متى تظهر أعراض الإيدز
الإيدز
الإيدز(AIDS)، أو ما يسمّى بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة، هي متلازمة مرضيّة لها مجموعة كبيرة من العلامات والأعراض التي تنتج عن إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، فعند إصابة هذا الفيروس للجسم يقوم بمهاجمة الخلايا المناعيّة وبالأخص خلايا الليمفيّة التائية المساعدة (T-helper cell/CD4)، فيُضعِف الجهاز المناعيّ بشكل عام ويجعله عرضة للعدوى المهدّدة لحياته، وتطوّر السرطانات في الجسم، فعندما يحدث هذا تسمى هذه الحالة بالإيدز، هذا يعني أنّه ليس كل شخص مصاب بالفيروس يعني أنّه مصاب بالإيدز، لأنّه ومع العلاجات المتطوّرة لهذه المتلازمة يمكن أن تزول هذه الأعراض ولكن عندما يدخل الفيروس الجسم يبقى به طوال العمر، أي لا يوجد علاج لهذا المرض إلى حد الآن.[١]
أما عدد المصابين عالمياً فيقدر بحوالي 36.9 مليون حالة عام 2014، من ضمنهم 2.6 مليون طفل تحت سنّ الخامسة عشرة معظمهم يعشون في المناطق الفقيرة وخصوصاً في المناطق الجنوبيّة من الصحراء الكبرى الإفريقية نتيجة لانتقال المرض من الأم خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة. [٢]
أعراض الإصابة بالإيدز وقت ظهورها
لا يمكن الإعتماد على الأعراض لمعرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بالفيروس أو لا، فالطريقة الوحيدة هي إجراء الفحوصات المخبرية، ومعرفة المريض لحالته تساعده في البقاء صحياً وتجنّب نقل المرض للآخرين.
تتنوع أعراض الإصابة بالفيروس اعتماداً على الشخص المصاب والمرحلة التي هو فيها، فتنقسم أعراض الإصابة بهذا المرض إلى ثلاثة أقسام: المرحلة المبكّرة من الإصابة بالفيروس، ومرحلة الكُمُون السريرية، ومرحلة الإيدز، وليس من الضروري أن يمرّ المريض بجميع هذه المراحل.[٣]
المرحلة المبكّرة
بعض المرضى يمكن أن يُظهروا أعراضاً شبيهة بالرشح خلال 2-4 أسابيع بعد الإصابة بالفيروس، والبعض الآخر قد لا يظهر عليهم علامات المرض خلال هذه المرحلة، وهذه الاعراض هي:
- الحمّى.
- القشعريرة.
- طفح جلديّ.
- تعرّق ليليّ.
- آلام العضلات.
- التهاب الحلق.
- تعب والإرهاق.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- قرح في الفم.
قد تستمرّ هذه الأعراض من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، وخلال هذه الفترة قد لا تظهر الأجسام المضادّة للفيروس في الفحوصات، ولكن يكون الشخص في هذه الحالة معدٍ وباستطاعته نقل العدوى للآخرين. وكذلك من تظهر لديه هذه الأعراض لا يعني أنّه مصاب بهذا المرض؛ لأنّ هذه الأعراض هي عامّة من الممكن أن تظهر في أيّ مرض آخر، وقد لا تظهر لدى المصاب بالفيروس أيّة أعراض لمدّة عشر سنين أو أكثر.
مرحلة الكُمون السريرية
بعد المرحلة المبكّرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ينتقل المرض إلى مرحلة تسمى مرحلة الكمون السريرية (وتسمى أيضاً “العدوى المزمنة لفيروس نقص المناعة البشرية”). خلال هذه المرحلة، لا يزال الفيروس نشطاً لكن يستنسخ نفسه داخل الخلايا بمستويات منخفضة جداً، وقد لا تظهر على المصاب أيّة أعراض المتعلّقة بفيروس نقص المناعة البشريّة، أو يظهروا أعراضاً خفيفة فقط.
