معلقة طرفه بن العبد كاملة , شرح كامل معلقة طرفة بن العبد
معلقة طرفة
التعريف بالشاعر: هو طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان من بني بكر بن وائل ، شاعر مجيد يأتي في المرتبة الثانية بعد امرئ القيس وله بعد المعلقة شعر حسن وله ديوان مطبوع ، وقد قال الشعر صغيرا وأجاد فيه ، وحدث أن هجا عمرو بن هند فأعطاه رسالة إلى عامله بالبحرين يأمره فيها بقتله هو والمتلمس ، فأما المتلمس فقد نجا بعد أن فض الكتاب وعرف ما فيه ، وأما طرفة فقد أوصل الكتاب إلى العامل في البحرين ، فقال: اختر قتلة أقتلك بها ، فقال: اسقني خمرا فإذا ثملت فافصد أكحلي ، ففعل حتى مات فقبره في البحرين ، وكان أصغر الشعراء سنا ، إذ كان ابن عشرين سنة حين قتل.
1- لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ ** تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
المفردات: 1- أطلال : مفردها طلل ، وهي بقايا الديار بعد رحيل أهلها ، كبقية الرماد والحوض الذي تشرب منه الجمال ، والأثافي (التوافي باللهجة العمانية) والبعر وغيرها.
2- برقة ثهمد: اسم موضع
3- تلوح: تبدو وتظهر
4- الوشم : غرز ظاهر اليد وغيره بإبرة ثم حشو المكان بالكحل أو دخان الشحم حتى يخضر.
معنى البيت: هذا البيت هو أول بيت في القصيدة ويسمى المطلع ، ومنه يبدأ نظام القصيدة الجاهلية بالوقوف على الأطلال ، فالشاعر يبدأ قصيدته بذكر محبوبته (خولة) فيقول: إن ببرقة ثهمد وهو المكان الذي كانت تسكن فيه خولة قبل رحيلها آثارا وبقايا تكاد تنمحي لطول الزمان وتأثير الرياح وتغطية الرمال لها ، وهي في عدم وضوحها تشبه الوشم القديم الذي بقي منه شيء قليل غير واضح في ظاهر اليد.
2- وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ ** يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَلَّدِ
المفردات: 1- مطيهم: جمع مطية وهي الرواحل أو النوق “وسميت مطية لأنه يركب على مطاها أي ظهرها”[1].
2- أسى: حزنا
3- تجلد: اصبر
معنى البيت: في البيت تقديم وتأخير أدى إلى غموض المعنى والترتيب الطبيعي : (مطي صحبي تقف علي وقوفا ببرقة ثهمد) ، يقول: حين كنت أجلس أبكي على رحيل خولة في برقة ثهمد كان أصحابي يمرون علي في نوقهم ويقولون: لا تقتل نفسك يا طرفة بالحزن على الأحبة ، واصبر على فراقهم وتحمل بعدهم عنك.
3- وَفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنُ** مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ
المفردات : 1- أحوى: أسمر الشفتين
2- المرد : ثمرة شجرة الأراك
3- شادن: غزال استغنى عن أمه.
4- مظاهر: الذي يلبس عقدين.
5- سمطي: يعني سمطين وحذفت النون للإضافة ومفردها سمط : وهو الخيط الذي تنظم فيه حبات اللؤلؤ.
6- **رجد: حجر كريم.
معنى البيت: في الحي الذي رحلت عنه خولة (برقة ثهمد) غزال جميل أسمر الشفتين يتطاول بعنقه إلى شجرة الأراك فينفضها ويتساقط ثمر الأراك (المرد) وكأنه لكثرته حول عنقه الطويل -وهو يتساقط-عقدان من اللؤلؤ وال**رجد ، وهذه الصورة التي يراها الشاعر تذكره بخولة التي ترتدي عقدين من لؤلؤ و**رجد في عنقها الطويل.
4- وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاءَهَا ** عَلَيْهِ نَقِيُّ اللوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ
المفردات: 1- ألقت رداءها: بثت أشعتها
2- نقي اللون: مشرق
3- لم يتخدد: لم يتجعد ، مما يدل على أنها شابة صغيرة السن .
