منشورة عن اليوم الوطني , شعار اليوم الوطني
الوطن هو الحاضنة البشرية التي تحتضن كافة الناس الذين تربطهم علاقات وعادات وتقاليد ودين ولغة وإرث مشترك، فالوطن هو البوتقة التي تجمع كافة الناس وهو الغطاء الذي يغطيهم جميعاً بدفء وحنان ومودة وحب ورحمة وسلام فيقيهم من الأخطار الخارجية ومما يتهدد أمنهم ويحميهم من كل ما يهدد وجودهم وما يهدد كيانهم. وفي الحقيقية فلأنه لا يمكن إعطاء سبب واحد لحب الوطن إلا أن هناك العديد من الأسباب التي قد يحب الإنسان بها وطنه، فحب الوطن واجب والدفاع عنه أيضاً واجب، فالدفاع عن الوطن يكون برد أية شبهة من الشبهات قد تمس أمن الوطن بالإضافة إلى صون مقدرات الوطن وأبناء الوطن وعدم العبث به أو سرقته. كما أن الدفاع عن الوطن يكون بحمايته من أية أخطار خارجية قد تهدد كيانه.
حيث الوطن ينطلق أساساً من كون الوطن هو المكان الذي تدور أحداث الذكريات فيه، ففي كل زاوية وفي كل مبنى وعلى كل حبة رمل يشتم الإنسان عبق الماضي في وطنه، ويتذكر آباءه وأجداده الذين بنوا هذا الوطن بسواعدهم وبكل جهدهم وقوتهم، عندما يعي الإنسان هذه المسائل والأمور فإنه حتماً سيحب وطنه، فمن من الناس من لا يحب ذكرياته الجميلة ومن لا يحب حكل زاوية وقف فيها أو نظر إليها في صباه.
من أسباب حب الوطن أنه وكما قلنا فهو حاضنة الشعب الذين نشترك معهم في نفس الهموم والأفراح والمشاكل، فمن يعيشون معنا على أرض الوطن هم مثلنا تماماً لا يميزهم عنا ولا يميزنا عنهم أي شيء ومهما كان فالعادات واحدة واللغة أو الدين في الغالب تكون إما متنوعة تنوع قليل أو هي الغالبة، فالوطن جماله في فسيفسائيته وفي تنوع شعبه وغناه بالإرث الثقافي والتاريخي.
نحب أوطاننا لأنها حاميتنا ومن تدافع عنّا وقت الشدة ولكن الإنسان لا يقدر هذه النعمة إلا عندما يفقدها، فمن يتعاملون مع الوطن تعاملاً مادياً لا يعرفون الحب الحقيقي للوطن، فالوطن قد يكون بحجم مدينة صغيرة ولا يوجد فيه أي تنوع بيئي،، فعل يعني هذا أنه لم يعد هناك ما يجعلنا نحب وطننا ؟ وهناك من يتخيل الوطن على أنه كيس من العملات النقدية فما أن تتدهور الأحوال الاقتصادية وبشكل كبير جداً حتى يكفروا بهذا الوطن ويكفروا بجميله عليهم، فهم أنانيون يريدون فقط كسب المصالح دون تقديم شيء، لهذا فحب الوطن من المستحيل أن يكون نابع من الأحوال الاقتصادية الجيدة.