موقف قريش من دعوة الرسول
- ١ محمد صلى الله عليه وسلّم
- ٢ موقف قريش من دعوة محمد صلى الله عليه وسلّم
- ٢.١ بداية دعوة الرّسول صلى الله عليه وسلّم
- ٢.٢ زيارة قريش لأبي طالبٍ
محمد صلى الله عليه وسلّم
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتصف بالصفات الحميدة والفاضلة منذ صغره، فلم يُعرف عنه أيّ خلقٍ سيء، وقد كانت قريش تكرمه وتودّه، ومن أكثر المواقف التي تدل على تكريم قريش له صلى الله عليه وسلّم قبل البعثة أنّه عندما تنازعت القبائل بعد بناء الكعبة حول من يحق له نيل شرف رفع الحجر الأسود إلى مكانه، اتّفقوا على أن يحتكموا لأوّل من يدخل عليهم، وكان محمد صلى الله عليه وسلّم هو الداخل؛ فقالوا: ها هو الصادق الأمين واحتكموا إليه وقبلوا بحكمه؛ فهذا يدلّ على إيمانهم بأخلاقه الحميدة وحكمته البالغة.
موقف قريش من دعوة محمد صلى الله عليه وسلّم
بداية دعوة الرّسول صلى الله عليه وسلّم
عندما أرسل الله تعالى الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بدأت الدعوة سراً في بيت الأرقم ابن الأرقم، وبعد انقضاء ثلاثة سنين أمر الله تعالى سيّدنا محمد بالجهر بالدعوة، فصعد صلى الله عليه وسلّم على جبلٍ وأخذ ينادي على قريش ليجمعهم، وعندما اجتمعوا سألهم أنّه لو أخبرهم أنَّ هناك جيشاً خلف الجبل ويريد أن يُغيرعليهم فهل يصدقونه؟ فأخبروه أنهم ما علموا عليه من الكذب من شيء، ولكن عندما أخبرهم بالدعوة إلى الله تعالى، استهزؤوا به وتركوه وهم يضحكون، واستمرّوا بالاستهزاء به صلى الله عليه وسلّم، فكانوا عندما يمرون به وهو يتعبّد حول الكعبة يضحكون سخريةً ظناً منهم أنها ستنتهي دعوته قريباً مثل من جاؤوا قبله.
زيارة قريش لأبي طالبٍ
مع تقدّم الأيام زادت الأعداد التي تتبع دعوته صلى الله عليه وسلم، فبدأت قريش تخاف من هذه الدعوة، وخاصةً بعد أن نزلت الآيات التي تتحدث عن قريش وعبادة الآلهة التي لا تضر ولا تنفع، فبدؤوا يحاولون إلحاق الأذى بالرسول صلى الله عليه وسلّم وبمن آمن معه، ولكنهم لم يحققوا ما يصبون إليه وخاصةً أنَّ عمه أبو طالب قام بحمايته؛ حيث قاموا بجمع نفر منهم وذهبوا إلى أبي طالب ليكفّ ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلّم عن الدعوة إلى عبادة الله وسب آلهتهم، أو بتركه إليهم، فردهم أبو طالب بأسلوبٍ جميلٍ ولكنهم لم يحبوا هذا الرد.
استمرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم في دعوته مما جعل قريش تعاود الكرّة في الذهاب إلى أبي طالب وتخيِّره بين أن يكف محمداً صلى الله عليه وسلّم عن دعوته أو أن يُعلنوا الحرب عليهم، فنادى أبو طالب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وأخبره بما قررت قريش، وطلب منه أن يكف عن الدعوة وأن يحمي نفسه ويحميه معه، فرفض النبي صلى الله عليه وسلّم وقال قولته الشهيرة” والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يساري على أن أترك هذه الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته”، وخرج من عند عمّه حزيناً على موقفه، فقال له أبو طالب اذهب وافعل ما يحلو لك ولن أجبرك على ما تكره.
استمرّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم في دعوته؛ فحاولت قريش أن تعرِض على أبي طالب أن يبدِّل محمداً صلى الله عليه وسلّم بمن يريد من أفضل شباب قريش، فرفض أبو طالب، وبدأت بذلك قريش تعذِّب الرسول صلى الله عليه وسلّم والمسلمين بشتى وسائل العذاب، فطلب أبو طالب من بني هاشم حماية الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومن معه، فاستجابوا له إلا أبو لهب استمرّ بضلاله.
أخذت قريش تتّبع جميع الأساليب التي من شأنها ردع الدعوة الإسلامية، مثل: طلب المعجزات، ومحاولة ردع المسلمين بشتّى صنوف العذاب إلى أن أمر الله تعالى المسلمين بالهجرة إلى الحبشة لأنّ فيها ملكاً عادلاً.