مقدمة اذاعة عن يوم الاستاذ , إذاعة مدرسية كاملة عن يوم المعلم , كلمة صباحية عن يوم المعلم
الحمد لله الذي جعل في قلوبِ الصادقين للإيمانِ طعمًا وحَلاوة، أحمد ربِّي وأشكره كما يَليق به سبحانَه، وأشهَد أن لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريكَ له جعلَ للذين أحسنوا الحسنى وزيادَة، وأشهد أنّ سيِّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله له الحبُّ والتعظيم والتوقير والسّيَادَة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أولي الفضل والرِّيادة.
أما بعد:
المعلم كلمة جميلة تحمل معنًى خاصًا في نفس كل طالب.
ونحن في هذا اليوم (………..) الموافق (………..) من شهر (………..) لعام (………..) يشرفنا أن نخصص هذا اليوم للحديث عن المعلم؛ فهيا بنا.
أولى الفقرات القرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا * يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب: 44 – 48].
وثاني فقراتنا الحديث الشريف:
الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء» رواه البخاري.
ونصل إلى الكلمة الصباحية:
المعلم الداعية:
يقول أحد المعلمين: جاء صاحبي في الموعد المحدد، وأبدى رغبته في أن يكون حديث هذا المجلس عن أجل صفة يحملها المعلم، وأبرز سمة يتخلق بها، وأرفع وسام يعتز به، ذلك أنه في حقيقة الأمر معلم الناس الخير، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما بعثت معلمًا». إن حديثنا عن ذلك المعلم الداعية فنقول له:
أخي المعلم، لاشك أن عملك جزء من الدعوة إلى الله تنال به – بإذن الله – أجرًا عظيمًا، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: » من دل على خير فله مثل أجر فاعله» متمثلاً قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
واعلم أن مهنتك هي أفضل المهن، فهي وظيفة الرسل، وطريق خصبة للدعوة إلى الله تعالى، فاجعل غايتك تقوية الإيمان في نفوس أبنائك الطلاب، وكن مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، حارب الأفكار والأباطيل والشبهات التي تلتبس على طلابك، وعالجها معالجة الطبيب الحكيم، ولا تكن مكتوف اليد أمام سيل الانحراف والفساد الذي يتسرب إلى طلابك في أفكارهم وسلوكهم.
أخي المعلم: أخلص نيتك لله عز وجل حين دعوتك الطلاب، ليكن سمتك إسلاميًا في قولك وفعلك وسلوكك، متمشيًا مع روح الإسلام ومبادئه، استخدم درسك لتثبيت العقيدة مساهمة منك في تكوين الشخصية الإسلامية، مثال ذلك: في درس التاريخ لا تكتف بسرد الأحداث تاريخيًا، وإنما استخلص منها سنن الله في الكون التي تسير عليها الأمم، وأن تقدم الأمم وتأخرها إنما يتبع هذه السنن.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].
ومن السنن الإلهية: تقرير أن الإيمان والتقوى سبيل في جلب بركات السماء والأرض، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
فالإيمان والتمسك بهذه الأخلاق طريق للنصر والعزة، والتخلي عنها وجحود النعمة طريق إلى زوال الأمم واندثار الحضارات.
ومدرسو الجغرافيا والفلك يعلمون الطلاب أن الكون الذي نعيش فيه منسق ومنظم بقدرة الله، ومدرس العلوم يذكر الحقائق العلمية التي تبين قدرة الله سبحانه وتعالى وحكمته، ومن خلال ذلك يعمق الجوانب الإيمانية في طلابه.
ومدرس الرياضيات يستطيع أن يربط بين العلميات الرياضية وزكاة الأموال وحساب المواريث، ويستطيع أيضًا أن يشرح قوانين الاحتمالات التي يستخدمها في إثبات أن احتمال وجود هذا الكون بكل ما فيه من تنظيم وتنسيق وترتيب – مصادفة – دون خالق إنما يساوي صفرًا. وبالتالي يؤكد ويقرر حقيقة الإيمان بالله تعالى، وأنه خالق الكون وموجده.
“اكسب معلمك أولاً” هي فقرتنا القادمة:
اكسب معلمك أولاً
المعلم هو قطب رحى العملية التربوية التعليمية، وصناعة التفوق تمر أولا عبر كسبه، والتعرف عليه من خلال:
♦ الحضور المبكر.
♦ احترامه وتقديره.
♦ معرفة ما يريحه ويزعجه.
♦ معرفة نوعية أسئلته ( صح وخطأ.. اختيارات متعددة.. مقالية.. إلخ) وما الذي يفضله منها.
