من أخطر المشكلات التي تواجه الحياة الزوجية
من أخطر المشاكل التي تجابه العائلة خصوصا في بدايتها قضية ضياع الثقة بين الزوجين، والتي مردها في الدرجة الأولى إلى الكذب – ولو في بعض الأحيان- من واحد من الزوجين بوازع أن هذا كذب أبيض، وذلك في الحقيقة له نفوذ هائل على الحياة الزوجية
إن قيام واحد من الزوجين بالكذب على الآخر اعتمادا على ما روته أم كلثوم فتاة عقبة رضي الله سبحانه وتعالى عنها أفادت: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم رخص في شيء من الكذب سوى في ثلاث: (الرجل يقول القول يرغب في به الإصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يصدر امرأته والمرأة تتم قرينها). البخارى مع الفتح ( 5299) لمن أقوى الموضوعات فتكا بالحياة الزوجية، فالزوجة عندما تكذب على قرينها إنما تزرع الشك في قلب قرينها، فلا يثق بكلامها ولا بتصرفاتها وأفعالها، فيشدد الرقابة عليها ويبدأ يحاسبها على كل ما ينشأ منها تشييد على قاعدة الشك المترسخة في ذاته، فتتحول حياتهما بهذا إلى جحيم لا يطاق. والزوج عندما يقدم على مثل ذلك الشأن مع قرينته إنما يدفعها دفعا إلى التفكير في أمور إعتاده بالنكد والعيش المرير. وكل هذا إنما نتج عن الاستيعاب الخاطئ للحديث الماضي .
الإسلام لم يكن في يوم من الأيام سببا لهدم الأسر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في يوم من الأيام ليرشد إلى أمور تهدم العائلة وتنغص معيشتها، ولكن الإشكالية تكمن فيمن يستعمل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يدرك معناها ويدرك مغزاها.
أن الكذب الوارد في الحديث الشريف ا لسابق له معنى آخر يعين على تشييد الحياة الزوجية لا على هدمها، إنه يدفع عنها مشكلاتها ويعين على استقرارها، وخذ مثالا على هذا عندما يمتدح الرجل قرينته ويذكر محاسنها وجمالها ولطفها ورقتها وعذوبتها أليس هذا الأمر الذي يعاون على تقوية علاقة الحب بين الزوجين؟ -حتى ولو لم تكن الزوجة على المستوى الذي أخبر به قرينها- إنه يدفعها إلى الرضى والتفاني في خدمته وبذل المزيد من التعب، فحب الثناء والمدح غريزة فطر عليها الإنسان خاصة السيدات. وعندما تقوم الزوجة بامتداح قرينها بأنه حسن الخلق موفق في رعاية أبناءه وبيته ذا شخصية قوية -وهو في الحقيقة على غير هذا- فإنها تكسب قلبه ايضا، وتشعره برضاها عن عيشتها معه، فتملأ قلبه بالحب لها والتقييم والتبجيل، ويكون هذا درءا لكثير من المشاكل . التوازن في موضوع الثقة أمر مهم ومطلوب وإذا كانت ضياع الثقة بين الزوجين الأمر الذي يتوعد الحياة الزوجية ويحولها إلى جحيم، فإن الإفراط في الثقة ايضاً له مضاره الوخيمة، فالتوازن أمر مطلوب ومحمود، والمصارحة مع عدم الغفلة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي دعامة التشييد في الحياة الزوجية.
إشارات وجود الثقة بين الزوجين
1- استظهار الأسرار والحق في الخصوصية هي احد السبل التي تؤدي الى الثقة بين الزوجين، وبذلك تكفل استقرار الحياة الزوجية
2- الصراحة هي أساس الثقة بين الزوجين، وهي العمود الفقري في معيشة دعائم حياة أسرية سليمة شاغرة من الشكوك والأمراض التي قد تهدد كيان العائلة بالانهيار
3- لا بد ان يعي الزوجين ان الثقة من الممكن أن تكون ورقة نقدية نادرة اذا وجدت بين زوجين متحابين، اذن إستيعاب تسير فى الاتجاه الصحيح لاقامة حياة زوجية امنة ومستقرة، ولكن لا مفر من التفرقة بين الثقة والغفلة؛ فالثقة تعني الاطمئنان الواعي الذي يرتكز على الحب والشعور بالأمان، لهذا يلزم على الزوجين ان يكونوا موضوعين في التداول، وان يتحمل كل طرف المسؤولية التامة عن تصرفاته، ولا يسعى إلقاء اللوم أو التبعية على الأخر، وإذا ارتكب واحد من الطرفين غير صحيح فليعترف به، وعلى كل منهما أن يخصص وقتاً كل يومً للحوار مع شريك حياته
4- الحاح احد الزوجين لمعرفة خصوصيات الطرف الأخر من المواقف التي تؤدي الى تدهور الثقة بين الزوجين، ودخول الشك في النفس، لهذا من الأمثل تقبل تفسيرات الطرف الأخر حتى ولو كانت غير مقنعة، وعدم افتعال المشكلات بذلك الأمر، كما ينصح ايضاً بعدم مسعى التعرف على بعض الأسرار من وراء الطرف الأخر او البحث في متعلقات الطرف
الأخر