معنى البيت: إن الغزال التي شاهده الشاعر ذكره بحبيبته الراحلة ، فتذكر وجهها المشرق الذي يخلو من العيوب والحبوب والشامات وكأن الشمس أعارته أشعتها المشرقة التي تكون بلون واحد نقي ، وليس فيه أدنى تجاعيد أو غضون لأنها شابة يافعة في ريعان الشباب.
5- وَإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ*** بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
المفردات : 1- أمضي الهم: أقضيه وأصرفه
2- احتضاره : حضوره في النفس
3- عوجاء : الضامرة من الإبل ، وهي صفة تساعدها على الإسراع في الجري.
4- مرقال: الناقة السريعة
5- تروح: وقت الرواح وهو أول النهار.
6- تغتدي: وقت الغداة وهي أول الليل.
معنى البيت: ينتقل الشاعر بهذا البيت إلى ذكر الرحلة ووصف الناقة ، وهي المرحلة الثانية في نظام القصيدة العربية ، وقد بدأ الشاعر انتقاله هذا بذكر الهم الذي سببه رحيل خولة وكثرة البكاء عليها ، فقال بأنه يقضي همه الذي يعاوده ويحضر إلى نفسه على ناقة ضامرة سريعة تقطع به الصحاري والقفار فتنسيه الهموم ويستمتع بسرعتها ونشاطها في الصباح والمساء ، وذكر الوقتين ( الغدو والرواح) يدل على أنه يلازم ناقته في كل وقت ليتخلص من همومه. وفي البيت حسن تخلص من المقدمة الطللية إلى وصف الرحلة.
6- جَنُوحٍ دِفَاقٍ عَنْدَلٍ ثُمَّ أُفْرِعَتْ ** لَهَا كَتِفَاهَا فِي مُعَالًى مُصَعَّدِ
المفردات: 1- جنوح: تميل إلى جانب من شدة سيرها
2- دفاق: تتدفق في سيرها سرعة
3- عندل: عظيمة الرأس
4- أفرعت : رفعت
5- معالى : مرتفع
6- مصعد : صاعد
معنى البيت : يواصل الشاعر وصف ناقته التي يتخلص من الهموم على ظهرها ، فيقول : هي ناقة تميل إلى جانب من شدة سيرها وتتدفق تدفقا ، ثم يذكر خلقتها فيصفها بأنها كبيرة الرأس مرتفعة الظهر عن الأرض كثيرا ويزيدها ارتفاعا ارتفاع كتفيها فوق الظهر المرتفع ، وكل هذه الصفات مما يؤهلها للسرعة والقوة.
7- عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِي** أَلا لَيْتَنِي أَفْدِيكَ مِنْهَا وَأَفْتَدِي
المفردات : 1- أمضي: أرتحل
2- أفديك: أخلصك
معنى البيت: يقول الشاعر بعد أن ذكر صفات ناقته : على مثل هذه الناقة القوية والنشيطة أرتحل إذا ضاق صدري بالهموم والأحزان ، وحينها يتمنى صاحبي لو يستطيع تخليصي من همومي حتى لا أخاطر بحياتي في الصحراء الخالية ، فيقول صاحبي: لو كنت أستطيع تخليصك من همومك لخلصتك (أفديك) وخلصت نفسي أيضا من مخاطر السفر في الصحراء ، وقد يكون الضمير في (منها) يعود إلى الصحراء [2] ، فيكون المعنى: أخلصك من الصحراء ومشقتها وأخلص نفسي.
8- وَتُضْحِي الجِبَالُ الغُبْرُ حَتَّى كَأَنَّهَا ** مِنَ البُعْدِ حُفَّتْ بِالمِلاءِ المُعَضَّدِ
المفردات: 1- تضحي : من أخوات كان.
2- الغبر: جمع غبراء وهي المتربة ،وفيه إشارة إلى بيئة الصحراء التي يلازمها الغبار.