♦ إشعاره بأهمية مادته.
♦ إحضار الكتاب.
♦ المشاركة.
♦ الإنصات.
♦ الحرص على المقاعد الأمامية.
♦ النظر إليه حين الشرح.
♦ التبسم في وجهه.
♦ عدم تأخير كراسة الواجبات.
♦ الاهتمام بكراسة الفصل.
♦ عدم الانشغال عنه.
ونستمع إلى هذه الآداب:
من آداب المعلم للعلم
(1) ينبغي للمعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله، ولا يطلب بعلمه منزلة عند الناس.
(2) ينبغي له أن يتخلق بالفضائل كالجود والحلم والصبر والوقار والسكينة.
(3) يجب أن يحرص على أن يراه تلاميذه مكثرًا لذكر الله، مقبلاً على تنفيذ أوامر ربه، ويحذر من الرياء والحسد والعجب واحتقار الغير.
(4) يجب أن يرفق بمن يتعلم منه ويحس إليه، وأن يبذل له النصيحة والعون.
(5) يجب عليه أن يؤثر تعليم تلاميذه على مصالحه التي ليست بضرورية، وأن يفرغ قلبه من كل الشواغل في حال جلوسه معهم، وأن يعطي كل إنسان منهم ما يليق به، فلا يكثر على من لا يحتمل الإكثار، ولا يقصر مع من يحتمل الزيادة، ويثني على من ظهرت نجابته، ما لم يخش عليه فتنة كإعجابه بنفسه، ومن قصر عنفه تعنيفًا لطيفًا ما لم يخش عليه تنفيره، وبذلك يعود على المعلم في الدنيا الثناء الجميل، وفي الآخرة الثواب الجزيل.
“كيف يكون المعلم داعية” هي فقراتنا القادمة:
كيف يكون المعلم داعية؟
ما هي الأشياء التي يتبعها المعلم ليكون معلمًا ناجحًا؟
♦ إعداد الدروس.
♦ مواجهة الفصل لأول مرة.
♦ الابتداء بالدروس.
♦ المحادثة مع طالب الفصل.
♦ تعرُّف الطلبة.
♦ الانضباط في الفصل.
♦ عرض الأفلام التعليمية.
♦ توجيه الأسئلة للطالب.
♦ نهاية الدروس بصيغ جيدة.
♦ إعطاء الواجب المنزلي.
♦ إعداد التقارير عن أداء الطلبة.
♦ مقابلة أولياء الأمور.
ونختم بهذه الفتوى:
حكم التصفيق والقيام للمعلم
س: سئل فضيلة الشيخ: ابن باز – رحمه الله – هذا السؤال: في بعض المدارس إذا أحسن التلميذ في شيء ما فإن زملاءه يصفقون له، كما أن التلاميذ يقومون للمدير أو المدرس إذا دخل الفصل.. فما حكم ذلك؟
ج: التصفيق مكروه كراهة شديدة، وهو من زي الجاهلية، ومن صفات النساء؛ قال الله – عز وجل – في وصف الكفار: ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأنفال: 35]، قال المفسرون رحمهم الله: المكاء الصفير، والتصدية التصفيق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نابكم في الصلاة شيء فليسبح الرجال وليصفق النساء»، وفي لفظ آخر: «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» متفق عليه، وهكذا القيام للأستاذ من الطلبة وهم في أماكنهم مكروه كراهة شديدة؛ لقول أنس رضي الله عنه عن الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين -: «ما كان أحد أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا لا يقومون له إذا دخل؛ لما يعلمون من كراهته لذلك». لكن إذا قام طالب أو غيره لمقابلة الداخل والسلام عليه ومصافحته، فلا بأس بذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين -: «قوموا إلى سيدكم» رواه البخاري؛ يعني بذلك: سعد بن معاذ رضي الله عنه لما جاء للحكم في بني قريظة وكان صلى الله عليه وسلم يقوم لابنته فاطمة رضي الله عنها ويأخذ بيدها ويقبلها، وكانت رضي الله عنها إذا دخل عليها – عليه الصلاة والسلام – قامت إليه وأخذت بيده وقبلته.
ولما تاب الله سبحانه على الثلاثة الذين خلفوا وهم كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، وصاحباه، وجاء كعب إلى المسجد، والنبي صلى الله عليه وسلم.
جالس في أصحابه، قام إليه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وصافحه وهنأه بالتوبة، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر، ولم ينكر ذلك عليه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والله ولي التوفيق.
ختامًا نقول: من الصعب الحديث عن المعلم وفضله وأدبه في يوم إذاعي واحد، لكن كما يقال: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته