إن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفت همته على الله وعلى محبته، وإيثار مرضاته، وأصبح قلبه يقول: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
السر في التعبير بلعن الملائكة والناس -مع أن لعن الله يكفى- في قوله {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} للدلالة على أن جميع من يعلم أحواله من العوالم العلوية والسفلية يراه أهلا للعن الله ومقته، فلا يشفع له شافع ولا يرحمه راحم، فهو قد استحق اللعن لدى جميع من يعقل ويعلم، ومن استحق النكال من الرب الرءوف الرحيم؛ فماذا يرجو من سواه من عباده؟!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أعلم أن الله جل جلاله ما أخذ منك إلا ليعطيك. وما حرمك إلا ليتفضل عليك، وما أبكاك إلا ليضحكك، وما أبتلاك إلا ليحبك.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ارجع الى الله، واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك، ولا تشرد عنه من هذه الأربعة، فما رجع من رجع اليه بتوفيقه الا منها، وما شرد من شرد عنه بخذلانه الا منها، فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش بمولاه، والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه. [الفوائد]