ما هي أسباب التعب والارهاق
التعب والإرهاق
إنّ الشعور بالتعب والإرهاق يعتبر رد فعل جسدي طبيعي، هذا الشعور إشعار ينبه الجسم بحاجته الضرورية إلى الراحة والهدوء، وفي بعض الحالات يعتبر الشعور بالتعب والإرهاق إنذاراً خطيراً يدل على بداية انهيار جسد الشخص، أو أن هناك مرض ما، ويعرف الطب شعور الإنسان بالتعب والراحة نتيجة قيامه بأعمال ما أو بذل مجهود جسدي أو عقلي بأنه تعب جيد، لكن عندما يشعر الإنسان بالتعب والإرهاق بشكلٍ دائم، دون قيامه بأي نشاط يذكر فهذا الأمر يدخل تحت مسمى التعب السيّء.
إنّ قلّة النوم ليس الشيء الوحيد لشعور الإنسان بالتعب وضياع الطاقة، فهناك الكثير من الأشياء التي يقوم بها الشخص تستنفذ كل طاقة الجسم الجسدية والعقلية معاً، وقد تكون هذه الأعمال تقوم بها بشكل روتيني يومي، لهذا يقدم المختصين والخبراء الكثير من النصائح والاستشارات حول العادات السيئة التي يقوم بها الكثير من الناس والتي تشعرهم بالتعب والإرهاق، وكذلك يقدمون لهم الحلول المثلى لتجنب الشعور بالتعب، وفي هذا الموضوع سوف أقوم بتوضيح الأسباب التي تسبب الكثير من التعب والإرهاق التي يشعر بها الأشخاص، وذلك حتى نتخطّى هذه المشكلة ونتجنبها.
أسباب الشعور بالتعب والإرهاق
تجنّب ممارسة الرياضة
الكثير من الأشخاص يعتقدون أنّ تجاهل التمارين الرياضية عندما يشعرون بالتعب والإرهاق هو حل جيد، وذلك لتوفير الطاقة. وهذا الاعتقاد خاطئ يضر صحة الجسم، حيث إنّ هناك الكثير من الدراسات التي تبين أن الأشخاص البالغين الأصحاء الذين يمارسون الرياضة البسيطة ثلاث أيام في الأسبوع ولمدة لا تقل عن عشرين دقيقة كانوا يشعرون بتعب أقل من غيرهم، وبعد أن تمضي ستة أسابيع على التزام الأشخاص في ممارستهم للرياضة تزداد قوة تحملهم للتعب والإرهاق!، بل وتزداد صحة القلب، وتنشط الدورة الدموية، ويتوفر الأكسجين النقي، لذلك احرص على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، حتى لو قمت بالسير لمدة عشر دقائق فأن ذلك أفضل وأكثر صحة من جلوسك على الأريكة.
عدم شرب كميات كافية من المياه
عندما لا تقوم بتناول كميات مناسبة من الماء بشكلٍ يومي، حتى لو كانت الكمية التي تشربها أقل قليل من الكمية المطلوبة اللازم شربها للشخص البالغ، فإنّ ذلك يؤثر بشكلٍ سلبيٍ على مستويات الطاقة لدى الشخص، وتقول أخصائية التغذية في الطب الرياضي إيما جودسن بأنّه إذا جفّ الماء في جسم الإنسان فإن ذلك يؤدّي إلى انخفاض حجم الدم، ويؤدّي أيضاً إلى حدوث اضطراب في وصول العناصر الغذائية إلى خلايا الجسم. وهنا تبرز أهمية شرب الكميات المناسبة من الماء لترطيب الجسم.
نقص الحديد في الجسم
عندما ينقص مستوى الحديد في جسم الشخص فإنّ ذلك يؤدّي إلى الإحساس بالضعف والإرهاق، وكذلك تعكر المزاج، وتقل قدرة الشخص على التركيز، ويشعر الشخص بالتعب؛ بسبب عدم وصول الأكسجين إلى أنسجة وعضلات الجسم وكل ذلك بسبب نقص نسبة الحديد في الجسم، وزيادة الحديد في الجسم تحد من خطر الإصابة بفقر الدم، وتستطيع الحصول على عنصر الحديد والذي يتواجد في اللحوم الحمراء، الفاصوليا، والبيض، والخضار الورقية، وكذلك يتواجد في المكسرات، وفي زبدة الفول السوداني، وهذه الأغذية تحتوي على فيتامين ج، ومن الممكن أن يكون تناقص الحديد في الجسم راجع إلى مشكلة داخلية، لذا فإنّه من المهم زيارة الطبيب لتعرف على سبب نقص الحديد لديك.
الشخص غير الواقعي
هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بوضع أهداف غير واقعية ويسعون إلى تحقيقها باستمرار، وعندما يفشل في تطبيقها يكون غير راضياً عن نفسه، وهذه الأمر يتعب الشخص ويشعره بالإرهاق، لذلك يجب أن تفكر بطريقة سليمة وتضع لنفسك أهداف حقيقية يمكنك تطبيقها، حتى لا تشعر بالضغط العصبي الذي يشعرك بالإرهاق والتعب المستمر.
