موت الفجأة
يشكّل الموت هاجساً لدى كثيراً من النّاس، فالموت هو نهاية الحياة وانقطاعها وخاتمة الأعمال ونهايتها، كتبه الله على جميع بني آدم ولم يستثن أحد وسمّي بالحقّ لأنّه يزيل الغشاوة عن أعين النّاس برؤية الحقيقة السّاطعة الباهرة الحتميّة، قال تعالى “وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ”، فمهما بلغ الإنسان من منزلةٍ في الدّنيا ومهما جمع من مالٍ وحصد من جاهٍ وبنين فإنّ مصيره الموت وفي الحديث: “إعمل ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، وإعمل ما شئت فإنّك مجاز به”، فكلّ نفسٍ بعد الموت تحاسب عمّا فعلت وقدّمت فمن يعمل الصّالحات يجد نتيجتها وثمرتها ومن يعمل السّيئات يحصد عاقبتها، فالله هو العدل الذي لا يظلم النّاس شيئاً .
و قد جبل الإنسان على حبّ الدّنيا ومتاعها وطول الأمل، فتراه يكلّ ويتعب وهو يسعى لجمع المال في الدّنيا ويطمع بالمزيد، ويسوّل له الشّيطان ويوسوس له ويمنّيه، فعند نومه مثلاً يعقد الشّيطان على رأسه ثلاث عقدٍ ويقول له الشّيطان أمامك ليلٌ طويلٌ، فتأخذ الإنسان الغفلة فيتكاسل فينام عن الصّلاة ويضيّعها وقد دلّنا ديننا على طريقة فكّ هذه العقد فإذا ذكر العبد الله انفكت عقدة وإذا توضّأ انفكت عقدةٌ ثانيةٌ وإذا صلّى حُلّت عقده كلّـها وشعر بالنّشاط.
و قد بيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ من علامات السّاعة أن يكثر موت الفجأة وهو الموت الذي يباغت الإنسان بدون مقدمات فيبهته بالحقّ، وإنّنا لنرى كثيراً من حالات موت الفجأة في زماننا، فترى أحدهم قد عاجلته المنيّة وسددّ القدر له سهامه وهو يغنّي – والعياذ بالله – وآخر يأتيه الموت وهو نائمٌ يتقلب في فراشه ومنهم من يأتيه الموت وهو راكعٌ ساجدٌ وهذه الصورة من موت الفجأة هي من صور رحمة الله وكرامته لعباده الصالحين، فعلى المسلم دائماً أن يحرص على أن يكون على طاعة الله سبحانه حتى إذا باغته ملك الموت يوماً مات على طاعة الله فينال رضوانه سبحانه ورحمته .