متى لاح لي وجهك في ذاكرتي خلته قمرا.. فنويت الصعود، لكني أتراجع في الأخير، لأنتظر أن يكتسيَ بدني شَعرا، وتنمو لي مخالب كاسرة، قد تنقذني إذا ما تحول الدم البشري إلى دم معلب، مستورد عديم الإحساس…أعتقد أن هذا هو الحل الأنسب، لأن أسلحتي ستجعلك تخاف الاقتراب من هذه العارية الصغيرة… غير أني بريئة تمام البراءة، لم أتخذ حذري منك قبلا، لم أنم فوق سطح ولا تحت سقف… لم أتهم حملا، ولم أعكر عليه مياهه، ولم ّألتهمه على كل حال…
لم أحصي يوما سرعة الأيام…ولم أمتهن من جميع الصنائع سوى النياح والغباء، ولم أتقن غير العويل والبكاء، هكذا كنت… نفس العطر ونفس الابتسامة، نفس السذاجة، فكيف بالله عليك أقابلك هكذا؟؟ وكيف أتزين بغير هذا الرداء؟؟ لأُثبت لك حبي العصي على العرافين، والخارج عن مستوى كل أداء…
حبيبي إذا ما عوى الذئب منكم أعوي، فلست إلا منكم، يعتري أفعالي بعض الجبروت… ولا تنتظر مني البقاء على ضاحية الفناء صامدة، والناس تموت…
إفهمني أكثر، فلم أتخير سواك خليلا أمنحه عرش قلبي… ولم أكن أدري بقرب البلاء، ولم أستشر فيه أي كهنوت….
قد أستحق اللوم لأني تخليت عن مهنتي، وفضلت مداواة جرحك الضاحك على رؤيتي للعالم من زاوية العقل والتسيس، … قد أستحق اللوم لأني حولت صحرائي الكبرى لوطن بين جوانح مفتولة نصبت عليها علم انتكاسي، وتذكارا يسابق الريح نحو ذهني كلما صحوت …
لكني أداويك مجنوني وأعلم بأي حال أنت… أداويك فأمهلني ليسري فيك دوائي… ولا تلق على كاهلي سوى تبعات الهوى والوفاء… ولا تذكرني بالزحف نحو الحرية، إنه داء سرمدي كلما استدعاني أجدني على نضائد الجحيم غفوت…….