التوتر بشكل مستمر
عندما يقوم مديرك بعقد اجتماعٍ عاجلٍ غير متوقع، سوف يشعرك ذلك بالخوف والتوتر وتبدأ بتوقع السيناريوهات السيئة في مخيلتك، وهذا التفكير يزيد من قلقك وتوترك ويشل تفكيرك، وهنا تتبدد طاقتك العقلية والجسدية، فيجب عليك أن لا تتوتر، وأن تفكر بطريقة سليمة وكل ما عليك فعله في مثل هذه الحالات هو أخذ نفس عميق وممارسة اليوغا بطريقة سريعة، ويفضل أن تتعرض لنسمات الهواء الطلق بالوقوف أمام النافذة، وكذلك لو تقاسمت قلقك ومخاوفك مع زميلك فأن ذلك سوف يخفف عليك، ويساعدك في التعامل مع مثل هذه المواقف بشكلٍ أفضل.
إهمال وجبات الإفطار
هذه الوجبة مهمة جداً في الصباح، لأنها تشكل وقود الجسم، فيجب أن تحرص على تناول طعام الصباح للحفاظ على عدم اضطراب ضخ الدم في الجسم والحفاظ على أكسجين الجسم، وعندما لا تقوم بتناول وجبة الإفطار لن يتزود الجسم بالطاقة اللازمة، ويوصي معظم الأطباء بأهمية تناول وجبات الطعام التي تحتوي على الحبوب الكاملة، والبروتينات، والأغذية ذات الدهون الصحية، وهناك بعض الأطعمة المفيدة جداً للجسم في ساعات الصباح الباكر، مثل دقيق الشوفان، وزبدة الفول السوداني، والعصائر الطبيعية، واللبن أو الحليب الخالي من الدسم، والبيض، وشرائح خبز التوست.
الوجبات السريعة
وذلك مثل الأغذية التي تحتوي على السكريات والكربوهيدرات التي تؤدّي إلى زيادة السكر في الدم، لأنه عندما تنقص نسبة السكر في الدم فإن ذلك يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر وعلى مدار اليوم، ومن أجل الحفاظ على نسبة السكر في الدم بشكلٍ ثابت اهتم بتناول الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والحبوب الكاملة، وكذلك الدجاج، الأرز وخاصة البني، وأسماك السلمون والسردين، والبطاطا الحلوة، وكذلك سلطات الفاكهة.
العمل فوق حدود طاقتك
عندما تحاول دائماً إرضاء الناس، سوف تقوم بدفع كل طاقاتك وجهدك وسوف تضر بصحتك، أنا لا أطلب منك عدم مساعدة الآخرين، بل ساعد الناس ولكن في حدود طاقاتك وقدرتك، إذا لم تقدر على فعل شيءٍ ما لا يلزمك أن تقول نعم وأن تتجاسر فوق حدود طاقتك، واستمتع بوقتك في كل وقت ولا تبذر طاقتك بشكلٍ دائم مع علمك المسبق بعدم قدرتك، واجعل المكان الذي تجلس فيه مرتباً منظماً، ولا تحاول تشتيت نفسك، لأن الفوضى تؤدّي إلى عدم التركيز، وعندما تقوم بتنظيم مكتبك وغرفتك الخاصة سوف تشعر بطاقة إيجابية وارتياح نفسي.
عدم تخصيص أوقات للراحة
عندما تحصل على أوقات للراحة كالعطلات الصيفية، أو الإجازات الرسمية وغيرها، فيجب عليك أن توفر لنفسك الاسترخاء والراحة، وذلك حتى تسمح لقدرتك العقلية والجسدية بالتجدد والنشاط، وحتى يكون عندك الدافعية القوية للرجوع إلى العمل وبذل جهدك، وإن أخذ الفواصل وفترات الراحة مهمة جداً لكل شخص، لأنها تساعد على أن تكون أكثر إنتاجاً وقدرة على أداء العمل، وأكثر إبداعاً.
النوم القليل
الكثير من الناس يجلسون الساعات الطوال على شاشات التلفاز، أو تصفح مواقع الإنترنت، ومواقع الشبكات الاجتماعية في وقت متأخر من الليل، وهذا الفعل يهدد صحة الجسدية للإنسان، لأن النوم ظاهرة طبيعية يحتاجها كل كائن حي، وعندما يختل هذا النظام ويضطرب، يشعر الشخص بعدم الراحة الجسدية، ويستيقظ من النوم بصعوبة، ويصبح متعكر المزاج، قليل النشاط. لذلك يجب أن يهتم بفترات نومه الليلية، وعدم البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، لا تسهر في يوم العطلة، ويجب عليك استغلال هذا اليوم بالراحة والاسترخاء من عمل الأسبوع، من الجيد أن تخرج وتروح عن نفسك، لكن من السيئ أن تتأخر ليلاً، لأن ذلك سوف يشعرك بالتعب والإرهاق.