من المهم أن يذكر أنّ المصاب لا يزال قادراً على نقل الفيروس إلى الأشخاص الآخرين خلال هذه المرحلة حتى إذا كان لديهم أيّ أعراض، وتقلّ نسبة إمكانية نقل العدوى إذا كان المريض يأخذ العلاجات بانتظام.
مرحلة الإيدز
للمرضى المصابين بالفيروس ولم يتلقّوا العلاجات المناسبة، يقوم الفيروس في نهاية المطاف بإضعاف الجهاز المناعي في الجسم ليصل لمرحلة متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهي المرحلة النهائيّة من الإصابة بالفيروس، ويظهر المريض الأعراض التالية:
- فقدان الوزن السريع.
- حمى متكرّرة أو تعرّق ليلي شديد.
- التعب الشديد غير المبرّر.
- تورّم الغدد الليمفاوية لفترات طويلة في الإبط والفخذ، والرقبة.
- الإسهال الذي يستمرّ لأكثر من أسبوع.
- القروح في الفم وفتحة الشرج، والأعضاء التناسليّة.
- الالتهاب الرئوي.
- بقع حمراء، أو بنية، أو وردية، أو أرجوانية تحت الجلد أو داخل الفم، أو الأنف، أو الجفون.
- فقدان الذاكرة، والاكتئاب، واضطرابات عصبية أخرى.
- العديد من الأعراض الشديدة لهذا المرض ناتجة عن العدوى الانتهازية التي تستغلّ ضعف المناعة في الجسم.
طرق العدوى بالفيروس
يتم انتقال الفيروس عن طريق بعض سوائل الجسم وهي مرتّبة حسب تركيز الفيروس بها وهي: الدم، والسائل المنويّ، والإفرازات المهبليّة، وحليب الأم، فينتقل المرض من خلال هذه الأمور:[٤]
- الجماع الطبيعيّ أو الشاذ مع مصاب دون استعمال طرق الوقاية.
- نقل الدم الملوّث ومنتجاته، إثر أخطاء طبيّة.
- زرع الأعضاء من متبرّع مصاب، ولكن هذه نادرة الحدوث.
- المشاركة في الإبر الملوّثة عند مدمني المخدرات.
- انتقال الفايروس من الأمّ المصابة إلى جنينها، خلال الحمل أو الولادة أو من لبنها أثناء الرضاعة.
- حالات أخرى كالوشم بالإبر الملوّثة، وعدم تعقيم الأدوات في عيادات الأسنان.
- أما السوائل التي لا ينتقل من خلالها الفيروس هي:
- اللعاب.
- الدموع.
- العرق.
- البراز.
- البول.
العلاج
لا يوجد حالياً أيّ علاج لفيروس نقص المناعة البشرية، فيتمّ التعامل مع الفيروس باستخدام مزيج من الأدوية لمكافحة العدوى، وهذا ما يسمّى العلاج المضادّ للفيروسات الرجعية (ART) وهو ليس علاجاً، ولكن تعمل على السيطرة على الفيروس بحيث تمكّن المريض من العيش حياة أطول وأكثر صحّة وتقليل خطر انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين.
هذه الأدوية تمنع الفيروس من التكاثر (صنع نسخ من نفسه)، ممّا يقلل من كمّية الفيروس في الجسم، فيعطي الجهاز المناعيّفرصة لاستعادة ومحاربة الالتهابات والسرطان، وعن طريق تقليل كمّية الفيروس في الجسم، تقلّ أيضاً خطر انتقال الفيروس إلى الآخرين، لذلك ينصح بأخذ (ART) لجميع المرضى المصابين بالفيروس بغض النظر عن ما إذا كان يعانون من أعراض أو لا؛ لأنّه إذا ترك دون علاج، سوف يفتك الفيروس بالجهاز المناعيّ، ويتقدّم المرض في نهاية المطاف إلى الإيدز.[٥]