3- حفت : أحيطت
4- الملاء: الرداء
5- المعضد : الممزق والمقطع
معنى البيت : حين يمضي الشاعر بناقته في الصحراء الواسعة فإنه يشاهد الجبال البعيدة التي يحول الغبار دون وضوحها ، كأنها قطع رداء ممزق لفرط بعدها وتغطية الغبار لها ، أو يشبه الغبار بقطع الرداء الممزق التي تلف الجبل فلا يرى منه إلا ما ظهر من خلال ثقوب الرداء
9- إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتًى خِلْتُ أَنَّنِي ** عُنِيتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ
المفردات: 1- خلت: ظننت
2- عنيت: قصدت
3- أتبلد : أكسل
معنى البيت: إذا قال القوم من فتى شجاع يستطيع أن يدفع عنا الأذى والشر ، ظننت أنني المقصود لأنني أجد في نفسي الكفاية لحمايتهم والدفاع عنهم دون كسل ولا بلادة.
10- وَإِنْ يَلْتِقِ الحَيُّ الجَمِيعُ تُلاقِنِي ** إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الرَّفِيعِ المُصَمَّدِ
المفردات: 1- يلتقي: يجتمع
2- الحي: القوم في القرية
3- ذروة: قمة
4- البيت الرفيع: الشريف
5- المصمد: الذي بلغ غاية الشرف
معنى البيت: يفخر الشاعر بنفسه فيقول : إن اجتمع الناس جميعهم في الحي ليروا أيهم أشرف وأعز مكانة ، وجدوني أنا أعلاهم شرفا لأنني أنتمي إلى بيت بلغ القمة في السؤدد والشرف.
11- فَإِنْ تَبْغِنِي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي ** وَإِنْ تَقْتَنِصْنِي فِي الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ
المفردات: 1- تبغني: تطلبني وتبحث عني.
2- حلقة القوم: مكان اجتماعهم للنقاش والتشاور وغيرها من الأمور الجادة في الحياة.
3- تلقني: تجدني
4- تقتنصني: القنص هو الصيد ، والمراد تبحث عني.
5- الحوانيت: جمع حانوت وهو دكان الخمر.
6- تصطد: تصطادني ، والمراد تجدني.
معنى البيت: يقول الشاعر : أنا أخلط بين الجد والهزل وأشارك كل الناس في حياتهم فإذا بحثت عني في مواطن الجد حيث يجتمع الناس للمشاورة والنقاش ستجدني معهم ، ولوبحثت عني في دكاكين الخمور وجدتني هناك مع اللاهين والعابثين.
12- وَمَا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِي ** وَبَيْعِي وَإِنْفَاقِي طَرِيفِي وَمُتْلَدِي
المفردات: 1- تشرابي: كثرة شربي
2- طريفي: مالي الجديد التي أكتسبه
3- متلدي: مالي القديم الذي ورثته
معنى البيت: لم أزل أكثر من شرب الخمور والتلذذ بها ، ولم أزل أبيع مالي الجديد المكتسب والقديم الموروث وأنفق ثمنه في اللهو والعبث شرب الخمر.
13- إِلَى أَنْ تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا ** وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
المفردات: 1- تحامتني: تعصبت ضدي.
2- العشيرة : أصغر من القبيلة، وهم قومه الذين ينتمي إليهم.
3- أفردت: حبست وحيدا
4- المعبد: الأجرب
معنى البيت: ما زلت أشرب الخمرة وأنفق مالي لها حتى غضب عليَّ قومي فاجتمعوا ضدي وحبسوني وحيدا كما يحبس البعير الأجرب.
14- أَلا أَيُهَذَا اللائِمِي أَحْضُرَ الوَغَى ** وَأَنْ أَشْهَدَ اللَذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي
المفردات: 1- اللائمي: الذي يلومني ويعذلني
2- الوغى: الحرب
3- أشهد اللذات: أحضر مجالس اللهو.
4- مخلدي: تضمن لي الخلود
معنى البيت: يا أيها الذي تلومني بسبب خوضي الحروب وحضوري في مجالس اللهو هل تضمن لي الخلود في الحياة وتمنع عني الموت .
15- فَإِنْ كُنْتَ لا تَسْطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي ** فَدَعْنِي أَبَادِرْهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
المفردات: 1- منيتي: موتي
2- أبادرها: أعاجلها
3- ما ملكت يدي: مالي
معنى البيت: يا أيها اللائم إن كنت لا تستطيع رد الموت عني ولا تضمن لي الخلود في هذه الحياة ، فدعني أذهب إلى الموت عاجلا فإن لي موتة واحدة ، سأسعى إليها بخوض الحروب تارة وبإفناء كل مالي في اللهو تارة أخرى.
