هل القرفه تنزل الدوره
القرفة
القرفة هي نبتة خضراء مزهرة، تتميّز بلحاء بنيّ ذي رائحة عطرة مميّزة، ويتمّ تجفيف هذا اللحاء من الأغصان الرّفيعة صغيرة العمر لإنتاج القرفة التي نقوم باستعمالها،[١] وتُستعمل القرفة كنوعٍ من البهارات لإضفاء النّكهة، كما أنّها تُستعمل من قبل الكثيرين في العديد من الأغراض العلاجيّة، ومن ضمن هذه الاستخدامات يعمدُ الكثيرون لاستخدام القرفة للتخفيف من مشاكل الدّورة الشّهريةالمُختلفة،[٢] وسيتمّ في هذا المقال الحديث عن فعاليّة القرفة في تحفيز الدّورة الشّهرية في حالات المشاكل التي تتعلّق بها.
دورُ القرفة في تحفيز الدّورة الشّهرية
وجدت العديدُ من الأبحاث العلميّة دوراً للقرفة في حل مشاكل الدّورة الشّهرية، ولكن لا يزالُ تأثيرها فيها بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلميّة لدعمه وتأكيده،[٢] ومن المشاكل الشّائعة في الدّورة الشّهريّة لدى السّيدات والتي تُعتبر إحدى أسباب تأخّر الإنجاب في الكثيرات ما يُعرف بمتلازمة [[أعراض تكيس المبايض |تكيّس المبايض]] (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome، واختصارها: PCOS)، حيث إنّ هذه المُتلازمة تصيب حوالي 5% إلى 10% من السّيدات في عمر الإنجاب، وتسبب عدم انتظام الدّورة الشّهريّة، وتأخرِ الحمل، وحبّ الشباب، ونموّ الشّعر الزّائد في الوجه أو الجسم، وترقّق وخفّة شعر الرّأس، ويُعتقد أنّ سبب هذه المُتلازمة يعود إلى مقاومة الإنسولين، وهي ترفعُ من خطرِ الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة مع التّقدّم في العمر.[٣]
تقترحُ بعض الدّراسات الأوليّة دوراً للقرفة في تحفيز بدء الدّورة الشّهريّة في حالات عدم انتظامها في السّيدات المُصابات بمتلازمة تكيّس المبايض، حيثُ وجدت دراسة أجريت في المركز الطّبيّ التّابع لجامعة كولومبيا على سيّدات مصابات بهذه المُتلازمة أنّ السّيّدات اللواتي تناولن مكمّلات القرفة الغذائيّة (1500 ملغم) يوميّاً لمدّة 6 أشهر كان عدد الدّورات الشّهريّة لديهنّ حوالي ضعف عددها في السّيّدات المُصابات اللواتي أعطين العلاج الوهميّ الذي لا يحتوي على القرفة (4 دورات شهريّة خلال مدّة الدّراسة مقابل ما مُعدّله 2.2 دورة شهريّة في مجموعة العلاج الوهميّ)، كما أنّ سيّدتين من المشاركات في الدّراسة واللتين تناولتا مكمّلات القرفة حصلت لديهما حالات حمل تلقائيّة دون أيّ علاج آخر بعد ثلاثة أشهر من بدء الدّراسة.[٣]
يُعتقد أنّ سبب قُدرة القرفة على تحسين هذه الحالة يعود إلى قُدرتها على تحسين قدرة الجسم في تمثيل الجلوكوز والإنسولين، الأمر الذي وُجد في دراسات علميّة سابقة أُجريت على مرضى السُّكريّ.[٣]
ممّا لا شكّ فيه أنّ تناول القرفة أو مكمّلاتها الغذائيّة لن يقوم بعلاج كلّ امرأة تُعاني من متلازمة تكيّس المبايض، ولكن تجربتها كعلاج هو أمر يُنصح به، مع عدم الاستغناء عن إشراف الطّبيب واستشارته، كما يجب أن تُحاول السّيدات اللّواتي تعانين من هذه المُتلازمة علاجات أخرى، مثل خسارة الوزن والأدوية الموصوفة من قبل الطّبيب.[٣]
في اضطراب آخر يُعرف بعُسر الطّمث (بالإنجليزيّة: Dysmenorrhea) تعاني المُصابات من تقلّصات شديدة ومُؤلمة في أسفل البطن تحدث بشكلٍ دوريّ قبل أو خلال الدّورة الشّهرية، وهو اضطراب شائع يصيب نسبة عالية من النّساء، وتختلف نسبته في الشّعوب المُختلفة، بحيث تتراوح بين 50% إلى 90% في النّساء في عمر الإنجاب، وقد أُجريت دراسة على سيّدات بحيث تمّ إعطاء مجموعة منهنّ مكمّلات القرفة الغذائيّة أو علاج وهميّ، ووُجد أنّ المجموعة التّي تناولت القرفة كان نزيف الدّورة فيهنّ أقلّ، وشدّة الألم أقلّ، بالإضافة إلى أنّ شدّة الغثيان وتكرار القيء انخفض في مجموعة القرفة مقارنة بمجموعة العلاج الوهميّ، وبالتّالي استنتجت الدّراسة أنّ القرفة تقلّل من أعراض اضطراب عسر الطّمث.[٤]
يعزي الباحثون في الدّراسة أنّ المُكوّنات الرئيسيّة لزيت القرفة الأساسيّ تُعتبر مضادّة للتقلّصات، كما أنّ أحدها يمنع إنتاج مركبات البروستاجلاندين (بالإنجليزيّة: Prostaglandins) المسؤولة عن الالتهاب (بالإنجليزيّة: Inflammation) ممّا يقلّل من الشّعور بالألم ومن بقيّة أعراض هذا الاضطراب، وقد استعملت الدّراسة جرعة 2.52 جم من القرفة، حيث كانت هذه الجُرعة آمنة ولم ينتج عنها أيّة أعراض جانبيّة سلبيّة، ممّا يجعل منها بديلاً آمناً لعلاج هذا الاضطراب.[٤]
طريقة تناول القرفة
لا يُوجد جُرعة محدّدة علميّاً لتناول القرفة، ولكن يُمكن الاستعانة بالجُرعات التي تمّ استخدامها في الأبحاث العلميّة ووُجد أنّها آمنة، ولذلك يُمكن تناول 1/2 ملعقة صغيرة إلى ملعقة صغيرة (أي حوالي 2-4 جم) من مسحوق القرفة يوميّاً، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الجُرعات العالية منها قد تكون سامّة،[٥] كما يُنصح باستشارة الطّبيب قبل تناول أيّ من العلاجات العشبيّة البديلة، ذلك أنّ الجرعة قد تختلف باختلاف العديد من العوامل، مثل العُمر والحالة الصّحيّة وغيرها، كما أنّ العلاجات العشبيّة قد تتعارض من بعض الأدوية التي قد يتناولها المريض.[٢]
- ملاحظة: لا يُعتبر هذا المقال مرجعاً طبيّاً كما أنّه لا يُغني عن استشارة الطّبيب.