مهنة نوح عليه السلام
نوح عليه السلام
هو نبي من الأنبياء الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم، وقد أرسله الله تعالى إلى قومه الذين كانوا يعبدون الأوثان والتماثيل، فالتماثيل قديماً كانت تصنع تمجيداً لرجال عرفهم قومهم بالقوة والسلطان.
من أسماء هذه الأوثان التي كان يعبدها قوم نوح هي وَدٍّ، وسُواعٍ ، ويَغوثَ، ويَعوقَ، ونَسر، وكغيرها من الأقوام الأخرى لم يؤمن قوم نوح برسالة نبيهم الذي أرسله الله تعالى إليهم، ومع هذا استمرّ نوح يدعو قومه لعبادة الله تعالى وتوحيده تسعمائة وخمسين سنة، ولكن دون جدوى فآمن معه عدد قليل من قومه، فأنزل الله تعالى أمره وأهلكهم بالطوفان، ولكن الله تعالى نجّا نبيه نوح عليه السلام ومن آمن معه بالسفينة التي أُطلق عليها سفينة النجاة التي صنعها نوحٌ عليه السلام.
مهنة نوح عليه السلام
لا شك أنّ الأنبياء صلوات الله عليهم هم من البشر، ولكل نبي من أنبياء الله تعالى حرفة ومهنة اشتُهر بها، فقد كان آدم عليه السلام يجيد زراعة الأراضي، والنبي إدريس عليه السلام كان خياطاً، وموسى عليه السلام كان راعياً، ومحمد عليه الصلاة والسلام يجيد رعي الأغنام والتجارة، وأمّا سيدنا نوح عليه السلام فكان يعمل نجاراً وبرع في ذلك، وكشاهد على صنعته السفينة العملاقة التي بناها تنفيذاً لأمر الله تعالى.
سفينة نوح عليه السلام
هي سفينة كبيرة جداً بُنيت على يد نجار ماهر وحذق في عمله، فأتقن وبرع في صنع سفينته، ولكي يبني نوح عليه السلام السفينة الكبيرة اختار مساحة كبيرة من الصحراء خارج قريته وبعيداً عن قومه الكافرين، فكان عليه السلام والذين آمنوا معه يجمعون جذوع الأشجار بكميات كبيرة جداً ويصنعون منها الألواح بمختلف الأحجام، فالسفينة عملاقة مؤلفة من ثلاثة طوابق، وكان طول السفينة مائتي متر، وارتفاعها خمسة وعشرون متراً، وعرضها سبعون متراً.
إنّ صنع سفينة كبيرة بهذه المواصفات هو عملٌ شاقٌ جداً ويتطلب الجهد والصبر الكبير، واستمر العمل في بناء السفينة ثمانين سنة بكل همة ونشاط، فهناك من كان ينشر الخشب ويطرق المسامير، وهناك من كان يدهن ألواح الخشب بالقار.
كان النجار الماهر هو العقل المدبر في صنع السفينة بوحي من الله تعالى، وخلال فترة صنع السفينة كان قوم نوح عليه السلام يسخرون منه ومن صنع السفينة ويصفونه بالمجنون لأنه لا توجد مياه تبحر بها السفينة.
لكن بعد صنع السفينة أمره الله تعالى أن يحمل من كل دواب الأرض زوجين، فكان الطابق الأول من السفينة مخصصاً للحيوانات، والطابق الثاني لنوح وللذين آمنوا معه ويقال عددهم ثمانون شخصاً، والطابق الثالث مخصص للطيور.
عندما فار الماء من التنوروهطلت الأمطار وتفجرت الينابيع أقلعت السفينة، واستمرّت بالبحر أربعين يوماً بعد أن أهلك الله تعالى جميع من كان على الأرض، وبعد أن استقرت السفينة على جبل الجودي هبط نوح عليه السلام إلى الأرض وانطلقت الحيوانات وتفرقت، وكان الطوفان هو بداية جديدة للبشر الذين هم من ذرية نوح عليه السلام، فسفينة النجاة هي آية وعبرة لمن يؤمن بالله تعالى وما زال البشر يبحثون عنها في الجبل الذي استقرت فيه.