محلية المتمة يا والي نهر النيل!!
نحتاج إلى أن نخرج من العاصمة لنستنشق أنفاس أهلينا خارجها والذين اكتشفت من قديم أن ما تحكيه الصحافة، مهما برعت أنامل كتابها في توصيف واقعهم الأليم ، أعجز من أن يحيط بحقيقة معاناتهم وما ينقصهم أو ينغص عيشهم وحياتهم.
أقول هذا بين يدي تلك الزيارة القصيرة لمدينة المتمة للمشاركة في عزاء خالتي الحبيبة (النعمة بت خبير) فقد عشت قدراً يسيراً من البؤس الذي يعيشه أهلي في تلك البقعة الصابرة المحتسبة وسمعت من مواطنيها الذين يجيدون (الانغماس) في قيمة الصبر بل والاستمتاع به من خلال البشر الذي يبدو في تلك الوجوه المتآلفة المتآزرة المتحابة التي تحسن إحالة القنوط إلى حبور والغضب والحزن إلى فرح وسعادة.
وجدتهم هذه المرة أكثر فقراً وأكثر صبراً مما رأيت في زيارتي السابقة وحاولت أن أتحسس أكثر ما يعانون منه الآن فوجدت إجماعاً على انعدام الجازولين الذي أفسد كثيراً من محاصيلهم ولا يزال يتهدد إنتاجهم الزراعي.
تحدث بإصرار مني ، عدد منهم وقدموا لي أفصحهم وأكثرهم بياناً (حسن أبو ورقة) الذي نثر كثيراً من الحقائق عن الواقع المزري في المحلية التي قال إن معتمدها لم يقصر البتة فقد ظل قريباً من الناس مواسياً لهم في أفراحهم وأتراحهم ولكن صوته خفيض ولا يجد أذنا صاغية لدى سلطات الولاية التي تشغلها ضغوط مركزها البعيد وضجيجه عن المحليات الأخرى التي كثيراً ما يجني عليها سمو إنسانها وترفعه عن الشكوى لغير الله أو عن إعلاء الصوت أو البندقية لانتزاع الحقوق.
كتبت عن والي نهر النيل حاتم الوسيلة أكثر من مرة مشيداً بمبادرة حميدة ، وددت لو حذت حذوها الولايات الأخرى ، تتعلق بخفض الإنفاق الحكومي لكني هذه المرة أرجو من الوالي أن يقوم بزيارة إلى محلية المتمة ليسمع من إنسانها الذي لا يجيد التذمر والشكوى لكن قبل ذلك بل والآن وبصورة فورية أرجو أن يقتنع أن الكميات المخصصة لها من الجازولين أقل بكثير من حاجتها إذ أنه يشكل خطراً يتهددها وعليه أن يُعجّل بمعالجة مشكلة الوقود قبل فوات الأوان.
لم أتحدث عن مشكلة المياه التي لا تزال كما كانت منذ خمسين عاماً ، تأتي في بعض ساعات النهار وتنقطع ليلاً كما لم أكتب عن مستشفى المتمة الذي ، بالرغم من أنه يخدم كل المحلية المترامية الأطراف ، لا يزال يعاني من انعدام كثير الأجهزة والمعدات والضروريات مما يضطر الناس إلى الفرار إلى مستشفى المك نمر بشندي مثلما حدث لخالتي الحبيبة ولكن هل مستشفى المك نمر في عافية أم أنه يعاني ويحتاج إلى شيء من (الزفرات الحرى) التي أعد بها خلال الأيام القليلة القادمة ؟!
يا معتمد بحري ..انصف هؤلاء
وصلتني شكوى وتظلم من أصحاب الأكشاك الواقعة شرق السكة حديد فقد رُحِّلت البصات السفرية التي كانت تخدم المسافرين من وإلى الولايات الشمالية بعد أن تكاثرت وأصبحت تعوق حركة المرور ..رُحِّلت إلى موقف شمبات لكن الشاحنات ظلت في ذات الموقع.
حصلت شركة ساطع ليموزين التابعة للقوات المسلحة على شهادة بحث تملكت بموجبها القطعة التي كانت موقفاً للبصات السفرية شرق السكة حديد وطالبت برحيل الأكشاك القديمة ..طلب أصحاب الأكشاك من المدير التنفيذي للمحلية منحهم مُهلة لتوفيق أوضاعهم وبتعويضهم عن تلك الأكشاك التي قامت منذ إنشاء ذلك الموقف الذي تم التصديق به عام 1976 من قبل المجلس البلدي، كما طالبوا شركة ساطع بمنحهم فترة سماح إلى حين إيجاد حل لمشكلتهم وقد انتهت فترة السماح الممنوحة من شركة ساطع.
يرجو أصحاب الأكشاك المطلوب إزالتها إيجاد بدائل لهم كما حدث لنظرائهم في المواقف الأخرى في ولاية الخرطوم.
يشكو هؤلاء المواطنين من ظلم حاق بهم ولولا اقتناعي بعدالة قضيتهم لما كتبت طالباً من معتمد بحري إنصافهم.