حاسة التذوق عند الأطفال , تذوق الطفل للطعام
إذا قال لك ابن 18 شهرا عن طعام معين : هذا الطعام ليس طيب المذاق، أو أخرج لسانه من فمه تعبيرا عن استيائه يجب أن تترجمي ذلك بشكل مختلف وتعلمي أنه يقصد انتقاء طعامه بنفسه، وانه وحتى تأتي هذه اللحظة لن يتذوق أي طعام لذلك ينصحك المتخصصون بتقديم نوعيات متعددة من الطعام له في هذه السن وتركه يختار بنفسه في ما بينها قدمي له على سبيل المثال في وجبة الغداء كميات بسيطة من كل من الخضروات التالية : بازلاء، فاصولياء، خضراء ناضجة، جزر مبشور، أو مقطع إلى شرائح وناضج ” مكعبات طماطم، شرائح خيار أو فجل، بحيث لا تشبع إحساسه بالجوع تماما ليعود بعد وقت قليل ويطلب المزيد .
وينصح خبراء التغذية الأم بعدم الإصرار على تقديم الخضروات الخضراء لطفل خلال شهور عمره الأولى خاصة السبانخ فقد ثبت أنها لا تحتوي على نسب عالية من الحديد كما كان متوقعا إذ يحتوي العدس مثلا على نسبة من هذا العنصر تفوق النسبة الموجودة فيها كما ثبت بالتجربة أن جميع الأطفال في جميع أنحاء العالم يكرهون الخضروات الخضراء تقول إليزابيث كاشدم الاختصاصية في علم التغذية : هذا الرفض يمثل رد فعل من أجل البقاء فهذه الخضروات عبارة عن أوراق أو أغصان أو جذور النبات، أي أنها أكثر أجزاء النبات احتواء على السموم .
من العوامل التي تساعد على إثارة شهية الصغار تناول الطعام على المائدة مع بقية أفراد الأسرة فهي فرصة ذهبية للعبث بمحتويات أطباق الآخرين كما أنها تجعل الطفل يشعر بانتقاله إلى فئة عمرية أكبر وهي الفئة التي تسمح لها فعليا بتناول كل شيء . لذلك تنصح اختصاصية التغذية بريجيت بوشيه بوضع الطفل على مقعد مرتفع وتركة يشارك أفراد الأسرة وجباتهم ما أن يبدأ في الإلمام بقواعد الجلوس على المائدة وتناول الطعام حتى يتمكن من تبادل الأحاديث مع بقية أفراد الأسرة . نلاحظ أن معظم المراهقين يعانون من سوء التغذية وبمناقشتهم وجدنا أنهم يفضلون تناول الطعام في التجمعات والحفلات وبين الأهل والأصدقاء من أجل المشاركة وتبادل القصص والأحاديث وهذه عادة يجب أن تمارس في سن مبكرة وإلا أصبح من الصعب سنها بعد ذلك، وهذا يفسر تعلق المراهق بالطعام السريع غير المفيد، وإذا جلس الطفل على الطاولة الأسرية عليك ألا تصري على تقديم الأطباق له بترتيب معين ” المالح، الحامض، الحلو ” ودعيه يقوم بذلك على ذوقه الخاص