معلومات عن ظهور الفلسفة
ليس من الممكن تحديد وقت بعينه لبداية الفلسفة، فالبشر بعد تأمين حاجاتهم الأساسية بدأت عملية التفكير تتطور لديهم لتصل لفعل التأمل والبحث والسؤال، وهذا بحد عينه نواة الفلسفة، ولكن يصطلح على تحديد الفترة التي بدأت فيها الفلسفة بالقرن السادس قبل الميلاد، وبعد ذلك استمرارها في الفترة الهلنستية حتى عصور الينونان في ذروتها.
بناءاً على هذا التحديد من الممكن القول أن الفلسفة بدأت مع فلاسفة اليونان القديمة ويقصد بالقديمة أي التي تعود لأكثر من قرنين قبل الميلاد، ظهر في هذه الفترات فلاسفة خلدّت أسمائهم حتى اليوم، أشهرهم بارميندس، ديمقريطس، وآخرين، تميز هؤلاء الفلاسفة بوضع حجر الأساس للتفكير الفلسفي وإقامة الأسئلة الثلاثة التي لازالت هي نفسها منذ عهدهم حتى يومنا هذا هي الطروح الفلسفية الأساسية في أي فلسفة وهي أسئلة تتعلق بوضع تفسيرات لل الوجود، المعرفة، والأخلاق.
ولكي يدعى أي مفكر فيلسوفاً يجب أن يقدم أطروحته الفلسفية التي تفسر هذه المشكلات الفلسفية الثلاث، ومن الممكن أن يتبنى أطروحة غيره ويبني عليها، وبالطبع من القدم حتى الآن تطورت الفلسفة بشكل هائل وأضافت أسئلة جديدة مع حفاظها على أهمية الأسئلة الكلاسيكية، وتتوالى عصور الفلسفة ضمن تقسيم يشتمل على : الفلسفة الكلاسيكية القديمة، الفلسفة اليوناينة وهناك من يسمّيها الفلسفة الكلاسيكية، ثم فلسفة العصور الوسطى بعد انقطاع شديد أصاب استمرار مسيرة الفلسفة، ثم التنوير، فالنهضة، فالفلسفة الحديثة، والفلسفة المعاصرة.
انقسمت الفلسفة لمدارس عديدة منذ نشأتها وذلك بسبب طبيعتها أساساً فهي ليست تابعة لنهج معين، ولكن فعل التفلسف بحد ذاته يمكن أن يصدر عنه تيارات لا نهائية، أشهر هذه المدارس الأفلاطونية القديمة، الأفلاطونية الحديثة وهما تابعتان لأفلاطون وتسمى أيضاً بالفلسفة المثالية، المدرسة التجريبية وهي تابعة لفكر أرسطو على الرغم من الاختلاف الهائل بين المثالية الحديثة والقديمة او التجريبية الحديثة والقديمة، ولكن تسمى هكذا تبعاً لنواة هذه المدارس، وعلى الرغم من اتصال خط سير التاريخ الفلسفي على اختلاف مدارسه وطبيعته التراكمية من حيث البناء أو النقد او التوافق وغيرها، فقد ظهرت مدارس فلسفية اعتبرت مستقلة حتى وهي مرتبطة بغيرها، وكان مؤسسي هذه المدارس قد برزوا كفلاسفة لما طرحوه من بنية فلسفية كاملة وشاملة ولها بنائها المنتظم، أهمهم الفيلسوف ديكارت، وكانت، وهيجل، وماركس، وسارتر. وهذه الأسماء على سبيل الذكر لا الحصر، وفي الفلسفة المعاصرة تميز البعض رغم صعوبة ايجاد مساحة للتميز بالفلسفة ضمن التاريخ الذي يبدو وكأن ليس هناك فكرة لم يتفلسف بها على أكثر من صعيد