من هو مخترع سرعة الضوء
الضوء هو عبارة عن موجات كهرومغناطيسيّة، وطاقة مشعّة تراها العين المجرّدة، وينتشر عبر الأثير والفراغ والماء والزجاج، وتعدّ سرعته بأنّها أكبر سرعة معروفة حتى الآن، وهناك من العلماء البارزين مثل آينشتاين من قطع باستحالة وجود سرعة تضاهي الضوء أو تفوقه، ولكن هناك فريق واسع من العلماء يؤكّد بأنّه من الاستحالة الإتيان بسرعة تضاهي الضوء أو تفوقه، إنّما هي حالةٌ أنيّةٌ ومؤقّتة، والتقدّم العلمي حسب علماء آخرين سيفرز وسيتوصّل في يوم ما في المستقبل القريب أو البعيد إلى سرعات توازيه؛ بل وستفوقه بأضعاف مضاعفة، ويؤكّدون بأنّ المسألة ما هي إلّا مسألة وقت لا أكثر أو أقل، أمّا فيما يتعلّق بسرعة الضوء التي تمّ قياسها بدقة متناهية، فما جاءت هذه القياسات الدقيقة إلّا حتّى وقتٍ متأخّر من تاريخنا الحديث، وتحديداً في عام ألفٍ وتسعمائة وخمسة ميلاديّة على يد العالم الفيزيائي الأشهر ألبرت أينشتاين.
لقد كان العلماء العرب في القرن السادس الهجري أوّل من أكّد على أنّ سرعة الضوء أكبر بكثير من سرعة الصوت، ثمّ جاء العالم أولي رومر في عام ألف وستمائة وستة وسبعين ميلاديّة ليؤكّد ويبرهن بأنّ الضوء يسير بسرعة ثابتة لا تتغيّر، ولكنّه عجز على أن يضع قياساً دقيقاُ لهذه السرعة، حتّى جاء ألبرت أينشتاين ليضع معادلته المشهورة في النسبيّة، والّتي حسبت بدقّةٍ متناهيةٍ سرعة الضوء الحقيقية.
ومع الاكتشافات الهائلة فيما يخصّ علوم الفضاء، فقد اكتشف العلماء مجرّاتٍ تبعد عنّا مسافات فلكيّة لا تستطيع الحسابات العادية أن تحتويها أو أن تصفها بالأرقام والمقاييس التقليدية، فأصبحوا يطلقون كمّا ومقياساً جديدين لوصف واحتساب المسافات البعيدة جداً، وكانت وحدة القياس الجديدة هذه هي المسافة التي يقطعها الضوء في زمنٍ ما، ومن المعلوم لنا حاليّاً بأنّ سرعة الضوء تبلغ ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية، فأصبحوا يشيرون على سبيل المثال إلى كوكبٍ ما في الفضاء البعيد بقولهم إنّه يبعد عنّا مسافة خمسين سنة ضوئية، وهم يقصدون بذلك أنّه يبعد عنّا مسافةً يلزم الضوء مدّة خمسين عام لكي يقطعها ويصل إليها.
والشّمس التي ندور حولها تعتبر قريبة جدا منّا نسبيّاً؛ حيث إنّها لا تبعد عنّا سوى ثماني دقائق ضوئيّة، بما معناه أنّ الضوء يلزمه مدّة ثماني دقائق ليقطع المسافة من الشّمس إلى كوكب الأرض، وإذا ما علمنا بأنّ هناك أمكنة في الفضاء تبعد عنّا ملايين السنوات الضوئيّة، أصبحنا نتفهّم ذلك الفريق من العلماء الّذين يؤكّدون بأننا في زمنٍ قادم ما سوف نسير بسرعات تفوق سرعة الضوء آلاف المرّات، حتّى يتسنّى لنا الوصول إلى تلك الأجرام المتناهية في البعد عنا، “ربّنا ما خلقت هذا عبثا”، صدق الله العظيم.