وفاة علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجته فاطمة بن الرسول عليه السلام، له ولدان هما الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنة، وهو أول من أسلم من الصبيان؛ حيث كان يبلغ من العمر عشر سنوات، وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة، شارك علي بن أبي طالب في كلّ الغزوات التي قام بها النبي عليه السلام ما عدا غزة تبوك بأمر من النبيّ عليه السلام، وكان علي معروفاً ببراعته في القتال بالإضافة إلى أنّ الرسول كان يثق به كثيراً؛ حيث يعدّ أحد كتاب الوحي لديه، وأهم سفرائه في البلاد للدعوة للإسلام ووزرائه.
كان خليفة المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، وكانت الناس تقول حينها لا نرى أحداً أحق بالخلافة منك، اشتهر عندهم بالحكمة والفصاحة وقول الشعر، كان عند علي بن أبي طالب سيف مشهور أعطاه إياه محمد عليه السلام في غزوة أحد، وقد أطلق على ذلك السيف اسم ذو الفقار، وكذلك قام الرسول عليه السلام بإهدائه درعاً أيضاً أطلق عليها اسم الحطيمة.
قام علي بن أبي طالب بافتداء الرسول بنفسه؛ حيث أراد الهجرة إلى المدينة، وعندما قرّر زعماء قريش أن يقتلوا الرسول عليه السلام في فراشه قام علي ونام في فراشه، وهو الذي آخاه عليه السلام عند وصولهم إلى المدينة مهاجرين؛ حيث آخا الرسول بين المهاجرين والأنصار ليصبحوا كالأخوة يتقاسمن كل شيء فيما بينهم.
كانت عاصمة الدولة الإسلاميّة في خلافة علي بن أبي طالب هي الكوفة في العراق، ومن وقت استلام خلافته كرم الله وجهه لم يسلم من شر الخوارج، وفي النهاية اتفقوا بأن يقوموا بالتخلّص من الخليفة علي وقتله وقتل معاوية بن أبي سفيان أيضاً وعمرو بن العاص في ليلة واحدة معتقدين بذلك أنّهم سوف ينهون الخلاف بين المسلمين ويوحدون صفوفهم، وقاموا باختيار ثلاثة رجال من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه، وكان رجل اسمه عبد الرحمن بن ملجم قد تم اختياره لقتل علي كرم الله وجهه؛ إذ تمكّن من طعنه بسيف مسموم في رأسه وهو خارج لصلاة الفجر في الكوفة وكان ذلك في يوم الجمعة الثامن عشر من شهر رمضان في عام أربعين للهجرة، ظل السم يسري في جسده ثلاثة أيام إلى أن فارق الحياة يوم21 رمضان، وكان يبلغ من العمر 64 سنة، أما الآخران فقد أخفقا في مهمتهما التي أوكلا بها.
عندما هجم المسلمون على عبد الرحمن بن ملجم كي يقتلوه نهاهم علي كرم الله وجهه عن ذلك وقال”إن عشت فأنا أولى بدمه قصاصاً أو عفواً وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه إن الله لا يحب المعتدين”، وباستشهاده كرّم الله وجهه انتهى عهد الخلفاء الراشدين في الكوفة.