مقدمة وخاتمة عن الحسد , اذاعة مدرسية عن الحسد , اذاعة مدرسية عن الحساد
إذاعة مدرسية عن الحسد
الحمد لله العظيم الشأن، ذي القوة والجبروت والسلطان، والرحمة والستر والغفران، آثارُهُ أنارت العقول والأذهان، وآلاؤهُ عَلَّق بها القلوب والأبدان، فذلّت لخالقها العظيم، ورغبت بما عندهُ من الأجر والخير العميم، وما من شيء إلا يسبح بحمده، وما من مخلوق إلا سجد لعظمته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، وحبيبه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
الحسد مفرق الجماعات، ومخرب العلاقات، وسبب الحقد والبغضاء.
ولخطره الكبير علينا جميعًا، خصصنا هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) للحديث عن الحسد وخطره.
نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 109 – 112].
ثاني فقراتنا الحديث الشريف:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعُ في جوفِ عبدٍ مؤمنٍ غبارٌ في سبيلِ اللهِ وفيحُ جهنَّمَ ولا يجتمعُ في جوفِ عبدٍ الإيمانُ والحسدُ» حسنه الألباني.
ونقف مع كلمتنا الصباحية:
الحسد:
الحسد خلق ذميم، ومعناه تمني زوال النعمة عن المحسود، والسعي في إضراره حسب الإمكان، وهو الخلق الذي ذم الله به اليهود بقوله تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109] أي أنهم يسعون في التشكيك وإيقاع الريب، وإلقاء الشبهات حتى يحصلوا على ما يريدونه من صد المسلمين عن الإسلام، ولا شك أن الحسد داء دفين في النفس، وتأثيره على الحاسد أبلغ من تأثيره على المحسود، حيث إن الحاسد دائمًا معذب القلب، كلما رأى المحسود وما هو فيه من النعمة والرفاهية تألم لها، فلذلك يقال:
اصبر على كيْد الحسود فإن صبرك قاتله.
النار تأكل نفسها إن لم تجد مـا تأكله.
وقال بعض السلف: “الحسد داء منصف، يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود”.
هل تعلم ما هي أسباب الحسد؟!
أسباب الحسد:
الأسباب التي تؤدي إلى الحسد:
1- العداوة والبغضاء والحقد.
2- التعزز والترفع.
3- حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه.
4- ظهور الفضل والنعمة على المحسود.
5- حب الدنيا.
6- الكبر.
7- شدة البغي وكثرة التطاول على العباد.
8- المجاورة والمخالطة.
الحسد منهي عنه أشد النهي والتحذير في الكتاب والسنة:
النهي عن حسد المسلم:
قال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54].
وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 32].
وقال تعالى: ﴿ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ﴾ [الأنعام: 53].
وقال تعالى: ﴿ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109].
وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» رواه البخاري.
وعن الزبير بن العوام – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم: أفشوا السلام بينكم» صححه الألباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرًا ثم سدد وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد» صححه الألباني.
وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير، ما لم يتحاسدوا» رواه المنذري.
وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود».
ونختم بطرق إزالة الحسد:
طرق إزالة الحسد من القلب:
1- التقوى والصبر.
2- القيام بحقوق المحسود.
3- عدم البغض.
4- العلم بأن الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا والآخرة.
5- الثناء على المحسود وبرّه.
6- إفشاء السلام.
7- قمع أسباب الحسد من كبر وعزة نفس.
8- الإخلاص.
9- قراءة القرآن.
10- تذكر الحساب والعقاب.
11- الدعاء والصدقة.
ختامًا نقول: هنيئًا لكل من يضع رأسه على الوسادة، وهو صافي القلب، لا فيه غل ولا حقد ولا حسد لأحد، بل هو لين القلب متسامح.
“والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.