كلمة عن التخرج , موضوع عن التخرج , بحث عن التخرج
ما إن يبلغ الطفل السادسة من العمر، حتى يهرع والداه لإرساله إلى المدرسة؛ ليتعلّم بها، وعيونهم ترنو إلى ذلك اليوم الذي يروه فيه وقد تخرّج من الجامعة، شابّاً يافعاً تملأ عينيْه الآمال بمستقبل مزدان، من هنا يبدأ الأهل بغرس هذا الطموح في نفوس أبنائهم وبناتهم، ويبدأون بحثّهم على الدّراسة والبحث المستمرّ وهم يجتازون عتب السلّم واحدة تلو الأخرى، إلى أن يتخرّجوا في الثانوية العامة ويصلوا إلى الجامعة، وهناك تبدأ الآمال جليّة في عيون الوالدين والأبناء في الوقت نفسه، وهم يدفعونهم للحصول على أعلى الدرجات للوصول بهم إلى يوم التخرج. يبدأ هذا اليوم بالتدريب والاستعداد من قبل الطلاب وإدارة الجامعة، ويلبس فيه الخرّيجون أبهى ما لديهم من ملابس جميلة، أُعِدّت خصيصاً لهذا اليوم، فتبدو ألوانها جذّابة بهيّة، كأنّها تنافس بعضها بعضاً في الحسن والجمال بل في الرونق والإبداع، إضافة إلى الإبداع في تصفيف الشعر وترتيبه وإظهار جماله الفتّان، والتّباهي بحسن صنعه، والأهل يتراكضون لحجز مقاعدهم في الأماكن المخصصة لهم، وأنظارهم تتطاول لترى ما يجري، وترمق كلّ التفاصيل المتعلّقة بذلك الحفل من ترتيب ونظام وسادة قائمين وضيوف شرف كرام، وينظر كلّ هنيهة وأسماعهم تنتظر حدثاً مهماً؛ ألا وهو اسم ابنهم أو ابنتهم يصدح في سماء الجامعة بعد هذا العناء الطويل، وكأنهم لأوّل مرة يمتّعون آذانهم بتلك الأغاني التي عشقوها وانتظروها مراراً وتكراراً، ألا وهي أغاني التخرّج والنجاح. X by Counterflix ومن ثمّ ينتهي الحفل الرسمي؛ لينتشر الأهل والأبناء في حدائق ومرافق الجامعة؛ فهذا ينظر إلى ابنه بحبّ واحترام، وذاك ينتظر المصوّر لكي يأخذ له صورة تذكاريّة، وآخر يبحث عن مكان جميل في مرفق بهيّ؛ ليأخذ به صورة تدلّ على عظم المكان وأهميّته، وآخر يحمل باقة ورد يبحث بين جموع الخرّيجين عن ابنه أو ابنته؛ ليمنحها هذه الباقة المعطّرة بحبّه واحترامه لها، كيف لا، وهي منبع الأمل والحنان، بل والنظر إلى المستقبل المشرق الذي ينتظره أو ينتظرها في أعقاب هذا الحفل البهيج. وما هي إلا ساعات قليلة، حتى ينفضّ الحفل وتذهب كلّ عائلة إلى بيتها بصحبة ابنها أو ابنتها الخرّيجة، وكلّ منهم يفكّر في المستقبل الحافل والحياة الورديّة التي تنتظره بعد التخرّج، وما هي إلا أيّام أو أسابيع؛ حتّى يركض من مكان إلى آخر فهنا يضع شهادة التخرّج، وهناك يضع سيرة ذاتية، وهناك موقع محوسب ترمقه عيون الخرّيجين، لعلّها تجد فيه آمالها المنشودة في الحصول على وظيفة، فهل ينجح الخرّيجون في الحصول على وظيفة، كما نجحوا في الحصول على الشهادة؟