حساسية البيض عن الطفل , طرق علاج حساسية البيض عن الطفل
أخبار طبية جيدة، هي أفضل عبارة يُمكن استخدامها للتعليق على دراسة الباحثين من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز حول حساسية الأطفال من البيض. وخلصت هذه الدراسة الحديثة إلى أن معاناة الأطفال الصغار من حساسية البيض، تزول تدريجياً عنهم كلما تقدم بهم العمر خلال مرحلة الطفولة.
وتعتبر الحساسية من البيض أحد أنواع الحساسية التي تصيب الأطفال، وغيرهم، جراء دخول أجسامهم، بأي وسيلة كانت، بروتينات البيض. ولدى غالبية المُصابين بحساسية البيض تكون الحساسية من بروتينات موجودة في بياض البيض، لكن قلة من الأطفال لديهم حتى حساسية من بروتينات صفار البيض.
الحساسية وتفاعلاتها :
من ناحية مدى انتشار الإصابات بها بين الأطفال كأحد أنواع الحساسية من الأطعمة، يأتي هذا النوع من الحساسية في المرتبة الثانية بعد الحساسية من الحليب. ويُعاني منها ما بين 1 إلى 2% من الأطفال الصغار. وبخلاف ما يتصوره الكثيرون، فإن من الصعب تفادي الأطفال تناول البيض، لأنه موجود بشكل خفي ضمن المكونات في إعداد كثير من الأطعمة التي يُحب الأطفال تناولها، كما أنه يُستخدم في إنتاج بعض أنواع اللقاح، مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية.
وتنشأ الحساسية من بروتينات البيض حينما تختلط الأمور على جهاز مناعة الجسم. ويرى ذلك الجهاز بروتينات البيض كأنها ميكروبات أو أشياء دخيلة ضارة بالجسم. ويتجه إلى إنتاج أجسام مضادة من نوع إي موجهة نحو ملاحظة وجود تلك البروتينات في أي وقت تدخل إلى الجسم. وإذا ما حصل ذلك، أثارت تلك الأجسام المضادة أحد أنواع خلايا المناعة لكي تفرز مواد كيميائية، أحدها هو مادة الهيستامين، لتجري في الدم وتنتشر بالتالي في الجسم. وتظهر تأثيرات مادة الهيستامين في العينين والأنف والحلق والجلد والرئة والجهاز الهضمي، لتظهر بالتالي أعراض تفاعلات الحساسية.
انحسار الحساسية:
ووفق ما تم نشره في عدد ديسمبر الماضي من مجلة الحساسية وعلم المناعة الإكلينيكي، الصادرة في الولايات المتحدة، تابع باحثو كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أكثر من 880 طفلا يتم علاجهم من حساسية البيض في مراكز الجامعة الطبية. وتبين لهم أن أكثر من ثلثي الأطفال أولئك زالت تلك الحساسية عنهم لاحقاً مع التقدم في سن المراهقة. إلا أن الجديد الآخر في نتائج الدراسة هو أن زوال تلك الحالة عنهم قد يستغرق وقتاً أطول مما كانت الدراسات السابقة قد تحدثت عنه.
وقالت الدكتورة جيسيكا سافاج، الباحثة الرئيسة في الدراسة، إن الجيد هو أن غالبية الأطفال تجاوزا مرحلة الحساسية من البيض، إلا أن النقطة هي أن الدراسة الواسعة والحديثة الأخرى قالت إن نصف الأطفال يتخلصون من تلك الحساسية قبل بلوغ سن 5 سنوات.
وحاول الباحثون إيجاد تفسير لهذا الاختلاف والتفاوت في النتائج، وذكروا أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة السابقة لم يكونوا يُعانون من ظهور أعراض شاملة للحساسية من البيض، أي لم تكن حساسية البيض لديهم عميقة ومتقدمة، بخلاف الأطفال الذين شملتهم الدراسة الجديدة، والذين كان 81% يُعانون من حساسية في الجلد وأكزيما إضافة للحساسية من البيض. وحينما تختلف عينة الدراسة، خاصة حينما تكون الحساسية أقوى في شريحة إحدى الدراسات، فإن نتائج معرفة وقت زوال حساسية البيض عنهم ستكون مختلفة أيضاً.
ولذا لاحظ الباحثون أن منْ لديهم مؤشرات أقوى على الحساسية، لديهم فرصة أضعف للتخلص من حساسية البيض. وتحديداً قالوا إن ارتفاع نسبة الأجسام المضادة من نوع إي IgE antibodies ، يعني أن الحساسية ستظل لدى الطفل أو المراهق حتى لو تجاوز عمر 18 سنة من العمر. وهو ما حدا بالباحثين إلى اقتراح أن تتضمن فحوصات الأطفال المصابين بحساسية البيض قياس مستوى تلك الأجسام المضادة، كي يُمكن التكهن بمدى احتمال زوال ذلك العارض الصحي عنهم وتوصل الباحثون إلى أن 4% فقط من الأطفال لم تعد لديهم الحساسية من البيض مع بلوغ سن أربع سنوات، ومع بلوغ سن 10 سنوات زالت تلك الحالة عن 37% من الأطفال. وعند متابعتهم لدى بلوغ سن 16 سنة، وجد الباحثون أن 68% تخلصوا من حساسية البيض.