معني موسوعة جينيس
كثرت الإنجازات البشرية في الآونة الأخير، حيث تنوعت هذه الإنجازات بين الإنجازات العلمية والإنجازات الرياضية والإنجازات الثقافية والإنجازات الفنية والإنجازات الجسدية وإنجازات الخدمات العامة للناس. وبسبب كثرة هذه الإنجازات وتسابق الناس لإظهار قدراتهم مدفوعين بغريزة التفوق والبروز والسطوع والشهرة، جاءت الحاجة لتسجيل كل الإنجازات والأرقام القياسية في مكان واحد وضمن معايير محددة.
موسوعة جينيس للأرقام القياسية هي سجل سنوي تسجل فيه كافة الإنجازات والأرقام القياسية التي تم تحقيقها وتخطيها خلال عام واحد، وهو من أشهر السجلات بيعاً في العالم نظراً لما يتمتع به من مصداقية عالية بسبب اتباعه طرقاً معيارية صارمة لاختيار من سيتم تسجيلهم في هذه الموسوعة السنوية.
تصدر موسوعة جينيس سنوياً بلغات عديدة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية والعبرية والإسبانية والروسية والهنجارية والبلغارية واليونانية والصينية وغيرها العديد من اللغات من مختلف أرجاء العالم، وتحتوي هذه الموسوعة على أرقام قياسية في كافة المجالات قد تصل إلى أكثر من 65 ألف رقم قياسي، كما أن هذه الموسوعة من أكثر الموسوعات والسجلات والكتب مبيعاً على مستوى العالم.
في منتصف القرن المنصرم بدأت الفكرة بالظهور عن طريق قصة حصلت مع صاحب مصنع المشروبات الروحية هيوج بييفر عندما اختلف مع أحد أصدقائه حول الطير الأسرع والمستخدم في الرماية، فدارت في خلده فكرة وضع أول موسوعة تجيب عن كافة الأسئلة والتي تدور حول الأسرع والأبطأ والأضخم والأصغر والأطول الأقصر، كانت هذه الفكرة مدفوعة بالعامل المادي الذي سيطر على لب هيوج بالنظر لكمية الأرباح التي سيجنيها جراء بيعه لنسخ هذه الموسوعة. فقد أوكل مهمة تصميم وإدارة الموسوعة إلى الثنائي “نوريس وروس” من بريطانيا لتصدر النسخة الأولى في العالم 1955 ميلادية، حيث تطورت الموسوعة بشكل كبير منذ الحين إلى أن حازت على علامة تجارية مسجلة، وأصبحت تحقق أرباحاً خياليا من بيعها لملايين النسخ على مستوى العالم. تمتلك هذه الموسوعة الآن مؤسسة “هيت” التي تعمل في المجالات الترفيهية.
تحتوي هذه الموسوعة على عدد ضخم من الأرقام القياسية كما أنها تحتوي على غرائب عدبدة كأصغر سيارة وأطول الأشخاص عمراً و أطول رمية في كرة سلة و أكبر صحن من المأكولات حيث امتاز العرب بهذا النوع من الأرقام القياسية، ولكن الملفت في الأمر هو أنّ الناس يتسابقون لتسجيل هكذا إنجازات، ويتسابقون لشراء هذه الموسوعة في حين أنّ هناك العديد من الإنجازات المهمة والتي لم تسجل ولم تحصل على حقها، مما يشي بطريقة أو بأخرى باهتمامات الناس وثقافاتهم.