مسجات صمت للجوال , رسائل اشتياق ولهفة
يا لذلك الصمت المهيب رغم كثرة الزوارعرفة تمنيت أن تستمر دهوراً لأبث فيها كل جراحاتي وأرتل فيهاأدعية حرّى تنبأ عن فجر لحياتي جديدعرفة والقلب مشحون بأنواع الرضا والحمد والبكاء والحب والذل والحنان والرجاءعرفة ضميني بين ذراعيك لأقبّل أرضاً جلس عليها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلمعرفة قولي للرائح والغادي بأنك شيء من وجداني بل وشيء من وجدان كل مسلمعرفة يا لسعدك بتراتيل (لبيك) عندما تصدح مخترقة كل حواجز الكفر والطغيان مخترقة ذرى السماء تُسمع الأصم ويسعد بها المسلم حتى ولو كان بعيداً عنك(2) جبل الرحمةعند جبل الرحمة دبت السكينة ورأيت في عيون الحجاج فرحة غريبة رأيتها وكأنّ القلوب تطهرت والذنوب تقاطرت مع تقاطر دموع الطهر على الوجنات الظمأى وعلى عرفة الأرض العطشى.وكان الوعد الحق وتجلى الله تجلياً يليق بعظمته وقال: «اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1154- خلاصة الدرجة: صحيح لغيره].عند جبل الرحمة. كانت الرحمات تتهادى مثل حمام حط على أجفان غيمة ونام بداخلها.(3) الإفاضةقرأت أبياتاً من الشعر لامست مشاعري الثائرة فأحببت أن أكتبها في خواطريومضيتُ ثم أمسكتُ برأسي ما أرى في الجبلِ.جبل صار أناسي من السفح إلى ذروة تلك القللِ.لم أجد لي موطئاً إذ قد تأخرتُ عن الركب فليفي إلهي أملٌ يغفر لي رباه حقق أمليإنما ينظر في هذا المكان ليغض الطرف خوف الكللِهذه الأفواج ضجت بالندا هذه الأمواج قرب الساحلِكلها تبغي من الله بأن يعفو عنها مثقلات الكاهلِأيها الأكم وداعاً كدت تجتث فؤادي فامهلِأيها الأكم وداعاً فيك أودعتُ خطاي، زلليرحمة الله تجلت فالوداع موعدي في قابلِ(4) وليل ترقص بين أستاره إشعاعات ضوء لا نهاية لها والسماء تحمل قمراً ذاب بمنظرٍ رآه في جمع أتى ليعبد الله فيصوّر منظراً مصغّراً لهذا الكون الذي سُخِّر لعبادة اللهفي مزدلفة يحلو لنا الذكر كما هدانا الله والكلام عن هذه الرحلة العجيبة والطعام للتقوّي على إكمال الرحلة فنعيش في أحضانٍ أبت إلا أن تكون غاية في الحنان فتعيدنا وترسم لنا الموقف عندما جلس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهفوا المشاعر وتطمئن النفوس وتدمع لتعانق من جديد ذلك الظلام الذي يولد بداخله ومضٌ كبيرٌ من نور(5) منىنحو المنى نمضي بعزم الصابرين***فيها المنى والسعد والحب الدفيننم يا رعاك الله في حفظ الإله***ثم انتظر خيط الصباح المستبينقم وانطلق نحو الجمار ملبيا***ومكبرا فهناك للقيا شجون(6) الكعبةأسير ودربي أنواراً وضياءً وسناً ومنارافي الحرم أبث تراتيلي تزدان بدمع قد ساراوجلال الكعبة يلمسني فيقشعر بدني إكباراوالعين معلقة ترنو لجمال فاق الأنظاراخواطر ثارت في رحلة الإيمان ففاض بها قلمي حروفاً أبت الانقضاءأسأل الله أن يعيد هذا الموقف على كل مسلم