ما هي أضرار الشاي الأخضر
الشاي الأخضر
لكلّ منّا مشروبه المفضّل الذي يحتسيه في أوقات معيّنة حتى يعدّل مزاجه، ويعتمد الكثيرون على القهوة أو الشاي الأسود كمشروبهم المفضل. ولكن يحب البعض أن يحتسي كوباً من الشاي الأخضر الساخن، فما هو الشاي الأخضر؟ وما هي فوائده؟ وهل له أيّة أضرار؟ هذا ما سنتعرّف عليه خلال هذا المقال.
الشّاي بشكل عام هو أحد أكثر المشروبات الساخنة التي يحب أن يحتسيها النّاس ويتّم تقديمها في المجالس، وهو من أكثر المشروبات شيوعاً في جميع أنحاء العالم (1)، ويعتبر الشاي الأخضر أحد أشكال الشاي وأكثرها فائدة لصحّة الإنسان، وتشمل أشكال الشاي كلاً من الشاي الأخضر وشاي الأولونج والشاي الأحمر أو الأسود (2)، ويتم إنتاج الشاي الأخضر من أوراق نبات الشاي الذي يُزرع عادةً في الصين واليابان عن طريق تجفيفها وتبخيرها، مما يثبّط من عمل الإنزيم المؤكسد لها، محافظاً بذلك على المركبات المتعددة الفينول الموجودة فيها (1).
ويمنح الشاي الأخضر جسم الإنسان الكثير من الفوائد الصحيّة، والتي سنتحدث عنها لاحقاً، كما أنّه يعتبر مشروباً آمناً، ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن تنتج عن تناوله بكميات كبيرة أو تناول مستخلصاته بعض الأضرار (1)، (2)، والتي سنتحدث عنها في هذا المقال.
أضرار الشاي الأخضر
على الرّغم من كثرة الفوائد الصحيّة للشاي الأخضر، إلّا أنه لا يجب الإسراف في شربه كثيراً (3)، إذ إنّ له أضرار تنبع من محتواه من الكافيين، والألمنيوم الذي يتراكم في الجسم في الأشخاص الذين يتناولون الشاي بكثرة، وخاصة في حالات مشاكل الكلى، ويسبب تراكم الألمنيوم مشاكل في الأعصاب، هذا بالإضافة إلى تأثير المركبات المتعددة الفينول على امتصاص الحديد (1)، (2). ويعتبر تناول الشاي الأخضر بكميات طبيعيّة آمناً، إلا أن الجرعات العالية منه يمكن أن تسبب أضراراً صحيّة، وتشمل أضرار تناول الشاي الأخضر بكثرة ما يلي:
- يمكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبيّة في الأشخاص الذين يتناولون أكثر من خمسة أكواب من الشاي الأخضر يوميّاً، وتتراوح هذه الأعراض ما بين الأعراض البسيطة إلى الشديدة، وهي تشمل الصداع، والعصبية، والتوتر، ومشاكل في النوم، والإسهال، والقيء، والتشنجات، والرجفة، وحرقة المعدة، وعدم انتظام ضربات القلب، وطنين الأذن، ويمكن أن تكون الجرعات العالية جداً، والتي تمنح ما يعادل 10-14 جم من الكافيين، قاتلة (4).
- يعتبر مستخلص الإبيجالوكاتيكين-3-جالات (Epigallocatechin-3-gallatee)، والذي يمثل الكاتيكين الأساسي في الشاي الأخضر، سامّاً للخلايا، وبذلك يمكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الشاي الأخضر إلى سمية حادة في خلايا الكبد والتي تسبب العديد من الأعراض وتؤثر على العديد من وظائف الجسم، وقد وجدت دراسة أجريت على حيوانات التجارب أن تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر يسبب تلفاً تأكسدياً في خلايا الكبد والبنكرياس (2).
- كشفت إحدى الدراسات أنّ الإبيجالوكاتيكين-3-جالات (Epigallocatechin-3-gallatee) يعمل كمؤكسد بدلاً من مضاد للأكسدة في خلايا البيتا في البنكرياس، ولذلك وجدت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب المصابة بمرض السكري أن تناول الشاي الأخضر بكميات كبيرة يؤدي إلى نتائج سلبيّة (2).
