من أين ياتي ضوء القمر
يقع العالم الذي نعرفه بأجزائه التي نراها ولا نراها ضمن مجرّة تُدعى مجرّة درب التبّانة، وتحتوي هذه المجرّة على عدّة كواكب، ونجوم، وأقمار، وأجرام سماوية، مثل الأرض التي تعد كوكباً وغيرها مثل المريخ والزهر، كما وتعد كل الأجسام الموجودة في الفضاء غير المصنّفة ضمن مجموعة الكواكب، أو النجوم، أو الأقمار أجراماً سماويّة، وأقرب المجموعات التي عددناها للأجرام هي الأقمار فيقال القمر هو جرم سماوي، وسنتحدّث هنا عن القمر الذي نراه بالعين المجرّدة ونحن في أي مكان من الأرض، هذا القمر هو أقرب الأقمار للأرض وأكبرها ويعتبر القمر الوحيد التابع لكوكب الأرض، كما ويعد أكبر الأقمار في المجموعة الشمسيّة وذلك في حال مقارنة حجمه مع الكوكب الذي يتبع له.
شغل القمر علماء الفلك منذ القدم، حيث يمتلك وجودا عميقاً في أساطير الأولين، ولو أنّ ه الأساطير كانت غير محكمة تماماً إلا أنّها كانت أساساً لتفسير ظواهر علميّة أشهرها المد والجزر، حيث كانت الأسطورة تقول أن إله القمر وإلهة البحر يحبان بعضهما البعض، لذلك كان ذلك السبب هو العامل المؤدي إلى الجذب والبعد بين القمر والبحر.
وفي علم الفلك تم اكتشاف أن ظاهرة المد والجزر تعتمد على جاذبية القمر وجاذبية الأرض معاً، ثمّ تتالت الدراسات على القمر مع تطوّر العلم فتم دحض النظريّة القائلة بأنّ القمر منير في ذاته، وأنّ الأرض هي مركز المجرّة، وتم اثبات أنّ القمر هو جسم مظلم داكن قادر على عكس الضوء، وهو يعكس ضوء الشمس الساقط عليه ليبدو وكأنّه منيراً، وتمّ اكتشاف أنّه يدور حول الأرض وهو يحافظ على وجه واحد موجّه نحوها، والأرض تدور حول الشمس، فيكون بدراً عندما تفسح الأرض المجال لنور الشمس لكي يسقط عليه بشكل كلّي، ونصف بدر عندما تحجب نصف ضوء الشمس عنه، وهلالاً عندما تُبقي له مساحةً خطيةً من الضوء لتسقط عليه، ويصبح محاقاً غير مرئي عندما تحول الأرض بينه وبين ضوء الشمس، فيعود لوضعه الأصلي دون أي نور يسقط عليه فلا يعكس شيئاً بما أنّه مظلم فلا يُرى، وعندما يصبح القمر بين الأرض والشمس وهذه من الحالات القليلة الحدوث فإنّه يتسبّب في ظاهرة كسوف الشمس، حيث لا يصل النور إلى الأرض في وضح النهار فيتحوّل النهار إلى ليل في منتصف اليوم المفترض أنّه صباحاً.
ويمتاز القمر بتأثيره الكبير على الأرض حيث يتحكّم في ظواهر عدّة كما ذكرنا سابقاً كالكسوف، والمد، والجزر، ويساعد أيضاً في حفظ نسبة جاذبية الأرض مع مع إبقائها في مكانها بنسبة معيّنة بسبب التجاذب بين القمر، والأرضن والعوامل الأخرى .