التعليمي

هيلين كيلر

هيلين كيلر

هي ناشطة وأديبة أمريكية ولدت عام 1880 وككل الأطفال كانت هيلين طبيعيّة وتتمتّع بكل الحواس من سمع وبصر وغيرهما ولكن بعد أن أكملت عامها الأول أًصيبت بحمى والأرجح أنّه التهاب سحايا أفقدها البصر، والسمع، والنطق، فهل هذا كان عائقاً لاستكمال حياتها؟ بالطبع لا فلو كان كذلك لما كُنت تقرأ هذه السطور.

تعليم هيلين كيلر

بقيت الطفلة هيلين وعلى مدار سبع سنين فاقدة لمُعظم الحواس إلى أن قام جراهام بيل “مخترع الهاتف” صديق العائلة بنُصحهم لإلحاق هيلين بمركز “بركينس” الذي يُعالج المكفوفين ومن هنا بدأت هيلين الانتقال إلى العالم الخارجيّ وقد تمّ اختيار المربية آن سوليفان والتي بقيت مع هيلين لأكثر من أربعين عاماً وهي برفقتها ولها الفضل الكبير في تعليم هيلين الكتابة.

بدأت آن بتعليم هيلين الأحرف عن طريق كتابة الحرف على كفها وبعد إتمام هيلين العاشرة من عمرها طلبت من مربيتها أن تُعلّمها الكلام فما كان من المربية إلا أن تحمّست لطلبها وخاصّةً أنّها لاحظت الذكاء الخارق الذي تتمتع به هذه الطفلة الصغيرة وبدأت آن بتعليمها الكلام عن طريق وضع يدها على شفاه وحنجرة المتكلّم، ومع مرور الوقت استطاعت هيلين إصدار بعض الأصوات مُحاولةً الكلام على الرغم من أنّ هذه الأصوات لم تكن مفهومة وبعد وقت طويل من العلاج استطاعت هيلين أن تتغلّب على كلّ الصعاب التي تمرّ بها وتحسّن نُطقها وكانت في هذه الفترة قد تعلمت القراءة حسب النظام المعروف عالمياً "بريل" ودخلت الجامعة وتخرّجت من معهد كامبريدج واستطاعت أن تتعلّم اللغات الفرنسية والألمانية واللاتينية، ثم حصلت على بكالوريوس من كلية الآداب.

رغم هذا النجاح الذي حققته هيلين والذي أقلّ ما يُقال عنه مُعجزة لم تنسَ هيلين أنّها من ذوي الاحتياجات الخاصّة الذين يجب تكثيف الجهود لمساعدتهم على الانخراط في المجتمع وبالفعل لقيت هيلين تشجيعاً ومساعدة من أكبر الشخصيّات السياسيّة وغير السياسيّة حول العالم وقد استطاعت أن تُنشئ منظمة هيلين كير الدولية التي كانت تُعنى بدراسة كل ما يتعلق بحاسة البصر وعلاج المكفوفين، وقد تمّ ابتكار الكتب الناطقة بسبب نشاطها، وكان الرئيس الأمريكيّ روزفلت من أكثر الأشخاص الذين وقفوا معها وساندوها وقد منحها وسام الحرية الذي يُعتبر أرفع وسام في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
كتبت هيلين كير العديد من المؤلفات ودافعت عن السلام بين الشعوب وقد هاجمت كلّ من يُنادي بالاستبداد والتسلط آنذاك وقد كانت أشد الناس هجوماً على هتلر في كتاباتها ممّا دعى بالألمان لإحراق كتبها ومنعها تداولها في ألمانيا وبعد كلّ هذا النضال والنشاط الاجتماعيّ والسياسيّ توفيت هيلين كيلر عام 1968 عن عمر 88 عاماً.
إنّ قوة الإرادة تصنع المُعجزات وتجعلك تتحدّى كلّ الصعاب لذا ننصح من يقرأ موضوعنا هذا بالتفكير جيداً قبل أن تحكم على نفسك بالفشل.

زر الذهاب إلى الأعلى