مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم
أبناء عبد المطلب
كان لعبد المطّلب عشرة أبناء وستّ بنات، أمّا الأبناء فهم: العباس، وحمزة، وعبد الله، وعبد مناف (أبو طالب)، والزبير (أبو طاهر) والحارث، وجحلا، والمقوّم، وضرار، وعبد العزّى (أبو لهب)، والبنات فهنّ: صفيّة، والبيضاء (أم حكيم)، وعاتكة، وأميمة، وأروى، وبَرّة. فلّما أراد تزويج ابنه عبد الله اختار له آمنة بنت وهب سيّد بني زهرة وهي يومئذٍ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً.
مولد الرسول صلّى الله عليه وسلّم
ولد الرسول يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، عام الفيل سنة 570 ميلادية فكان أسعد يوم طلعت فيه الشمس على البشرية، هذه هي الرواية المشهورة وقد حقّق العالم الفلكي محمود المصري أنّ ولادة الرسول كانت يوم الاثنين التاسعة عشر من شهر ربيع الأول من عام حادثة الفيل المصادف 20 نيسان سنة 571م.
إرضاع الرسول صلّى الله عليه وسلّم
أرضعته أولاً ثويبة جارية عمه أبي لهب بضعة أيام حتّى جاءت المراضع من بني سعد، وكانت لهذه القبيلة شهرة في الفصاحة، فاحتملت كلّ مرضعة رضيعاً وأنفن من أخذ محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه كان يتيماً والمرضع تطمع في عطايا أب الرضيع، فقلن: يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجدّه، وهكذا فعلت حليمة فانصرفت عنه أول مرّة ثمّ عادت فأخذته عندما لم تجد سواه.
منذ أن أخذته حليمة السعدية لم تزل تتعرّف على الزيادة والخير من الله تعالى، وكان العام عام جدب فأخذت غنمها تروج عليها شباعاً بطناً، ضروعها ملأى بالحليب وتعود غنم سواها جياعاً جافّة الضروع، ولم تزل تتعرّف الخير وسعة الرزق ما دام عندها حتى بلغ عامين ففصلته وجاءت به إلى أمّه وهي ترجوها أن تعيده معها حتّى يشتدّ عوده فأبقته أمّه معها.
جاء ملكان وهو في بني سعد وشقا بطنه واستخرجا من قلبه علقة سوداء وغسلا قلبه حتّى انقياه ورداه كما كان، فلمّا روى إخوته بالرضاع لأمه ما رأوه أعادته خوف أن يكون قد أصابه شر، وعندما بلغ السادسة من عمره، أخذته أمّه معها إلى المدينة المنورة أخوال جده بني عدي بن النجار ولتزور قبر زوجها، وفي طريق عودتها إلى مكّة أدركها الموت في الأبواء، بين مكة والمدينة، وهكذا أصبح الرسول يتيم الأب والأم فكفله جدّه عبد المطلب، لكنّه لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتىّ فقد جده عبد المطلب، فذاق هذه المرة مرارة اليتم الحقيقي لأنّه صار في السنّ التي يحسّ فيها بمعنى فقد الأب والجد، وبعد وفاة جده كفله عمه أبو طالب.