وفاه يحيى عليه السلام
يحيى بن زكريا عليه السلام هو أحد أنبياء الله الذي رزقه الله عز وجل لأبيه زكريا بشكل معجز حيث أنّ الله عز وجل بشّر زكريا عليه السلام بميلاد يحيى وهو وزوجته طاعنان في السن ليكون ابناً له يقرّ به عينه ويكون نبياً من بعده لأنّه كما قال ابن كثير أنّه كان يخاف أن يبتعد الناس عن عبادة الله عز وجل بعد موته، فآتاه الله عز وجل يحيى عليه السلام الذي جاءت تسميته من الله وليس من زكريا عليه السلام ليكون نبياً من صغره ويقال أنّه وُلد عليه السلام في السنة التي ولد فيها المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وكان يحيى عليه السلام كما كل الأنبياء ورعاً ومعتكفاً في المحراب الذي مات فيه عليه السلام، كما كان عليه السلام كما يقال أنّه كثير البكاء من خشية الله إذ أن أثر الدموع كان يرى على خديّه.
أمّا عن مقتل يحيى عليه السلام الذي مات يصلي في المحراب أنّ ابن ملك دمشق تزوج ملكة صيدا ثم طلقها بعد ذلك، وعندا أراد استرجاعها قام باستفتاء نبي الله يحيى عليه السلام فأشار له يحيى عليه السلام أنّها حرام عليه، إذ أنّ يحيى عليه السلام لم يكن يخاف أحداً غير الله فكان لا يهاب أن يقول للملوك أنهم على خطأ إن كانوا على ذلك لعلمه أن الأمر كلّه بيد الله وإيمانه بملك الملوك.
فعندما كان ذلك غضبت امرأة الملك من يحيى عليه السلام وأصرت على الانتقام منه فطلبت من ابن الملك أن يقوم بقتل يحيى فرفض ذلك، إلّا أنّها أصرت عليه في العديد من المرات حتى استطاعت هذه المرأة بكيدها أن تنال مبتغاها فوافق ابن الملك على طلبها في ذلك فأرسل بجنوده إلى يحيى عليه السلام من أجل قتله، فلما وصلوا إلى بيته اقتحم الجنود منزله فوجدوه يصلي في المحراب فقاموا بقطع رأسه عليه السلام وأتوا به في طبق إلى الملك فأعطاه للمرأة البغي، ففرحت المرأة بذلك فرحاً شديداً.
وحملت المرأة الرأس إلى أمّها لتريها إياه فما وصلت أمّه حتى انشقت الأرض من تحتها وأخذت ببلع المرأة شيئاً فشيئاً وأمّها في فزع شديد، حتى عرفت الأم أن ابنتها ستموت طلبت من السياف أن يقطع رأس ابنتها ليبقى عندها رأسها من أثرها فالأرض ستبلع جسمها بالكامل، وبعد ذلك بأيام قليلة بعث الله على بني إسرائيل نبوخذ نصر الثاني أو كما هو معروف ببختنصر فقتل منهم ما يزيد على السبعين ألفاً انتقاماً لنبي الله يحيى عليه السلام الذي قتله بنو إسرائيل كما قتلوا باقي الأنبياء.