16- أَرَى العَيْشَ كَنْزًا نَاقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ ** وَمَا تُنْقِصُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدِ
المفردات: 1- العيش: الحياة
2- ينفد: ينتهي
معنى البيت: إن الحياة تشبه الكنز في غلاء ثمنها وهي ناقصة باستمرار كل ليلة ، ولا شك أن ما تنقصه الأيام وتتابعها والدهور وتعاقبها مصيره الفناء والانتهاء.
17- كَرِيمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ فِي حَيَاتِهِ ** سَتَعْلَمُ إِنْ مِتْنَا غَدًا أَيُّنَا الصَّدِي
المفردات: 1- يروي: يسقي نفسه حتى يرتوي
2- الصدي: العطشان.
معنى البيت: يستمر الشاعر في مخاطبته للعاذل فيقول: أنا رجل كريم النفس عزيز القدر وقد شربت الخمر حتى رويت منه ، فإذا مت سأموت ريان من الشراب وتموت أنت ظمآن ، وحينها ستعلم أيها العاذل أينا العطشان.
18- أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ وَيَصْطَفِي ** عَقِيلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ
المفردات: 1- يعتام: يختار
2- الكرام: علية القوم
3- يصطفي: ينتقي
4- عقيلة مال الفاحش: أفضل إبل الرجل البخيل
5- المتشدد : الشحيح الممسك
معنى البيت: إني أرى الموت لا يفرق بين الناس بل يأتي على الجميع ويختار أحسن الناس وأشرفهم ، وينتقي أحسن الأموال من الإبل ليقضي عليها لا يرده حرص الشحيح وحمايته لها.
19- لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ** لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ
المفردات: 1- لعمرك : العَمْر والعُمْر والعُمُر بمعنى واحد ويستخدم في القسم بفتح العين.
2- الطِّوَل: الحبل
3- المرخى: المطول طولا مفرطا
4- ثنياه: طرفاه
معنى البيت: والله إن الموت لا يخطئ الفتى ، ولو تأخر عليه فإنما مثله كمثل الحبل الطويل الذي تربط به الدابة وطرفاه في يد صاحبها فلا مفرلها منه، وكذلك الموت يقتاد الإنسان كأنه ممسك بطرفي حياته إن طالت أو قصرت فلا مفر من يده.
20- سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلا ** وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِدِ
المفردات: 1- تبدي: تظهر
2- لم تزود: لم تعطه أجرة ومقابلا
معنى البيت: إنّ تعاقب الأيام سيكشف لك صدق مقالتي وحكمتي التي ذكرتها ، وستعلم يقينا ما كنت تجهله من أمور الحياة التي سقتها لك من واقع تجربتي ، ستعلم ذلك دون أن تستأجر من يأتيك بالأخبار وتتكلف طلبته ، بل ستكون واضحة ظاهرة كالخبر المشاع والنبأ المذاع.
إعراب بعض الكلمات:
1- أطلال: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
2- وقوفا: حال منصوب من صحبي كما يقول الشنقيطي، أو هي مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير: يقف صحبي علي وقوفا ، وهذا يقتضي نصب مطيهم ، أو: تقف مطيهم علي وقوفا ، فترفع مطيُّ على أنها فاعل.
3- مظاهر: خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو مظاهر) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
4- وجهٍ: يصح أن تكون الواو قبلها واو رب فتكون مجرورة لفظا مرفوعة محلا على الابتداء ، والأقوى من حيث المعنى والسياق أن تكون معطوفة على (ألمى) في بيت يقول فيه: وتبسم عن ألمى ، والتقدير عن شفاه ألمى ووجه كأن الشمس… .
5- بعوجاء: الباء حرف جر ، وعوجاء اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
6- لم أتبلد: لم: حرف جزم ، أتبلد: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وحركت الدال بالكسرة لضرورة الشعر والروي المكسور.
7- ناقصا: نعت منصوب لـ(كنزا) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
8- ليلة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
9- لعمرك: اللام حرف ابتداء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، عمر: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. والخبر محذوف وتقدير الكلام: لعمرك قسمي.