- وجدت إحدى الدراسات العلميّة التي أجريت على جرذان التجارب السليمة أنّ تناول الشاي الأخضر بكميات كبيرة، أي بمعدل 5% من الحمية، يسبب تضخماً في الغدة الدرقيّة وتغيُّراً في مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الدم (2).
- يمكن أن يسبب الشاي الأخضر الألم في البطن أو الإمساك في بعض الأشخاص (4).
- يقلل الشاي الأخضر من امتصاص الحديد غير الهيمي والكالسيوم (5).
كما ويجب تجنب تناول الشاي الأخضر أو أخذ الحيطة والحذر عند تناوله في بعض الحالات، والتي تشمل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية الشديدة (2).
- الحمل والرضاعة: حيث يجب عدم تناول أكثر من كوب أو اثنين من الشاي الأخضر في اليوم الواحد (2) .
- يجب التحوُّط عند تناول الشاي الأخضر في حال تناول الأدوية؛ حيث إنّه يرفع من إدرار الجسم للبول، مما يمكن أن يؤثر على تركيز بعض الأدوية في الدم ومفعولها في الجسم (2)، ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل استهلاكه في هذه الحالات (3).
- فقر الدم (الأنيميا): يجب تجنُّب تناول الشاي مع الوجبات في حالة الإصابة بفقر الدم لما له من تأثير سلبيّ على امتصاص الحديد (1).
فوائد الشاي الأخضر
يعتبر الشاي الأخضر من أكثر المشروبات المفيدة للصحة طالما يتم تناوله بالكميات الاعتيادية في الحمية (3)، وسنتحدث فيما يلي عن أهم فوائده بإيجاز:
- يعتبر الشاي الأخضر مصدراً عالياً لمضادات الأكسدة، والتي تشمل المركبات متعددة الفينول، وتحديداً الكيتيكينات وحمض الجاليك، والكاروتينات والتوكوفيرول (الڤيتامين ھ) وحمض الأسكوربيك (الڤيتامين ج)، وبعض المعادن، حيث تعمل مضادات الأكسدة الموجودة فيه على وقاية الجسم من العديد من الأمراض، كما أنّها تقلل من الإجهاد التأكسدي وشيخوخة الخلايا (1).
- يعمل شرب الشاي الأخضر على خفض خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، كما وُجد له دور في قتل الخلايا السرطانية، وذلك بسبب محتواه العالي من مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى أنّه يقلل من قدرة الجينات على التفاعل مع المواد المسرطنة في الجسم، ويقلل من الحالة الالتهابية التي ترفع من خطر الإصابة بالسرطان، كما أنه يحفّز نمو وموت الخلايا الطبيعيّ (1).
- خفض خطر الإصابة بالعديد من أمراض تلف الأعصاب مثل: مرض بارنكنسون، والزهايمر، وغيرهما (1).
- يلعب الشاي الأخضر دوراً مهمّاً في الصحة الفمويّة، حيث وجد أنّه يقلل من خطر الإصابة بتسوس الأسنان وسقوطها وأمراض اللثة (1).
- يرفع الشاي الأخضر من معدل حرق السعرات الحرارية والدهون في الجسم (1)، ولكن يجب العلم أن خسارة الوزن تحتاج إلى الالتزام بحمية صحيّة وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة، ولا يمكن الاعتماد على الشاي الأخضر لتحقيق خسارة الوزن، ولكن يمكن شربه كمساند لعلاج السمنة وللحصول على فوائده الصحية الأخرى (3).
- يساهم الشاي الأخضر في السيطرة على مستوى الكولسترول في الدم، كما أنه يقلل من أكسدة الكوليسترول السيئ (LDL)، مخفّضاً بذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (1).
- التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم وتخفيض مستوى الإنسولين، مما قد يفيد مرضى السكري (1).
- وُجد أنّ الشاي الأخضر يقاوم العديد من أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات، والتي تشمل الجرثومة الملوية البابية (Helicobacter pylori) والتي تسبب القرحة، وفيروس الإنفلونزا في مراحله الأولى وفيروس الهربس البسيط (Herpes simplex) والأدينوفيروس (1).
- يرفع تناول الشاي الأخضر من قوة جهاز المناعة في الجسم بسبب محتواه من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتخفض من مستوى الأكسدة في الجسم (1).