ما هي علامات الطهر من الحيض
من المؤكّد وبلا شك أنّ كل أنثى عندما تصل إلى مرحلة البلوغ تظهر لها عدّة علامات واضحة على جسمها؛ حيث إنّ هذه التّغييرات التي تحدث تؤدّي إلى حدوث الدّورة الشّهريّة، ونقصد بالدّورة الشّهريّة هي نزول الدّم من فرج المرأة، ويكون ذلك في موعد محدّد من كل شهر، وتستمرّ ليومين إلى عشرة أيّام، وتختلف حسب جسم كل أنثى، ونذكر هنا إنّ الدّورة الشّهرية أو الحيض هي مانعة للطهارة، وبذلك لا يجوز أداء الصّلاة، وقراءة القرآن الكريم، والصّيام، وأداء العمرة والحج إلّا بطهارة المرأة؛ أي بعد الاغتسال عند انقطاع دم الحيض.
الفرق بين الحائض والمستحاضة
عند الحديث عن الحيض لا بدّ من التّمييز بين فترات الحيض التي تمرّ بها كل أنثى؛ فالبعض من الإناث تكون فترة حيضهنّ ثلاثة أيام، وأخريات أربعة، وأحياناً خمسة أيّام، والبعض الآخر منهنّ قد تمتدّ فترة حيضهنّ لعشرة أيّام، وفي هذه الحالة تسمّى المرأة بالحائض، ولا يسمح لها بأداء العبادات التي منع الإسلام أدائها وهي حائض. نذكر أيضاً الحالة التي تسمّى بها المرأة بالمستحاضة إذا كانت فترة الحيض لديها خمسة عشر يوماً وأكثر، وفي هذه الحالة لا يوجد علامة طهر واضحة لديها، ولذلك على المرأة أن تتوضأ كلّما نزل الدّم منها.
علامات الطّهارة من الحيض
قد يحدث التباسٌ أحياناً في موعد انقطاع الدّورة الشّهرية عند الأنثى، فالأنثى قد تعتاد على عدد أيّام محدّدة لدورتها الشّهرية، ولكن أحياناً قد تتقدّم أو تتأخر في الانقطاع الفعلي لليوم الأخير من فترة الحيض؛ فقد يكون السّبب إمّا من الحالة النّفسيّة التي تمر بها مثل: القلق و التّوتر، وأحياناً بسبب عدم انتظام الموعد، ونقصد بذلك أنّ الفترة الطّبيعيّة المنتظمة ما بين موعد الدّورة الأولى والموعد الثّاني لها هي ثمانيةٌ وعشرون يوماً، فيتغيّر هذا الموعد ويتقلص إلى أربعةٍ وعشرين يوماً، وهذه الحالات هي حقيقة ما تؤدّي إلى حدوث الشّك عند الأنثى في الطّهارة من الحيض، وللتأكّد من الطّهارة للاغتسال وأداء العبادات من جديد على الأنثى التّأكد من هذه الإشارات التّالية التي تدل على الطهّر من الحيض:
- على الأنثى أن تراقب اليوم الأخير الذي تعتاد عليه في انقطاع الدّورة الشّهريّة، فمثلاً الأنثى التي دورتها تتكوّن من أربعة أيام عليها مراقبة اليوم الرّابع، فعند الإحساس بجفاف وانقطاع تام في منطقة الفرج فهذه علامة الطّهر من الحيض؛ فالجفاف هو عدم الإحساس بوجود أي سائل في منطقة الفرج. نذكر أنّ اليوم الأخير يتضاءل فيه الدّم كثيراً جداً.
- انقطاع الإفرازات التي تخرج من فرج المرأة مع آخر يوم في الدّورة الشّهريّة وقبل اليوم الأول، مثل: الإفرازات الصّفراء، وذات اللون البني التي تشبه الأنسجة البنية اللون؛ فإذا توقّفت هذه الإفرازات عن الخروج من الفرج تكون الطّهارة قد تمّت وعلى المرأة الاغتسال.
- عند إحساس الأنثى بانقطاع الدّم عليها تمرير قطنة أو قطعة قماش بيضاء أو منديل في منطقة الفرج، فإذا خرجت القطعة بيضاء لا توجد عليها قطرة أو مسحة دم فالطّهارة قد تمت، وإن خرجت قطعة القماش وعليها مسحة دم عليها أن تصبر خمس أو ست ساعات حتى تتأكّد تماماً من انقطاع الحيض، وترافق انقطاع الدّم إفرازات بيضاء شفّافة، وهي عادةً أيضاً تكون قبل نزول الدّم في اليوم الأوّل.
رأي علماء الدين في طهارة المرأة من الحيض
الطّهارة أمرٌ لا يستهان به؛ فهي شرط أساسي للقيام بالعبادات، ومن رأي العلماء في ذلك، نذكر حالة مشاهدة المرأة للإفرازات الصّفراء والبنيّة قبل الحيض؛ أي قبل نزول الدّم، فلا تعتبر المرأة حائض وعليها الوضوء عندما ترى ذلك، ولكن إذا رافقت هذه الإفرازات أيّام الدوّرة الشّهرية فيجب انقطاعها لأنّها تعتبر من الحيض. يقصد العلماء بالإفرازات البنية والصّفراء ما يسمّى بالصّفرة والكدرة؛ والصّفرة ماء أصفر كماء الجرح، والكدرة الماء البنّي الممزوج بعروق بنيّة من الجسم؛ فالعلماء اعتبروا الكدرة والصّفرة ليست من الحيض، والبعض أوجب الغسل بعد انقطاع أثرها من الحيض، والله تعالى أعلم.