همس القوافي

قصيدة المقهى الكبير , الشاعر عبدالرحمن العشماوي

غياب أحبتي عني ، حضورُ
فهم عندي وإنْ بَعُدَ المسيرُ

أصافحهم بإحساسٍ عميقٍ
وفي قلبي لهم شوقٌ كبيرُ

أحييهم بأوزان القوافي
وأحرفها فينتشرالعبيرُ

وكيف يغيب من سكنوا قلوباً
فهم فيها الجداولُ والزهورُ

وهم فيهاالمنابع والسواقي
وهم فيهاالسعادةُ والحبورُ؟

تسائلني الحبيبة وهي أدرى
لماذا حزنك الطاغي يثور

تقول: أراك مبتسماً بَشوشا
فكيف يفيض بالألم الشعور

لديك من الرضا والحب كنزٌ
فحظّك منهما حظ وَفير

تسائلني فقلت لها دعيني
فإن جناح أمتنا كَسيرُ

يطير بأمتي شرقٌ وغرب
وأمتنا الجريحة لاتطير

يُغير على مبادئها الأعادي
وتجّارُ الحروبِ ، ولاتُغيرُ

ألستِ ترين عالَمنا كمقهى
كبيرٍ بابُه بابٌ صغيرُ

تجمّع فيه تجارٌ كبار
ملابسُهم لها سَمْتٌ مُثير

يُجهِّز فيه قهوتهم عميلٌ
ويَصنع شايَهم لصٌّ خطيرُ

ونادلتانِ واحدةٌ تغني
وأخرى بالكؤوس لهم تدورُ

وفي غَبَش الزوايا سوء فعل
وأخلاقٌ يحطمهاالفجور

هو المقهى وليس له فِناءٌ
وليس لفِعلِ مُنْكَرِه نَكيرُ

بناه على الهوى الشيطانُ لما
رأى الدنيا بغفلتها تدورُ

له عملاؤه من كلّ أرضٍ
وأكبرهم كأصغرهم حقير حقيرُ

زر الذهاب إلى الأعلى