موسى عليه السلام
سيدنا موسى عليه السلام و هو من أكثر الرسل و الأنبياء الذي تم ذكره في القرآن الكريم ، بينت الآيات الكريمة في أكثر من موضع عن موسى عليه السلام ، كيف ولد و كيف نشأ و كيف الله أرسله و كيف الله أنجاه و قصة دعوته ، من أشهر ما يلقب به موسى عليه السلام هو كليم الله تعالى أي كلمه الله تعالى ، لكن كيف كلّم الله تعالى موسى عليه السلام و أين كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام.
قال الله تعالى في سورة النساء ( و كلم الله موسى تكليماً) ، فضّل الله تعالى نبيه موسى عليه السلام من دون الأنبياء بأنه كلّمه تكليما ، لم يكلم أحدا من قبله من الأنبياء ، و تكليم الله تعالى لنبيه هو تفضيل للنبي و تكريمه ، بدأت القصة عندما هاجر موسى عليه السلام و إحدى زوجاته معه رأى ناراً في وادي كان يسمى طوى الذي يوجد في طور سيناء ، في هذا الوادي الطاهر أنزل الله تعالى صوته إلى موسى و أمره بأن يخلع نعليه لأنه بالوادي المقدس طوى ، اي إن الله تعالى لم يتجلى لموسى و يراه إمان أرسل صوته ليسمعه موسى عليه السلام أي يكلمه دون بواسطة وحي أو ملاك من الملائكة، عندما أراد الله تعالى أن يكلم موسى عليه السلام ألقى في قلبه الطمأنينة لسمع حقيقة هذا الصوت و يعقله ، في هذا الوادي المدقس إختار الله تعالى موسى عليه السلام ليكون من المرسلين إلى الدعوة لعبادة الله تعالى إختاره ليكون نبي الله تعالى في الأرض و هذا ما وضحته الآيات الكريمة في سورة طه قال تعالى ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ، فلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى ، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى،وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) .
و تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام لم يكن مرة واحدة بل كانت مرات عديدة و كان في مكان محدد و ميقات معين حيث كل ميقات كان يخص واحد من الأمور التي تتعلق بدعوة موسى عليه السلام ، و في إحدى المرات طلب موسى عليه السلام من ربه أن يراه قال تعالى في سورة الأعراف (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَاوَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) و توضح هذه الآية عندما نظر موسى عليه السلام للجبل ليرى الله خشع الجبل من ربه و أصبح رمادا محترقا و خاف مسى و إنهار على الأرض من هول ما رأى ، لكن بعد ذلك تاب إلى الله تعالى و أدرك مخافة الله تعالى .