نجم سهيل
إنّ نجم سهيل من ألمع النّجوم الموجودة ضمن مجموعة النجوم التي تكوّن كوكبة القاعدة، ويُعتبر ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم الشعرى اليمانيّة. لاسم سهيل عدّة معاني في اللغة العربيّة، وكما أنّ له أسماء أخرى، وفي العربيّة تعني كلمة سهيل الوسيم واللامع والمجيد والنبيل، وقد يكون تصغيراً لكلمة سهل من السهل الجاري أو من السهولة والسلميّة، ومن أسمائه الأخرى زيتا بوبيس، وكان يُعتبر من أهمّ النجوم لدى المصريين القدماء، وكان من مجموعة نجوم الماء، وكانوا يسمّونه ناوس Naos، ويُعتبر نجم سهيل في علم الفلك من النّجوم العملاقة ذات اللون الأزرق، وينتمي إلى الفئة الطيفيّة من النجوم.
يبعد هذا النجم حوالي 1,100 سنة ضوئيّة عن الأرض، ويكون من السهل رؤيته من النّصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة، وأمّا في النصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة كما في الجزيرة العربيّة فتسهل رؤيته في الفترات الأخيرة من الصيف من جهة الجنوب، ويمكن رؤيته بسهولة خلال فصل الشتاء، وظهور هذا النجم في السماء بالنسبة للجزيرة العربيّة يعني بداية تغيير الفصول، وانتهاء ريح السّموم.
ومن خصائص هذا النجم أنّ تألّقه يبلغ 2 قدر ظاهري، كتلته من 40 إلى 60 كتلة شمسيّة، نصف قطره 17 نصف القطر الشمسيّ، ضياؤه 360 ألف ضياء شمسيّ، درجة حرارة سطحه 39 ألف كلفن، وقد تصل إلى 42 ألف كلفن، دورانه يستغرق حوالي 408 يوم أي 211 كيلو متر في الثانية الواحدة، وينتمي إلى كوكبة الكوثل من مجرّة درب التبانة. ومن شدّة كبر هذا النجم يمكن للإنسان رؤيته بالعين المُجردة. ونجم سهل أكبر بحوالي 40 مرّة من كتلة الشمس، ودرجة حرارة سطحه أكبر بحوالي 7 مرات من درجة حرارة سطح الشمس، وهو يبدو أشد ضياءً من الشمس بحوالي 21 ألف مرة، وكما أنّ ضياءه يُقدّر بحوالي 360 ألف من ضياء الشمس، فإنّهُ يُعتبر أشد من ضياء الشمس، ويُنتج لوناً أزرقاً؛ لأنّ الأشعة الكهرومغناطيسيّة التي يصدرها تكون من ضمن نطاق الأشعّة الفوق بنفسجيّة. وفلكيّاً يظهر نجم سهيل في 25 من أغسطس، وهو اليوم الذي يدخل فيه هذا النجم، ومن المؤشّرات على ظهوره برودة الجو وقصر النهار.
أمّا عن المصير المنتظر لهذا النجم، فهو سيبرد خلال مئات من السنين، وسيتطوّر ليصبح عملاقاً عظيماً أحمر، وستتغيّر تصنيفاته الطيفيّة مع انخفاض حرارته، وعندها ستكون الأشعة المُنبعثة منه من ضمن نطاق الضوء المرئيّ، وسيبدو وكأنّه من أحد ألمع النجوم في السماء. وعند ذلك سيزيد حجمه عن فلك الأرض، وقد يتعرّض للانفجار على شكل مستعر أعظم، وعندها سيبدو أشد نوراُ وتألّقاً من البدر، وقد ينهار النجم على نفسه ويصغر حجمه ويتقلّص، وعندها سينتج ثقباً أسوداً، والمادّة الناتجة عن انهياره ستنتج قرصاً دواراً شديداً، وسيصدّر أشعة غاما من القطبين.