مسرحية الخمسين !
من سمات النظام الحاكم أنه يخفي كافة الأمور الهامة التي لها صلة بالمواطن بحيث يصبح المواطن (كالأطرش في الزفة) ما عليه إلا أن يسير في قافلة (السايقا ذاااتو ما عارفا ماشة وين) والأمثلة على ذلك كثيرة لا تحصى ولا تعد بل أن الواقع يؤكد أن كل الأمور تدار بهذه العقلية التي يتم فيها تغييب المواطن تماماً .
قبل أشهر أعلنت السلطات المسؤولة عن القبض على تشكيل عصابي يقوم بتهريب كميات مهولة من الأوراق النقدية ذات الخمسين جنيها وقد جاء في الخبر أن الورقة المزورة قد تم تزويرها بصورة إحترافية عالية وأن كميات منها قد دخلت إلى البلاد حيث حذَّر حينها النائب العام عمر أحمد محمد، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر عند التعامل بالعملة فئة الخمسين جنيهاً، والتأكد من سلامتها، واعلن توقيف متهميْن على الحدود السودانية المصرية في معبر «أرقين» وبحوزتهما 315 ألف جنيه من العملة المزيّفة فئة الـ 50 جنيهاً ولم يكتف السيد النائب العام بذلك بل أشار إلى أن هناك مبالغ تقدّر بمئات الملايين من ذات الفئة تم تزييفها .
بعد ذيوع ذلك الخبر أعلن بنك السودان المركزي، إنه بدأ في توزيع أوراق نقدية (جديدة) ذات تصميم ولون مختلف من فئة 50 جنيهًا سودانيًا لتكون بديلة للورقة المزورة التي سوف يعمل على سحبها من المواطنين معللاً ذلك بأن هذه الأوراق النقدية المزيفة قد تسببت في زيادة السيولة وارتفاع الأسعار ، وهذا بالطبع هو الإجراء الطبيعي في مثل هذه الأحوال .
بعد هذه (المناظر) إنتشرت صورة للورقة الجديدة (البمبية) التي قيل أنه قد تم تزويدها بعدد من (علامات) الأمان التي تضمن عدم تزييفها مستقبلاً وإنتظر المواطنون (سحب الورقة القديمة) من الأسواق وسريان التعامل بالورقة الجديدة !
ولا تسأل عزيزي المواطن ماذا حدث بعد ذلك لأنو (ده ما من حقك) ، فالموضوع رغم (خطورته) على الإقتصاد (المبالغ المزورة تقدر بمئات الملايين) وتأثيره على معاش الناس (والجنية الكل يوم ضارب الواطة) إلا إنو (نام) وبقي الوضع كما هو عليه ، لا (خمسين جديدة) نزلت السوق ولا قديمة مزورة ذي ما قالو (لموها) والبنك المركزي عمل (أضان الحامل طرشة) .
العبد لله بصفته (مواطن ساي) عاوز يسأل أخواننا في البنك المركزي (الحصل شنو في الموضوع ؟) خاصة وإنكم قلتو بأن هذه الأوراق المزيفة قد تمت طباعتها بأعداد كبيرة مما تسبب في زيادة السيولة وإرتفاع الأسعار؟ ووعدتم بسحبها من المواطنين ؟ وأنكم سوف تحددون لاحقاً موعد إيقاف التعامل بالورقة النقدية القديمة (التي تم تزويرها) واعتبارها غير مبرئه للذمة.
إذهب عزيزي القارئ وقم بسحب أي مبالغ (إن وجدت) من حسابك البنكي ، ستفاجأ بأن البنك يقوم بإعطائك (الخمسين القالو مزورة ذاااتا) في حين من المفترض أن يقوم البنك بحجزها وإستبدالها بالجديدة (الما مزورة) في إجراء يتناغض تماماً مع ما أصدره البنك المركزي من (تعليمات) !
إن السكوت و(الطناش) و (الصهينة) عن المضي في إستبدال العملة التي (قيل) أنها مزورة (وبكميات كبيرة) بأخرى جديدة يجعلنا (نشك) بأن المسالة في مجملها ليست إلا مسرحية (تأجل عرضها) الهدف منها والدافع لها هو إعادة الكتلة النقدية إلى داخل الجهاز المصرفي، وإتاحة موارد تمويلية للبنوك بعد أن كادت أن تعلن إفلاسها وكذلك إعادة التحكم في هذه الكتلة بعدما (القصة فلتت) وأصبح هنالك خلل في حجم النقود التي أصبحت أضعاف الحاجة الفعلية للمواطنين (يطبعوا سااااي) !
كسرة :
بعد ده لا قديمة تنفع ولا جديدة تنفع !!
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 99 واو – (ليها ثمانية سنين وثلاثة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 58 واو (ليها أربعة سنوات وعشرة شهور).