وفاة عبد الناصر
جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر ابن صعيد مصر، حمل من الصعيد شموخ أهله واعتزازهم بكرامتهم، ولد عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر قبل عام واحد من ثورة مصر الخالدة، وشارك في مظاهرات عام ألف وتسعمئة وثلاثين، وانضمّ إلى جموع المتظاهرين المطالبين بعودة الدستورعام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين عندما كان عمره خمس سنوات فقط، والتحق بالتعليم في الكلية الحربيّة فكان قدوة لزملائه هناك.
ثورة الضباط الأحرار
خاض حرب عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين وحوصر في الفالوجة لمدّة خمسة شهور ليخرج منتصراً منها، وفي ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين قامت وحدات من الجيش المصريّ بمحاصرة المباني الحكوميّة في القاهرة، والاسكندرية واستولت من دون إطلاق النار على مبنى الإذاعة المصرية، ومباني وزارتي الحربيّة والداخليّة، وفي الصباح الباكر أصدر قراراً يطالب الجيش فيه بإلغاء نظام الملك فاروق الملكيّ الفاسد، ولقد أخذ تنظيم الضباط الأحرار على عاتقه مسوؤلية القيام بهذا الانقلاب، ولقد كان المقدّم جمال عبد الناصر هو قائد هذا المجموعة من الضباط المحترفين، في عام ألف وتسعمئة وتسعة وثلاثين من الكلية الحربيّة برتبة ملازم.
اشترك عبد الناصر عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين في أولى الحروب العربيّة ضدّ إسرائيل حيث أصيب بجروح، وبعد الحرب التحق عبد الناصر بالأركان العامة للجيش وأسّس وقاد تنظيم الضباط الأحرار، وكان الهدف الرئيسيّ لهذه المنظمة تحرير مصر من الاحتلال البريطاني.
في السادس والعشرين من يوليوعام ألف وتسعمئة وستة وخمسين أعلن جمال عبد الناصر أمام جمع حاشد في الاسكندرية تأميم قناة السويس، كانت تأميم القناة ضربة قويّة لمصالح بريطانيا التي لم تفقد فقط دخلها من رسوم السفن العابرة للقناة، بل وفقدت إمكانية السيطرة على بلدان الشرق الأوسط، وفي الأيام الاخيرة من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين اقتحمت القوات الإسرائيلية الأراضيّ المصرية، وفي اليوم التالي مباشرة وجهت بريطانيا وفرنسا إنذراً إلى مصر وإسرائيل بسحب قواتهما من منطقة الأعمال الحربيّة وإبقاء القوات الإسرائلية على الاراضي المصرية، رفض عبد الناصر هذا الإنذار وبدأت بعدها القصف على منطقة قناة السويس بما يسمّى بالعدوان الثلاثيّ على مصر.
تمّ بناء السد العالي بمساعدة الاتحاد السوفيتي، كما قام الرئيس خرتشوف عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين حيث قلد الرئيس جمال عبد الناصر وسام القائد لينين الرتبة الأعلى بالإتحاد السوفيتي، ووسام النجمة الذهبية، وعفا عن الحكومة المصريّة من المديونيّة بمقدار مليارين ونصف المليار دولار من مجمل الديون. في صباح الخامس من يونيو قمت الطائرات الأسرائلية بغارات على المطارات المصريّة بمساعدة إمريكية، وهكذا بدأت حرب الأيام الستة في الشرق الأوسط، هزم الجيش المصري وهذا ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يتحمّل مسؤوليّة الهزيمة كاملة، وقدّم استقالته من جميع مناصبه، وبعد الثورة من الشعب ورفض الشعب والنواب استقالته فجعلوه قائداً وزعيماً لمصر.
وفاة عبد الناصر
مات عبد الناصر بسبب ذبحة صدرية، مات في يوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام ألف وتسعمئة وسبعين، عن عمر يناهز اثنين وخمسين عاماً، مات ولم يترك ثروة لأبنائه فلقد وجدوا في حسابه الشخصيّ بعد وفاته ستمئة وسبعة عشر جنيهاً، وبيتاً كان قد اشتراه قبل أن يصبح زعيماً وقائداً.