هل يوجد علاج للبهاق
مرض البهاق
يعدّ البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) من الأمراض الجلدية الشائعة؛ إذ يعاني منه ما بين 0.5%-2% من سكان العالم، ويُعرَف بتسبّبه بزوال اللون الطبيعي للجلد وظهور بقع محددة بيضاء اللون عليه نتيجةً لتدمير الخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocytes) المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين في الجلد. لا يوجد لمرض البهاق ميل لعرقٍ على حساب آخر؛ إلّا أنّه يُلاحَظ بشكل أكبر عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويصاب معظم المرضى به قبل بلوغ سن الأربعين، ونصفهم يصابون به قبل بلوغهم سن العشرين، وقد وُجِد أنّ مرض البهاق مرتبط وبشكل كبير بالمعاناة من أمراض أخرى تنشأ من اضطرابات المناعة الذاتية في الجسم، كأمراض الغدة الدرقية مثلاً. لا يُعرَف سبب محدّد لمرض البهاق حتى الآن؛ إلّا أنّه وبعد إجراء العديد من الدراسات، قام العلماء بوضع عدّة فرضيات لسبب حدوثه، أبرزها أن يكون مرض البهاق أحد أمراض المناعة الذاتية، تهاجم فيه الأجسام المضادة الخلايا الميلانينية وتدمّرها، ويعتقد بعض الباحثين أنّ الخلايا الميلانينية هي التي تدمّر نفسها، كما وقد أفادت بعض الدراسات أن لمرض البهاقجانب وراثي كذلك، بالإضافة إلى إمكانيّة تسبُّب حادث معين بحدوثه؛ كالتعرُّض لحروق الشمس أو نتيجةً لصدمة عاطفية.[١][٢]
أعراض مرض البهاق
قد يصيب مرض البهاق كافة المناطق التي يغطّيها الجلد؛ إلّا أنّه غالباً ما يظهر بدايةً على المناطق المعرّضة للشمس كالوجه، والذراعين، واليدين، والشفتين، والقدمين، وقد تظهر عدّة علامات عند مريض البهاق أبرزها ما يأتي:[٣]
- زوال لون الجلد الطبيعي في بقع محدّدة المعالم.
- الشيب المبكر أو ظهور الشعر الرمادي، سواءً في الرأس أو الحاجبين أو اللحية.
- زوال لون الأنسجة المبطّنة للفم والأنف بالإضافة إلى لون الطبقة الداخلية للعين.
يؤدّي مرض البهاق لزيادة نسبة إصابة المرضى بعدّة مضاعفات، أبرزها حرق الشمس، وسرطان الجلد، بالإضافة إلى المعاناة من أمراض تُصيب شبكية العين كالتهاب القزحية، وكذلك فقدان السمع، عدا عن الضرر الاجتماعي والنفسي للمرض.[٣]
علاج مرض البهاق
تعمل الطرق العلاجية المختلفة على استعادة اللون الطبيعي للجلد في المناطق المتضررة، وتختلف استجابة المرض للعلاج من مريض لآخر، فبعض طرق العلاج لا تجدي نفعاً عند المرضى، كما أنّها قد تستمرّ لوقت طويل، كما قد يتمّ اللجوء إلى استخدام أكثر من طريقة علاجية في نفس الوقت لتحقيق النتائج المرجوّة، وعادةً ما يتم اختيار طريقة العلاج المناسبة وفقاً للعديد من العوامل، مثل عدد البقع البيضاء ومدى انتشارها، بالإضافة إلى الطريقة التي يفضّلها المريض. أمّا عن أبرز طرق علاج البهاق المتوفّرة حالياً، فهي على النّحو الآتي:[٤][٥]
