ع العنان وحدها .. تبحث عن قرارها !
وحدهـا .. تبحث عن قرارها !!..
هــــى ..!!
الساعة الآن العاشرة مساء…
الجميع يهرول في فزع نحو شقة الدكتور محمد الموجودة بالطابق الثالث ..
لا أحد يصدق ما حدث ..
الخبر قد انتشر في كل مكان ..
الكل يردد
“انا لله وانا اليه راجعون..ده كان بيحب الناس كلها ”
الكل يشهد له بالأدب والأحترام ..
الجميع غير مصدق أنه “قتل”
ظل الجميع ينظر الي المحقق ..
الأعين تحاصره في انتظار معرفة الجواب
المشهد الآن “محمد ” ملقي علي الأرض في سكينة تامة
غارق في دمائه ..صدره مشقوق مايوحي انه قتل بطريقة بشعة..
يده اليمني تحمل قصة مكتوب عليها “حياتي ”
ويده اليسري تحمل { قلب }
انه قلبه
والي جواره تجلس هي ….
هي صديقته التي اكتشفت حادث مقتله وقامت علي الفور بالاتصال وطلب النجدة ..
المحقق يقترب منها الآن موجها حديثه اليها وعلامات الذهول تبدو واضحة عليها …
المحقق ..
ما علاقتك بالقتيل ؟؟
هي ..
صداقة قديمة تجمعنا منذ سنوات
المحقق..
ومتي كانت آخر مرة تحدثتم أو التقيتم فيها ؟؟
هي ..
لم يحدث أن تحدثنا من قبل كما انه لم يحدث وأن التقينا
المحقق..
متعجبا…!!
وكيف تجمعكم صداقة من دون حديث أو لقاء
هي..
كنا نتبادل الرسائل ليطمئن كل منا علي الآخر
المحقق ..
وما السر وراء حضورك اليوم ؟
هي..
وصلتني رسالة منه طلب مني الحضور لأمر هام
وأخبرني أنه لن يكون متواجد وسيترك لي شيئا آخذه وأنصرف
المحقق..
هل أخبرك عن هذا الشئ؟
هي ..
نعم ..ثم أشارت الي القصة التي مازالت تحملها يده اليمني
المحقق..
اذن حضرتي اليوم لتأخذي القصة
هي ..
نعم ولكني دخلت الي المكان ووجدته ….ثم أجهشت في البكاء
المحقق..
اهدئي سنحتاج اليك في مقر النيابة لنستكمل التحقيق
هي ..
في محاولة للرد
أمر المحقق بحفظ المحتويات وبدأ الجميع في الانصراف
وقفت “هي”
تنظر اليه ..
تودعه برفق ..
ثم جلست الي جواره تنظر اليه نظرة يبدو انها الأخيرة
مدت يديها في هدوء تأخذ ما تحمله يده اليمني
تأخذ “حياتي “لتنصرف
ولكنها قبل أن تنصرف لاحظت شيئا غريبا
لاحظت
أن قلبه الذي في يده الأخري لا يزال ينبض ..ينبض ..ينبض وبشدة …!!
لا زال يحتمل الحياة
وقفت لا تدري ماذا تفعل
هل تأخذ القصة وتنصرف لتقرأها في هدوء
أم تحمل القلب وتعيده اليه لتعود له الحياة
ترددت ..
لم تأخذ قرارها
الكل انصرف ولم يبقي غيرها
بقيت “هي ”
كما هي
بقيت وحدها تبحث عن قرارها …….