كلمة عن اهمال المدرسة , مقدمة وخاتمة للاذاعة المدرسية عن اهمال الدراسة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله على تمام المنة، الحمد لله بالكتاب والسنة، والحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على تواتر الإنعام، الحمد لله ما توالت أفضاله، وعم نواله، وتمت أقواله، الحمد لله وحمده أحسن ما قيل، وهو مُولِى الجميل، وواهب العطاء الجزيل.
والصلاة والسلام على معلم الزمان، صاحب الكمال، المبعوث للأنام، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الجديدان. ثم أما بعد:
إن أول ما نزل من القرآن (اقرأْ) فيها حثٌّ على التعلم والمعرفة. فمن هذا الباب العظيم، باب المعرفة، يطيب اللقاء بكم، في هذا اليوم (…………..) الموافق (…………..) من شهر (…………..) لعام (…………..).
وخير باب من أبوب المعرفة – على هذه الأرض – هو كلام ربِّنا: القرآنُ الكريم، فهو أحق أن يقرأ، وأشرف أن يستمع:
القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (سورة لقمان).
والإبحار في السيرة النبوية العطرة يزيد المؤمن نورًا على نور:
الحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: “مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ”. رَوَاهُ الْبُخَارِي.
والحكمة نور يسطع، ولؤلؤة تتلألأ، وصندوق معرفة نفتحه لكم:
الحكمة
• أسعد الناس أقلُّهم انشغالاً بالناس.
إن الكلمة برهان، وهي حق مبين، ووصية ربانية، فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة:
رسالة إلى الطالب المهمل
أخي المبارك.. أنت قدوة لغيرك.. أنت شعلة في الحياة.. نفسك حيث تضعها فإن أنت أكرمتها فقد أكرمت نفسك، وإن أهنتها فقد أُهنت نفسك. فضع نفسك موضع القدوة، وتذكر أن الناس ينظرون إليك، فكن خير قدوة لأقرانك وأترابك.
أخي الحبيب – وفقك الله – لن أطيل عليك في المقدمات، وإني والله أحب الخير لك كما أحبه لنفسي، فأعرني فكرك وذهنك، واعذرني على هذه الكلمات التي أبت إلا أن تصافح قلبك الطيب وذهنك الواعي، فاقرأها بعين الإنصاف، وفقني الله وإياك:
هلاّ سألت نفسك يومًا مَنْ المتأثر بتأخرك الدراسي وإهمالك؟ أليس أنت في المقام الأول؟ فالرسوب (راسب) كلمة قاسية لا ترغب أخي مهما كنتَ مقصرًا في دراستك أن تسمعها. ولهذه الكلمة – أخي الحبيب – جوانب عديدة ومؤثرات نفسية واجتماعية واقتصادية أيضاً.
عزيزي: الوضع قد تغير.. الأمة تحتاج إلى الرجال، وشباب العلم والعلماء لا شباب الضحك والنكات.. الأمة تحتاج حافظًا لكتاب ربه، تحتاج واعيًا للعلم، عاملاً به، بورك فيك، فاسلك الطريق للوصول.
وفي ختام هذه الكلمات أعتذر إليك – أخي في الله – عن كل تقصير في حقك، فكفى بالمرء إثمًا أن يحقّر أخاه المسلم، ولا أعيب ولا أنتقص أحدًا، إنما هي أمانة بلغتها، فاللهم قد بلغت، واللهم فاشهد.
أهم كلمة أقولها لك: ابدأ يا أخي. وشمّر عن ساعد الجِدّ، واطرق باب النجاح مرة أخرى بهمة وعزم، ولا تدع الفتور والكسل يأخذان عليك حياتك ومستقبلك، وفقك الله للخير وجنبك كل سوء.. والسلام عليك.
وكما أن المعرفة مفتاح العلوم، فإن الدعاء مفتاح الهداية:
دعاء
“اللهم يا مؤنس كل غريب، ويا صاحب كل وحيد، ويا ملجأ كل خائف.. ويا كاشف كل كربة أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي، حتى لا يكون لي هم ولا شغل غيرك. وأسألك أن تجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا إنك على كل شيء قدير”.
وبعد طوافنا في حقول المعرفة، وتجولنا في ميادين العلم؛ نصل الآن إلى نقطة النهاية لنقول: اللهم أذهب الشك باليقين، وألبسنا ثوب الدين، وانصر إسلامنا، وارفع أعلامنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته