ما هي عوارض تكيس المبايض
تعريف متلازمة تكيّس المبايض
تُعرّف متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome [PCOS ] بتضخّم المبايض واحتوائها على جريبات صغيرة مليئة بالسّوائل، وتُعدّ هذه المتلازمة اضطراباً شائعاً لدى النّساء في سنّ الإنجاب، وعلاوةً على ما تسبّبه هذه المتلازمة من أعراض، فإنّها إيضاً تؤدّي إلى مضاعفات متعددة، منها النّوع الثّاني من مرض السّكري وأمراض القلب إن لم تعالج مبكراً ولم تخفّف المصابة من وزنها.[١]
ومن ضمن أعراض هذه المتلازمة الحيض غير المنتظم أو المطوّل، كما أنّ انقطاع الحيض أو عدم انتظامه لدى المراهقات قد يُشير إلى احتماليّة كونهنّ مصابات بالمتلازمة المذكورة.[١]
مدى انتشار متلازمة تكيّس المبايض
تصيب متلازمة تكيس المبايض نحو 10% ممّن تتراوح أعمارهنّ ما بين 18 و44 عاماً، غير أنها في بعض الحالات قد تصيب الفتيات اللّواتي في سنّ 11 عاماً ممّن لم يحضن بعد، لكن عادةً ما يتمّ تشخيصها خلال العشرينات أو الثّلاثينات من عمر المرأة، وبما أن تعريف هذه المتلازمة ليس مُتّفقاً عليه بعد، فعدد المصابات غير معروف تماماً.[٢]
أعراض متلازمة تكيّس المبايض
تختلف أعراض وعلامات متلازمة تكيّس المبايض بشكل طفيف بين مصابة وأخرى، غير أنّ العرض المشترك بين كل المصابات هو زيادة الوزن، والتي عادة ما تكون محفّزاً على ظهور المتلازمة بعد الحيضة الأولى بمدّة قصيرة لدى المصابة.[١]
تتضمّن هذه الأعراض والعلامات ما يلي:[١][٣]
- تعدّد أكياس المبايض: ويحدث ذلك عند تضخّم المبايض، فضلاً عن تكوّن الأكياس المليئة بالسّوائل حول البويضات.
- ارتفاع مستويات الهرمون الذّكوري: وذلك يؤدّي إلى علامات وأعراض متعددة، منها حبّ الشّباب الشّديد؛ والثّعلبة ذكريّة الشّكل؛ وما يُعرف بفرط الشعر ذكريّ النمط، أي طول الشعر وكثرته، حيث يظهر الشّعر على الوجه والبطن والصّدر.
- اضطراب الحيض: ويُعدّ هذا العرض أكثر أعراض المتلازمة شيوعاً، ويتضمّن ذلك أن تكون فترات الدورة الشّهرية أكثر من 35 يوماً، وأن تحيض المرأة أقلّ من 8 حيضات في العام الواحد، والحيض المطوّل سواء أكان خفيفاً أم غزيراً.
- ولتشخيص إصابة المرأة بهذه المتلازمة، يجب أن يوجد عندها عرضان على الأقلّ من الأعراض الثّلاثة المذكورة أعلاه.[١] وعادةً ما تبدأ أعراض هذه المتلازمة بالظّهور بعد فترة قليلة من أول حيضة للمصابة، حيث تظهر نتيجةً لمحفّز ما.[١]
أسباب متلازمة تكيّس المبايض
من المُعتقد أنّ العوامل الآتية تقع ضمن أسباب متلازمة تكيّس المبايض، وذلك على الرّغم من أنّ الأسباب المحدّدة وراءها لا تزال غير معروفة:[١]
- الوراثة: يعمل الباحثون الآن على التّعرف على إمكانيّة ارتباط هذه المتلازمة بجينات معيّنة، فإن كانت الأخت أو الأمّ مصابةً بهذه المتلازمة، فإنّ احتماليّة إصابة المرأة بها ترتفع.
- زيادة الإنسولين: يمكّن هرمون الإنسولين الخلايا من الاستفادة من السكّر لتحصل على الطّاقة، فإن كان لدى المرأة مقاومة للإنسولين، فإنّ البنكرياس يفرز هذا الهرمون بإفراط، ما يؤثر سلباً في قدرة المبيض على الإباضة؛ لأنّه يزيد من مستويات هرمون الأندروجين.
- التهاب منخفض الدّرجة: فقد وجد الباحثون أنّ المصابات بهذه المتلازمة يكون لديهن هذا الالتهاب، حيث إنّه يحفّز المبايض المتكيّسة على إطلاق الأندروجين، ويعرف التهاب منخفض الدّرجة بأنه استجابة جسديّة تؤدي إلى إطلاق خلايا الدم البيضاء لمحاربة الالتهابات.
مضاعفات متلازمة تكّيس المبايض
المضاعفات الآتية قد تحدث لدى مصابات هذه المتلازمة، خصوصاً إن ترافقت مع زيادة الوزن:[١][٢]
- النوع الثّاني من مرض السكّري.
- سكّري الحمل أو ارتفاع ضغط الدّم النّاجم عن الحمل.
- المتلازمة الاستقلابيّة، والتي تزيد من احتمالية الإصابةبأمراض القلب والأوعية الدمويّة.
- ارتفاع ضغط الدّم.
- القلق والاكتئاب.
- التهاب الكبد الدّهني غير الكحوليّ، وهو مرض كبدي شديد ينجم عن تراكم الدهون في الكبد.
- اضطرابات في الدهون والكولسترول.
- تَقَطُّع النفس خلال النوم.
- النزيف غير الطبيعي من الرّحم.
- سرطان بطانة الرّحم.
- العقم.
علاج متلازمة تكيّس المبايض
على الرّغم من عدم وجود علاج شافٍ من هذا المرض إلى الآن، إلّا أنّ هناك ما يخفّف من احتمالية العقم والإجهاض، فضلاً عن المضاعفات الأخرى، والّتي تتضمّن سرطان الرّحم.[٣]
يعتمد علاج متلازمة تكيّس المبايض على الأعراض الخاصّة بكل امرأة، كما يعتمد أيضاً على ظروف كل امرأة، فعلى سبيل المثال يختلف علاج من يُردْن الحمل عن بقية السّيدات، غير أنّ هناك أساليب مشتركة بين جميع المصابات تقع في إطار عيش حياة صحيّة بشكل عام، حيث تهدف إلى إنقاص الوزن إن كان هناك وزن زائد، فقد يكون كل ما تحتاجه المرأة لاستعادة حيضها وقدرتها على الإباضة هو التخفيف من الوزن، أمّا عن كيفية القيام بذلك فهي لا تختلف عما عليه الحال لدى أيّ شخص لديه وزن زائد، وذلك بالقيام بممارسة التّمارين الرّياضية وتناول حمية غذائيّة صحيّة ومتوازنة.[٣]
كما تُنصح النّساء بشكل عام ومصابات هذه المتلازمة بشكل خاص بعدم التّدخين كونه يزيد مستويات هرمون الأندروجين.[٣] أمّا في حالة عدم وجود وزن زائد أو عدم نجاح فقدان الوزن بعلاج المصابة، فعندها قد تبدأ باستخدام الأدوية الّتي تساعد على الإباضة، منها الميتفورمين والكلوميفين.[٣]
ويُذكر أنّ العلاج الهرمونيّ يساعد أيضاً على السّيطرة على هرمونات المبايض. فعلى سبيل المثال تساعد العلاجات الهرمونيّة على علاج كثرة الشعر غير المرغوب فيه وحبّ الشّباب، كما تساعد حبوب منع الحمل على تنظيم الحيض، مما يؤدي إلى عدم تراكم دم الحيض على شكل طبقات في بطانة الرّحم، فذلك التراكم قد يؤدّي إلى الإصابة بسرطان الرحم.[٣]