها بحثاً عن الفيروسات التي يمكن أن تسبب داء اليد والقدم والفم.
المعالجة
لا توجد معالجةٌ محدَّدة من أجل داء اليد والقدم والفم. وتختفي أعراضُ هذا المرض خلال فترة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيَّام عادة. هنالك معالجات متوفِّرة من أجل المساعدة على تخفيف الأعراض ريثما تزول العدوى. من الممكن أن يكونَ تناول الأدوية التي تباع من غير وصفة طبية مفيداً لتخفيف الألم والحمى. لكن، لا يجوز إعطاءُ الأسبرين للأطفال، لأنَّه قد يسبب إصابتهم بمتلازمة راي. من الممكن أن يكونَ استخدامُ غَسول الفم أو الرَّذاذ الفموي الذي يخدر الفم أمراً مفيداً، من أجل تخفيف الألم الناتج عن القروح الفموية. يجب المحافظةُ على نظافة مناطق الجلد التي تظهر فيها النفطات. ويجب غسلُ الجلد بالصابون والماء الدافئ. ويجري تجفيفُ المنطقة من خلال التربيت عليها بالمنشفة من غير دعكها. إذا انفجرت إحدى النفطات، فيجب دهنُ مكانها بمرهم مُضاد حيوي لمنع العدوى. وبعدَ ذلك، تجري تغطيةُ المكان بضماد صغير. من المهم أيضاً أن يكثرَ المريضُ من تناول السوائل. وهذا صحيحٌ بشكل خاص بالنسبة للأطفال المصابين بداء اليد والقدم والفم. ويقي تناولُ السوائل من التجفاف. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤدِّي داءُ اليد والقدم والفم إلى مضاعفات من قبيل التهاب السحايا الفيروسي أو التهاب الدماغ. وفي هذه الحالات، يُمكن أن تكونَ هناك حاجة إلى معالجات أخرى أيضاً.
الوقاية
لا يوجد لقاحٌ للوقاية من الفيروسات التي تسبِّب داءَ اليد والقدم والفم. لكنَّ المرءَ يستطيع تقليل خطر الإصابة بهذه العدوى. إنَّ الإكثارَ من غسل اليدين باستخدام الماء والصابون وخاصة بعد استخدام المرحاض أو تغيير الحفاضات، يمكن أن يكونَ مفيداً للوقاية من العدوى. يجب تنظيفُ وتعقيم السطوح والأجسام التي يجري لمسها كثيراً، بما في ذلك ألعاب الطفل. ومن الممكن أن يؤدِّي القيام بذلك على نحو منتظم إلى المساعدة على الوقاية من انتقال العدوى. يجب محاولةُ تجنُّب الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين بداء اليد والقدم والفم. ومن الأمثلة على الاحتكاك المباشر التقبيلُ أو الاحتضان أو الاستخدام المشترك لأدوات الطعام. إذا كان المرءُ مُصاباً بالعدوى، فإنَّ عليه أن يحمي الآخرين منها، وذلك عن طريق ملازمته المنزل ريثما يشفى من داء اليد والقدم والفم. يجب استشارةُ مقدم الرعاية الصحية إذا كان المرء غير واثق من الموعد الذي يجب عنده أن يعود إلى عمله أو مدرسته. وينطبق الأمرُ نفسه على الأطفال الذين يجب أن يواصلوا الذهابَ إلى مركز رعاية الأطفال، أو الحضانة.
الخلاصة
داءُ اليد والقدم والفم مرضٌ فيروسي شائع. ويُصيب هذا المرض الرضَّعَ والأطفال دون خمس سنوات عادة. لكنَّه يمكن أن يصيب البالغين أحياناً. من الممكن أن يسبِّبَ داءُ اليد والقدم والفم الحمى وظهور قروح تشبه النفطات في الفم، بالإضافة إلى طَفَح جلدي. ويكون حدوثُ حالات الانتشار الشديد لداء اليد والقدم والفم أكثر شيوعاً في الفصول الدافئة وفي المناخ المداري. داءُ اليد والقدم والفم مرض معد. وهذا يعني أنه يستطيع أن ينتقل من شخص لآخر. من الممكن أن ينقلَ المريضُ الفيروسات التي تسبب داء اليد والقدم والفم إلى الآخرين، وذلك عن طريق:
استنشاق الآخرين الهواء الملوث نتيجة سعال الشخص المريض أو عطاسه.
الاحتكاك المباشر مع المريض.
الاحتكاك مع براز المريض.
يتمكَّن الطبيبُ من تشخيص داء اليد والقدم والفم بالاستناد إلى الأعراض وإلى سن المريض عادة. وتركِّز المعالجةُ على تخفيف الأعراض الناتجة عن هذا المرض. ويكون المرض خفيفاً عادة، لكنَّ حدوث المضاعفات أمر ممكن. يستطيع المرءُ تقليلَ خطر التقاط العدوى عن طريق ما يلي:
الإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون.
تعقيم السطوح والأشياء المُلوثة.
تجنُّب الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين.
على المرء أن يستشيرَ مقدم الرعاية الصحية إذا لاحظ ظهورَ أعراض داء اليد والقدم والفم لدى أحد