10- جاهلا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
نظام القصيدة الجاهلية من خلال معلقة طرفة:
1- الوقوف على الأطلال (1-4): ذكر فيه محبوبته باسمها ومكان عيشها ، والأطلال الباقية من ديارها ووصفها وصفا حسيا وعقد تشبيهات منتزعة من الطبيعة كالشمس والغزال وشجر الأراك.
2- وصف الرحلة (5-8): عرض خلالها سبب الرحلة ووصف ناقته وصفا دقيقا ، وعرَّض بالطبيعة والصحراء والغبار ، ففتح بابا للرؤية المقاربة للحقيقة.
3- الفخر والمناقب (9-14): وفيها أعماله وأخلاقه وذكر ولعه بالخمر وإنفاقه المال في سبيلها ، وموقف عشيرته منه ، وما قاله له اللائمون.
4- الحكمة (15-20): سجل فيها موقفه من الحياة ونظرته إلى الموت والحياة ، وأنه آتٍ على الغني والفقير ، حتى لو طال العمر فالموت يمسك بحبل الحياة ويقتاد الإنسان إلى حتفه في الوقت المناسب، ويختتم معلقته معولا على الأيام في كشف صدق مقالته وحكمته.
حل أسئلة الشرح والدلالة صـ(20-21):
1- شبه الشاعر “أطلال خولة” ببقايا وشم:
أ- أذكر أركان التشبيه السابق.
· المشبه: أطلال خولة
· المشبه به: بقايا الوشم
· وجه الشبه: القدم وعدم الوضوح.
· الأداة: كاف التشبيه في كلمة (كـباقي).
ب- حلل وجه الشبه في الدلالة على حالة الشاعر لحظة وقوفه على الطلل.
يدل وجه الشبه على أن الشاعر يعيش لحظة من الحزن الغامر، لأنه وجد بقية ما يربطه بمحبوبته على وشك الغياب تحت تأثير الزحف الرملي ، والتقلب الجوي ، والغبار المطوق للمكان ، مما يولد شعورا في نفسه بانقطاع الأمل في عودة محبوبته ، وإمكانية اتصاله بها ، فيزداد بذلك كمدا يحتاج إلى وقفة أصحابه معه ليواسوه ويحثوه على الصبر والتجلد.
2- في البيت الثاني “نهي ثم أمر”:
أ- استخرجهما مبرزا دلالتهما على حال الشاعر.
· النهي: لا تهلك.
· الأمر: تجلد.
وهما يدلان على حاجته النفسية إلى المواساة المتراوحة بين الأمر بالتجلد والصبر ، والنهي عن الخضوع والضعف. فتكون مواساةً متعددة الطرائق ، ويتوقع أن يكون لها أثر كبير في تخفيف حدة المصاب ، وتهوين أمر النازل والفاجعة.
ب- “لا تهلك أسى” ، أعرب كلمة “أسى” مبينا علاقتها السببية بالهلاك.
أسى: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. والمعنى لا تهلك بسبب الأسى والحزن.
3- في البيتين الثالث والرابع تداخل بين صورتين: غزال ماثل للعيان ، وطيف حبيبة أمعنت في الغياب ، بين مظاهر التداخل بين الصورتين ودلالته النفسية.
من مظاهر التداخل:
· لون الشفتين: فكلاهما أسمر الشفتين.
· التطاول بالعنق عند الغزال يقابله طول طبيعي في عنق المحبوبة مما يدلل على قوامها الفارع.
· المزاوجة بين عقدين عند المحبوبة شبيه بتساقط المرد حول عنق الغزال الممتد.
· نقاء اللون وعدم التخدد سمة مشتركة بينهما تدل على الفتوة والنضارة ،وتدفق ماء الشباب في الوجه.
وأما الدلالة النفسية لهذه المظاهر فهي قوة استحضار المحبوبة وارتسام صورتها في مكونات الطبيعة من غزلان وشجر وشمس ، مما يؤكد التعلق الشديد القادر على تحويل الصورة الجامدة إلى متحركة فالمرد المتساقط عند الشاعر حب لؤلؤ يلمع في جيد خولة ، والتطاول بالعنق عنده قوام فارع وجمال بارع ، وشعاع الشمس يحوله إلى إشراق وجه ما مسته يد المشيب.
