نفحات شعر ونثر في ماريا والهرم الذي يسكنني يسكنها
وماريا لم تكن تحب الشعر
ولا الشعراء
حتى تبادلني التحية ،،
يا زكرياء
انا نبشرك بشاعر
اسمه احمد
وكنيته المتنبي،
متنبئ لم ينظر الأعمى إلى أدبه
ولم تصل كلماته لاصم ،
لا الخيل التي ركبها
تعرفه
ولا البيداء
ولا المبيدات ،،
السيف أنكره
والرمح خانه
والقرطاس أرخى سراويله
للتبول عليه ،
والقلم أناخ بالمحبرة
على بياض وجنتيه ..
وماريا
لم تكن تعرف العربية
لتتهجى حروف الضاد
حين تلعثم نشرة الأخبار
بالشاشات العربية
لما أعلنت وفاة العرب
وبدء عصر البداوة
خارج التماس
مع الحدود التي صارت
وأمست
وأضحت عبرية ،،
وأبدلت السين ،،شينا
ليهنئ الحجاز
بأورشليم
وبغطفان يثرب
وجافا حليلة الكنعانيين ..
وماريا
لم تكن تحمل خرائطا
ولا بندقية
عيناها تكفيانها
لاجتياح كل المدن العربية ،
وكل عواصم الشرق
وصحراء نجد
وما بين النهرين
وكل بلاد الهلال
الذي لم يعد خصيبا ،،
إشارة منها كافية
ليطرح الحصان عنترة
ويخر ساجدا
ما بين فخذيها ،،
وجميع أبطالنا
وكل بطولاتهم التاريخية
تصير بلا معنى
امام غمزة من ماريا ..
ماريا
حدثيني عن (ليفي)
الساكنة في عيون قائدنا
والجاثمة على تعاليم سيدنا الكبير ،
كلما أبرقت (تل أبيب )
تداعى لها شيخنا بالحمى
وبات يشكو من وجع الرأس
لما توسد خمرة القارة العجوز
وتلحف بخمرة باريس ..
ماريا
لم تكن تحترم الشعر
حتى تقيم الولائم للشعراء
وتفهم في فقه القصيدة،،
هي تعرف كيف تحنط قائدا
وتعرف فنون الفصل
ما بين ماء النهرين ،
فلا الفرات
أخ لدجلة
ولا صنعاء
أخت لعدن ،
وهذا اعرابي عارب
وذاك مستعرب
وكل البدو
في فلك يغرقون ..
وماريا
لم تكن أختا لمريم
حتى تقاسمها التمر
وكاسا من الخمور ..
وكما يقول المعجم الوسيط
أقول
ماريا ،،احبيني
انا
لا الغاز
لا البترول…
تقول المقدمة؛
يظل الغرب غربا
والشرق شرقا
وان غير النيل مجراه
وسكنت الأهرام باريس
لا الجيزة …