مصعب بن عمير
الصحابي الجليل مصعب بن عمير هو من قريش ومن أبناء سادتها له كنيته هي ( أبا احمد ) وهو من أخيار الصحابة رضوان الله عليهم واسمه هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب حيث كان قبل إسلامه في مكة من زينة شباب مكة وكان يحب العطر جداً وكانت أمه تحبه حباً كبيراً وتصرف عليه بسخاء حيث قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت (ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير) حيث كان ذو أناقة عالية وذو رائحة جميلة وكان ملبسه من حرير وناعم .
بدأ يتردد على دار الأرقم ابن أبي الأرقم لحبه للمعرفة وبعد ذلك شغف بكلام الله عز وجل وأسلم مصعب ودخل في دين الله وكان من السباقين إلى الأسلام وعندما أسلم أزال جميع لذائذ الدنيا من عليه وعاش بعد ذلك عيشة المؤمن الصابر الذي يريد الآخرة لا الدنيا ومد النبي يده وصافحه ومسح عن صدره أثار الجاهلية وأعلن إسلامه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أم الصحابي الجليل مصعب بن عمير ذات شخصية قوية وكان أبنائها يهابونها ويأتمرون بأمرتها ويخافون غضبها ويطلبون دائماً رضاها حيث قيل أن مصعب بن عمير عند إسلامه لم يكن يخشى أحد من قريش إلا أمه حيث كان يفكر كيف سيواجه أمه بالإسلام فأخذ بالآية الكريمة (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) فكتم مصعب إسلامه عن أمه إلا أن رجل من قريش اسمه عثمان بن طلحة رأى مصعب بن عمير وهو يدخل دار الأرقم فذهب بسرعة إلى أم مصعب وأخبرها أن ابنها أصبح من أصحاب محمد بن عبد الله وعندها لم ينكر الأمر مصعب بن عمير وأخبر امه وعشيرته أنه أسلم ودخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصبح رجل من المسلمين . وعندها حاولت أمه ثنيه عن ذلك إلا أنها لم تستطع ذلك وبقي على موقفه صامداً .
ومن عذاب قريش لهم جاء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجروا إلى الحبشة فهاجر مع المسلمين الهجرة الأولى إلى الحبشة وبقي في الحبشة فترة من القوت وبعدها عاد إلى مكة والتحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما عاد مر بقوم من المؤمنون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلبس ملابس مرقعه بالية فعندها قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد رأيت مصعباً هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله) . وبعد أن دخل رجال من يثرب في دين الله ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير داعية للإسلام معهم وكان بذلك يعتبر هو أول سفير في الإسلام وعندها خرج مصعب بن عمير مع ألأنصار الى المدينة المنوره يشرح للناس الدين الإسلامي . وأسلم كثير من الصحابة في المدينة المنورة على يديه .
في غزوة أحد كان الصحابي مصعب هو حامل لواء المسلمين حيث سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمل لواء المسلمين فأخذ اللواء مصعب بن عمير رضي الله عنه وفي تلك المعركة دافع الصحابي الجليل عن الرسول وحال دون وصول المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأستشهد مصعب في تلك المعركة وعند استشهادة قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب هذه الآية الكريمة ((رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُمْ مَنْ قَضى نحبَهُ وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبدِيلاً)) . وكان لقب مصعب بن عمير هو أول سفير في الإسلام وكان يقال له مصعب الخير.