- استخدام الأدوية: لا وجود في الوقت الحالي لدواءٍ يعالج مرض البهاق؛ إذ لا يمكن للأدوية إيقاف عملية تدمير الخلايا الميلانينية، وتستخدم بعضها إمّا لوحدها أو مع العلاج الضوئي لاستعادة اللون الطبيعي للجلد، وأبرز الأدوية المُستخدَمة هي الكريمات التي تتحكم بالالتهابات، مثل الكريمات المحتوية على مركبات الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid) والتي من الممكن أن تقوم على استعادة لون الجلد الطبيعي؛ خصوصاً إذا ما تمّ استخدامها في مراحل مبكرة من المرض. على الرغم من فاعلية هذه المركبات وسهولة استخدامها؛ إلّا أنّها قد تسبب آثاراً جانبيةً مثل تقليل سماكة الجلد وظهور خطوط عليه. من الأدوية المُستخدَمة لعلاج مرض البهاق كذلك المراهم المُحتوية على مركبي تاكروليمس (بالإنجليزية: Tacrolimus) وبيميكروليمس ( بالإنجليزية: Pimecrolimus) اللذان يؤثّران على جهاز المناعة في الجسم، وتُعتبَر هذه المركبات فعّالة على البقع البيضاء صغيرة الحجم؛ خصوصاً في الوجه والرقبة. من الممكن استخدام هذه الأدوية مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية B، ويصاحبها آثار جانبية أقلّ من مركبات الكورتيكوستيرويد، وعلى الرغم من هذه المميّزات، فقد حذّرت منظمة الغذاء والدواء (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration) من وجود ارتباط محتمل بين استخدام هذه الأدوية والإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الجلد.
- الدمج ما بين العلاج الضوئي والسورالين: السورالين هو مركب مُستخلَص من النباتات، ويكون العلاج بأخذه عن طرق الفم أو تطبيقه على الجلد، ومن ثمّ تسليط الأشعة فوق البنفسجية على الأجزاء المتضرّرة من جلد المريض لاستعادة اللون الطبيعي للبقع البيضاء، ويُعتبَر هذا الدمج أكثر فاعلية من استخدام الأدوية لوحدها أو العلاج الضوئي لوحده في علاج البهاق، وعادةً ما يستمر العلاج بين ستة أشهر وسنة كاملة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً.
- الخضوع لإجراء إزالة التصبغ: يتم استخدام المواد المزيلة للصبغة بهدف تخفيف لون الجلد غير المصاب بشكل تدريجي حتى يتلائم مع البقع حائلة اللون المصابة، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حال فشل باقي طرق العلاج، أو في حال تأثيره على مناطق كبيرة من الجسم.
- إجراء العمليات الجراحية: يتم اللجوء إليها في حال فشل العلاج الضوئي، وهنالك العديد من الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى توحيد لون الجلد، مثل إجراء عملية ترقيع الجلد (بالإنجليزية: Skin grafting)؛ إذ يقوم الأطباء بإزالة مقطع صغير من الجلد السليم ووضعه في المناطق المتضررة، وكذلك إجراء عملية ترقيع بعد إحداث فقاعة في الجلد السليم (بالإنجليزية: Blister grafting)، ومن ثم إزالة الجلد المغطي للفقاعة وزرعه في الأماكن المتضررة، وهنالك أيضاً طريقة الوشم، وفيها صبغ البقع حائلة اللون.
أنواع البهاق
يتم تقسيم مرض البهاق عادةً إلى نوعين رئيسين وفقاً لنمط انتشار البقع حائلة اللون، وهما البهاق القِطعي (بالإنجليزية: Segmental vitiligo)، ويُعرَف أيضًا باسم البهاق المحدّد، والبهاقالمعمم (بالإنجليزية:Generalised vitiligo). أمّا الأخير فأوسعهما انتشاراً، فهو موجود عند تسعة من كل عشرة من مرضى البهاق، ويتضمّن انتشار هذه البقع على جهتي الجسم اليمنى واليسرى بشكل متماثل، أمّا البهاق القِطعي فيؤثّر على منطقة واحدة من الجسم.[٦]