4- “وإني لأمضي الهم عند احتضاره”:
أ- أعرب ما تحته خط.
عند: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف ، احتضار: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف ، الهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
ب- اشرح عبارة “أمضي الهم”.
أقضي همي الذي يعاودني ويحضر إلى نفسي وأصرفه على ناقة ضامرة سريعة تنسيني أحزاني وهي تجوب بي في عرض الصحراء.
ج- استخرج صفات الناقة التي يمضي الشاعر “الهم عند احتضاره” وهل ترى أنها صفات تؤهلها لتخليص الشاعر من همومه؟ حلل ذلك في علاقة بما ورد في الأبيات (6-7-8).
صفات الناقة:
· عوجاء: ضامرة
· مرقال: سريعة
· جنوح: تميل إلى جانب لسرعتها
· دفاق: متدفقة في السير
· عندل: كبيرة الرأس
· أفرعت لها كتفاها: مرتفعة الأكتاف
· معالى: مرتفعة القوائم والجسم.
كل الصفات المذكورة تؤكد نجابة الناقة ونشاطها وسرعتها ولا شك أنه سيشغل بحركتها السريعة وتقويم مسيرها وكبح جماحها عن التفكير في أمر المحبوبة والهم ، إذ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، وإذا طرأ على الذهن أمران ، فكر في المهم منهما ولا شك أن ما يعايشه من تدفق الناقة وميلها لسرعتها ، يشغله عن أمر قديم بال هو كباقي الوشم في ظاهر اليد كما صوره الشاعر نفسه ، وإنما يعيد ذكريات الأحبة الخلوة وفراغ الذهن وهما ممتنعان في رحلة الشاعر بناقته النجيبة.
5- حلل الصورة الواردة في البيت الثامن ، وصغ من خلالها استنتاجا يعمق إجابتك عن السؤال السابق.
لقد أثارت الناقة الغبار، والريح من جانبها ألبست الجو ثوبا أغبر ، حتى أصبحت الرؤية غير واضحة وأصبح الشاعر يرى الجبال من بعيد كأنها قطع ممزقة من ثوب بالٍ أو أصبح يرى منها ما يظهر من ثقوب ثوب بال يلفها ، نستنتج من ذلك أن الشاعر اندمج مع الطبيعة المحيطة به حيث ينقل لنا تجليات الصورة كما تبدو من ظهر ناقته ، وانصرف عن همه وحزنه لما هو فيه من وصف الطبيعة القاسية التي اندمج فيها.
6- ما الغرض الشعري الذي تندرج تحته الأبيات من 9 إلى 12 ؟ الفخر وذكر المناقب.
7- رسم الشاعر من خلال الأبيات المذكورة سابقا بعض صفات الفتى الجاهلي ، عدد هذه الصفات وبين قيمتها في مجتمع الجاهلية.
· يجمع بين الجد والهزل
· النجدة والشجاعة.
· الفخر بالآباء
· المشاركة في المناسبات والمحافل.
· معاقرة الخمور وإنفاق المال في اللهو.
وهذه الصفات تعد ضرورية للفرسان في عادات المجتمع الجاهلي ، وبها تعطى القيمة للرجل منهم.
8- “ما زال……..إلى أن….تركيب ورد في البيتيو13:
أ- أفادت ما زال معنى الاستمرار والمداومة ، في حين أفادت “إلى أن” ، انتهاء الغاية الزمنية ، وضح بالرجوع إلى البيتين سبب (خلع) القبيلة للشاعر.
لقد داوم الشاعر شرب الخمر وإضاعة المال في اللهو ولم يستمع لنصح قبيلته ، ولما لم تجد سبيلا إلى رده عن سرفه وترفه ، حبسته وحيدا كنوع من الترويض ومحاولة للتخلص من إدمانه للخمر والسرف .
ب- بم شبه الشاعر نفسه بعد أن أفردته القبيلة. بين علاقة هذا التشبيه بخصائص البيئة المحلية (الجاهلية).
شبه الشاعر نفسه محبوسا ، بالجمل الأجرب الذي طلي بالقار وعزل عن غيره. وإنما استخرج الشاعر هذا التشبيه من واقع بيئته ، حيث كانوا يعمدون إلى حبس الجمل الأجرب حتى لا يعدي غيره ويطلونه بالقار ، وهذا يؤكد ما ذكر في درس خصائص الشعر الجاهلي من أنه ينتزع تشبيهاته من عالمه المادي.
