مقدمة عن شهر رجب , اذاعة عن شهر رجب , كلمة عن الأشهر الحرم
لا يصح في فضل شهر رجب أو عملٍ معين فيه حديث عن نبينا محمد صلي الله عليه وعلي آله وسلم .
ولا يختص شهر رجب بشيء عن بقية الشهور إلا أنه من جملة الأشهر الحرم التي أمرنا الله عز وجل فيها بترك ظلم النفس .
فكان الأْولي والأحري بكل مسلم أن يمتثل ما أمره الله عز وجل به من ترك جميع أنواع الظلم من شركٍ وبدع وكبائر ومعاصي , خاصة وقد أكثر الناس في شهر رجب من البدع والمحدثات , ولعل لجهَلتِهم وعامتهم بعض العذر بسبب ما يُلقي عليهم في وسائل الإعلام وغيرها من مسموع ومقروء ما يحتوي علي الأحاديث الباطلة والموضوعة في شأن رجب وغير رجب , خاصة وأن كثيراً من المتصدرين للفتوي والتأليف والتدريس ليس لهم علم ولا خبرة بعلم الحديث وكيفية الوقوف علي ما صح وما لم يصح , ومع ذلك يخوضون فيما لا يعلمون ويتكلمون فيما لا يحسنون وكان الأْولي بهم أن يقفوا ويتثبتوا ويسألوا أهل الذكر وأهل العلم بالحديث قبل أن ينسبوا إلي رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وسلم وإلي دين الله عز وجل ما ليس منه , وقد كفاهم أهل العلم لو كانوا يبحثون ويقرءون , فها هو الحافظ ابن حجر رحمه الله من مئات السنين قد صنف رسالة سماها ” بيان العجب في فضل شهر رجب” بيَّن فيها أنه لا يصح في فضل رجب حديث عن رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وسلم , فهل بعد ذلك نكابر ونعاند ونعيد في الكلام ونزيد أهـ.
ما جاء في صوم رجب
عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال :
سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول : كان رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وسلم يصوم حتي نقول : لا يفطر . ويفطر حتي نقول : لا يصوم (رواه مسلم )
قلت : يستفاد من كلام سعيد بن جبير رحمه الله أن رجب لا يختص بصيام بعينه ولكن إن كان للإنسان عادة في الصيام كمن يصوم الاثنين والخميس , أو ثلاثة أيام من كل شهر سواء كانت في وسط الشهر أو متفرقة , أو كان من المكثرين من الصيام دون تحري أيام معينة , أو كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ونحو ذلك مما يختلف من شخص لآخر , فهذا يشرع له أن يصوم في شهر رجب كما يصوم في سائر الشهور .
أما أن يخص شهر رجب بصيام خاص به كمن يترك صيام الاثنين والخميس طوال العام ويصومهما في رجب , أو يصوم شهر رجب كله ويصله بشعبان ورمضان , أو يصوم أوله أو يوم معين منه لأنه من رجب , فهذا هو الذي لم يصح , ويعتبر بدعة من البدع , ومحدثة من المحدثات .
صلاة الرغائب في رجب
وهي ثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء أول خميس من رجب لها قراءة مخصوصة وتسبيح مخصوص يخالف غيرها من الصلوات .
وقد نقل العز بن عبد السلام رحمه الله أنه لم يكن في بيت المقدس قط صلاة في رجب ولا صلاة نصف شعبان , فحدث في سنة 448 هـ أن قدم عليهم رجل من نابلس يعرف بابن الحي , وكان حسن التلاوة فقام فصلي في المسجد الأقصي ..إلي قوله : ثم استقرت كأنها سُنة إلي يومنا هذا أ هـ.
وحديث صلاة الرغائب حديث موضوع كما بينه الحافظ العراقي وابن الجوزي وغيرهما كثير من أهل العلم رحمهم الله .( انظر السنن والمبتدعات ).
الإسراء والمعراج
ومن البدع :
قراءة قصة المعراج , والاحتفال لها في ليلة السابع والعشرين من رجب , وتخصيص بعض الناس لها بالذكر والعبادة بدعة .
والأدعية التي تقال في رجب وشعبان ورمضان كلها مخترعة مبتدعة , ولو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة والسلف الصالح , والإسراء لم يقم دليل علي تحديد زمن الليلة التي وقع فيها , ولا الشهر الذي وقع فيه , ولا يصح في تحديدهما شيء عن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم ( انظر السنن والمبتدعات ) .
صلاة ليلة المعراج
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في صلاة ليلة سبع وعشرين من شهر رجب وأمثالها : هذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام .
كما نص علي ذلك العلماء المعتبرون , ولا ينشيء مثل هذا إلا جاهل مبتدع .أهـ
وكثير من الأخبار والقصص التي تنسب إلي وقوعها في شهر رجب هي كذب وافتراء ولا تصح
( انظر السنن والمبتدعات ) .