9- احتلت الحكمة في معلقة طرفة حيزا هاما.
أ- استخرج الحكم الواردة في النص.
· الحياة كنز ينقص حتى ينتهي.
· الموت يأتي على الغني والفقير ويختار العزيز والوضيع.
· الموت لا يخطئ الإنسان إذا جاء أجله.
· حتى لو طال عمر الإنسان فإن مصيره الفناء.
· تعاقب الأيام يكشف المجهول ويعلم الجهول.
ب- بين خصائصها الأسلوبية.
· الوضوح
· الاشتقاق من البيئة
· استخدام أسلوب التيقن.
· نهج أسلوب الوعظ
· التركيز على الحياة والموت
ج- ما المعاني التي رَشَحَتْ بها هذه الحكم ، وما حظ ثنائية الموت والحياة منها؟
من المعاني التي أشار إليها طرفة في حكمه: الموت والحياة وحقيقة الفناء ، وعدم تأخر الأجل ، كل من عليها فان ، الأيام معلم بدون أجر. وقد استغرقت ثنائية الموت والحياة معظم الحكم الواردة ، عرضها الشاعر بطرائق مختلفة.
10- في النص قطبان :”قطب محوره “أنا الشاعر” “الفتي” “الكريم” ، “غير المتهيب من الموت” ، “المنشق على قيم القبيلة” ، وقطب ثان محوره “الآخر” القوم ، العشيرة ، اللائم … وضح من خلال ثنائية (الأنا) (والآخر) دلالة تمرد الشاعر وتفرده دون القبيلة بصفات الفتوة.
لكل إنسان شخصيته المستقلة وتفكيره الذي لا يزاحم ، ومن خلال تجارب الحياة تتكون لدى الإنسان نظرة للحياة وتصور عنها ، وتمرد الشاعر على قبيلته لأنها وقفت لتحول دون ما يراه هو ضرورة من ضرورات حياته الخاصة ، وفقا لقناعته التي أعلن عنها:
فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي ** فدعني أبادرها بما ملكت يدي
فهو يرى الإسراف والترف والخمر في سبيل الاستمتاع بالحياة أمرا ضروريا لأن المصير هو الموت للجميع ، فلا يستوي من كان له نصيب من المتعة والراحة والرفه ، ومن عاش حياة ملؤها الجد والفقر والشظف. ولذلك تمرد الشاعر على قبيلته حين منعته من بغيته ، مستجيبا لصرخة الأنا والذات ، مخلفا الآخر وراءه ظهريا ، فصادف منه حربا وحبسا وإفرادا جزاء تمرده ، فكان كالبعير الأجرب معزولا عن الناس.
11- في الأبيات ما يساعد على التعرف إلى بعض ملامح الحياة في الجاهلية. استخرج أهم مظاهرها من خلال وصف طرفة لبيئته الاجتماعية والطبيعية.
1- التنقل من مكان إلى آخر بدليل الوقوف على الأطلال. ( لخولة أطلال)
2- كثرة السفر عبر الصحراء. (أمضي الهم)
3- العلاقة الحميمة بين العربي والناقة قديما.( بعوجاء مرقال)
4- التعلق الشديد بالمرأة والبكاء لفراقها. (لا تهلك أسى)
5- انتشار شجر الأراك والغزلان. (ينفض المرد شادن)
6- الاجتماع في مهمات الأمور والتشاور والاتفاق. (حلقة القوم)
7- وجود حوانيت يجتمع فيها طلاب اللهو والترف. (في الحوانيت)
8- الجو غالبا يكون مغبرا والرمال متحركة باستمرار. (الجبال الغبر)
9- الجبال بعيدة عن المساكن حتى لا تكاد ترى. ( من البعد حفت بالملاء المعضد)
10- الفخر بالقبيلة والاعتداد بها ظاهرة اجتماعية ملفتة. (إلى ذروة البيت الرفيع)
11- الحروب أمر أساسي في قاموس الحياة الجاهلية ( أحضر الوغى)
12- الاعتقاد بالموت والفناء ( أرى الموت)